مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الرسول -صلوات عليه وعلى آله- هاجر، بكل ما تحمله الهجرة وتُعبِّرُ عنه من تضحيه، من صبر، ومن سعيٍ دؤوبٍ وجاد في عمله، وفي تحمله للمسؤولية، وفي سعيه لإقامة دين الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- وبناء الكيان الإسلامي العظيم.

 

الدرس الآخر، كان- أيضاً- في ذلك المجتمع الذي هاجر إليه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- في مقابل مجتمع لم يتقبل أكثر أبنائه الدعوة الإسلامية، بالرغم من عظمتها، وقيمها، أهميتها، ثمرتها، فائدتها، ايجابيتها الكبيرة في الحياة، ولكن كانوا كما قال الله عنهم: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ} [يس: من الآية7]، الكثيرون منهم، الأغلبية الساحقة فيهم كانوا قد وصلوا إلى درجة سيئة جدًّا من الخذلان وعدم التوفيق؛ بما انحطوا بسببه ما وصلوا إليه من حالة الانحطاط، والإفلاس القيمي والأخلاقي، والتشبث بالباطل، والارتباط الشديد جدًّا بالطاغوت والمستكبرين والفاسقين… أما المجتمع الآخر الذي هاجر إليه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مجتمع يثرب، وكُلٌ من قبيلة الأوس والخزرج، القبيلتان اليمانيتان (من أصولٍ يمنية)؛ فكان مجتمعاً وفّق لاستقبال هذه الرسالة الإلهية.

 

الأوس والخزرج: قبيلتان، ومجتمع محدود في عدده: بضعة آلاف من الناس، في نطاق جغرافي محدود، كان لديهم الاستعداد الكامل أن يتقبلوا هم تحملّ المسؤولية العظيمة في حمل الرسالة الإلهية؛ إيماناً بها، والتزاما بها، وسعياً لإعلائها، وجهاداً في سبيلها، واستعداد عالٍ للتضحية، واستعداد كبير للعطاء، في محيطٍ عالميٍ كلهُ قد طغى فيه الظلم والظلام والجاهلية، يعني: كان أولئك، وكان ذلك المجتمع المحدود، الذي يتشكل من بضعة آلاف، أما محاربوه المخلصون والصادقون فمن مئات من المقاتلين، ذلك المجتمع في منطقة محدودة كان في وسط واقعٍ كبير، وسطٍ عالميٍ ومحليٍ طغى فيه الظلم والظلام والكفر والعداء الشديد لهذه الرسالة العظيمة، وهذا المجتمع يدرك أن حمله للواء هذه الرسالة واستجابته لها سيترتب عليه مسؤوليات كبيرة ونتائج كبيرة، ولا بد له أن يخوض الصراع المرير والكبير مع كثيرٍ من القوى الموجودة في الساحة آنذاك، مع وعيه بكل ذلك أسلم، وآمن، وجاهد، ونصر، وآوى، وانتماؤه لهذه الرسالة كان انتماءً واعياً وانتماءً مسؤولاً، لم يفهم أولئك أن الانتماء لهذا الإسلام كما هي الحالة السائدة في عالمنا اليوم وفي عصرنا هذا وفي عصور متأخرة كثيرة منذ ما بعد تلك الفترة، لقد فهموا هذا الانتماء فهماً واعياً؛ ولذلك كانوا منذ اللحظة الأولى التي آووا فيها ونصروا فيها سمّوا بالأنصار، وليس فقط بالمسلمين، هم المسلمون، وفي نفس الوقت، ومن أتى إليهم أووا إليهم من المهاجرين، ولكن- في نفس الوقت- سُمّوا بالأنصار؛ لأن الانتماء الواعي لهذا الإسلام ليس انتماء الإنسان الذي يتنصل دائماً عن المسؤولية، انتماء الإنسان الذي لا يعي القيمّ الأساسية والمبادئ الرئيسية في هذا الإسلام ولا ينطلق على أساسٍ منها، بل يكون انتماؤه انتماءً شكلياً فارغاً، بعيداً عن المبادئ الرئيسية والمسائل المهمة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

في ذكرى الهجرة النبوية وثورة 21 من سبتمبر 28ذوالحجة 1438هـ /9/ يوليو, 2019م.

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر