يزيد اتجه في برنامجه هذا أول خطوة لتثبيت سلطته في الساحة الإسلامية، وكانت هذه أول مسألة مهمة بالنسبة له، أن يثبِّت أركان سيطرته في الساحة الإسلامية بكلها، وأن يتخلَّص من أيِّ معارضة، أو أيِّ توجه لا يتقبل سلطته وسيطرته على هذه الأمة، وبالطبع كانت أنظاره متجهة نحو المدينة المنوَّرة؛ لأن في المدينة المنوَّرة يستقر الحسين بن علي -عليهما السلام- وهو سبط رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- والمنظور إليه في أوساط الأمة، وهو البقية الباقية لآل رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
الإمام الحسين -عليه السلام- معروف في الساحة الإسلامية، ليس شخصيةً مجهولةً أبدًا، معروف بشكل كبير في الساحة الإسلامية، معروف بما قاله عنه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بحضوره في ظل والده أمير المؤمنين -عليه السلام- فيما هو عليه أيضًا من كمال، فيما هو عليه في مقامه الديني، وما يمثِّله في مقامه الديني، وهو رمز الأمة، والبقية الباقية من آل رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
الإمام الحسين -عليه السلام- وبعض الشخصيات البارزة الموجودة في المدينة، كان يزيد يحسب ألف حساب لحسم الموقف معها، ابتداءً بالحسين -عليه السلام- فإذا تخلَّص من مشكلة تلك الشخصيات، وعلى رأسها الإمام الحسين -عليه السلام- يكون قد اطمأن إلى أنَّ الساحة الإسلامية بكلها ستخضع له؛ وبالتالي سيعمل ما يشاء ويريد، ويثبت سلطته في الساحة الإسلامية بحسب هوى نفسه، فأرسل رسالة إلى المدينة المنوَّرة، إلى الوالي هناك، والرسالة هذه تشدد على ضرورة أخذ البيعة من تلك الشخصيات، أربع شخصيات في المدينة وفي مقدمتها الإمام الحسين -عليه السلام- سعى الوالي إلى أخذ البيعة من الإمام الحسين وتلك الشخصيات، ولكن امتنع الإمام الحسين -عليه السلام- وانتقل- بعد امتناعه هذا- إلى مكة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الخامسة