التركيز على الأعمال التي ننال بها المغفرة، الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه الكريم عن الجهاد في سبيل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[الصف: 10-12]، الإنسان إذا أقلع عن المعاصي، واتجه في الطاعة والاستقامة، وتحرك في سبيل الله -سبحانه وتعالى- بلسانه ونفسه وماله، بإخلاص وصدق وِفق توجيهات الله وتعليماته في الموقف الحق؛ فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- يغفر له ذنوبه في الماضي، بعض الذنوب تكون قد تركت آثاراً سلبية على الإنسان في نفسه، في مشاعره، في واقعه، بحاجة إلى عمل وازن، عمل عظيم.
الله -سبحانه وتعالى- قال عن الصدقات أيضاً: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} [البقرة: من الآية 271]، الصدقة الخفية التي تراعي فيها أنت كرامة الفقير، وتوصلها إليه خفية، وليس أمام الناس، وليس أمام كاميرا الفيديو، وأمام التليفزيون، ولا أمام الآخرين وهم ينظرون إليه وهو يشعر بالخجل وهو يأخذ منك الصدقة. |لا| خفية تراعي فيها كرامته واعتباره، هذه من الأعمال العظيمة، والتي بها أيضاً يكفِّر الله السيئات.
أيضاً من المهم جدًّا اجتناب الكبائر؛ لتكفير بقية السيئات الله، -جلَّ شأنه- قال في القرآن الكريم: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}[النساء: الآية31]، اجتناب الكبائر التي عليها وعيد، الكبائر ما كان منها تعدياً لحدود الله، وما كان منها أيضاً تقصيراً في المسؤوليات المهمة وتفريطاً فيها، يساعد على تكفير السيئات، مع الالتجاء إلى الله بالتوفيق، والإنسان يطلب من الله ألا يكله إلى نفسه طرفة عينٍ أبدا، نحن بحاجة دائمة إلى توفيق الله، إلى ألطافه، إلى هدايته، إلى معونته؛ لكي نستقيم، وأن نحذر من خطوات الشيطان، البعض يبدأ خطوة معينة من المعاصي تجره إلى خطوةٍ أكبر، ثم إلى خطوة أسوأ... وهكذا، يبدأ في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغازلة، المغازلة تجره إلى ما هو أسوأ... وهكذا، حتى يصل إلى ارتكاب الجرائم، يبدأ في تنصله عن المسؤولية وتفريطه في مسؤوليته بتفريط معين، ثم تفريط أكبر... وهكذا، حتى يصل إلى القعود والتخاذل الكلي، وأشياء كثيرة تحصل في واقع الإنسان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السابعة 1441هـ.