وهذا معنى الصلاة، الذي يقول لك: الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن المؤمنين الدعاء. هكذا يفسرونها تلقائيًا، لا أدري من أين جاء هذا التفسير. لو أن الصلاة منا بمعنى الدعاء - نحن فعلًا ندعو ونقول: اللهم صل - لكن لو أن الامتثال لقول الله سبحانه وتعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} يكون معناها: ادعوا له، لكان الامتثال كيف يكون؟ اللهم ارحم محمدًا، اللهم اغفر لمحمد، اللهم أجزه عنا خيرًا، أليس هذا هو الدعاء؟ أن ندعو له وندعو لآله على هذا النحو.
لكن هنا نحن نقول: [اللهم صل]، فنحن ندعو أن الله هو الذي يصلي عليهم، فعندما يقولون: الصلاة منا هي الدعاء، لا.. هي أن ندعو الله بأن يصلي، ليس معناها مجرد الدعاء منا، أن يكون الامتثال لقوله تعالى: {صَلُّواْ عَلَيْهِ} هو: أن ندعو أدعية أخرى.. صلوا عليه، قولوا: (اللهم صل)، ألسنا في الأخير طلبنا من الله أن يصلي هو؟
والصلاة من الله الرحمة، هكذا يقولون، الله قال في آية أخرى: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَـاتِ إِلَى النُّورِ} (الأحزاب: من الآية 43) هذه الصلاة {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: من الآية 103) هذه أيضًا صلاة، كلمة: [صلاة] هي تختلف عن أي دعاء بأي مفردة أخرى، أن أقول: اللهم صل على فلان، معناها: اللهم حُطه من لديك بعناية ورعاية وامنحه عزة وشرفًا أو أي شيء من هذه الأشياء التي يكون لها قيمة في نفسه، لكن الصلاة على محمد وعلى آل محمد جاءت متميزة، أن تكون على النحو الذي حصل لإبراهيم وآل إبراهيم.
وآخر الصلاة يفسر لنا معناها (إنك حميد مجيد) فأنت مصدر الحمد ومصدر المجد، فمنك الحمد ومنك المجد، أليس الحمد معناه الثناء، والمجد العزة والرفعة؟ إذًا فنحن دعونا من له الثناء والمجد أن يمنح محمدًا وآل محمد ثناءً ومجدًا: عزة ورفعة ومكانة.. إلى آخره. ولو أنها كانت بمعنى الدعاء لكان آخرها (إنك غفور رحيم مثلًا، أو إنك سميع الدعاء، إنك سميع مجيب) أو نحو هذه.
فالصلاة في الصلاة هذه: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) التي نقولها هي تدل فعلًا على أن أمر الأمة أمر الدين وراثة الكتاب، الهداية إلى الحق إقامة العدل والقسط في الناس هو منوط بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معنى الصلاة على محمد وآله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 8/ 2/ 2002
اليمن – صعدة