الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الأولى من شهر رجب 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(جمعة رجب والهوية الإيمانية)
التاريخ: 1446/3/7ه الموافق2025/1/3م
الرقم: (26)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣جمعة رجب يوم من أيام الله من المهم إحياؤه شكراً لله وتذكيراً بالهوية الإيمانية اليمنية المتميزة.
2️⃣تعامل النبي مع اليمنيين بشكل متميز عن غيرهم بإرساله علي عليه السلام وسجوده عند إسلامهم يدل على مكانتهم ودورهم المتميز ماضي وحاضر.
3️⃣نرى اليوم مصاديق أقوال النبي حين قال(الإيمان يمان..) فنرى في اليمن مواقف إيمانية حكيمة هي تسليماً لأوامر الله وامتداداً لمواقف النبي من الكافرين واليهود والنصارى في بدر وخيبر وتبوك.
4️⃣نرى مصاديق قول النبي (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) فمن اليمن تأتي أنفاس العزة والكرامة والنصرة للمستضعفين وفي اليمن الحرية والهدى والإباء والقائد والأمة التي لا تخاف إلا الله ولا تبتغي سوى رضاه والذين تجسد فيهم قول النبي برز الإيمان كله للشرك كله.
5️⃣في غزة أبشع عمليات الإبادة وخروقات في لبنان واحتلال وإذلال في سوريا وتخاذل للأمة يقابله صمود عظيم في فلسطين وإسناد من اليمن.
6️⃣استطاع اليمن بفضل الله أن يغير موازين الحروب لصالح المؤمنين واحترقت هيبة أمريكا البحرية والجوية ومع ذلك نحن بحاجة للمزيد من الحذر واليقظة.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 الخطبة الأولى من شهر رجب 1446ه
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، والحَمْدُ للهِ القائل في كتابه العزيز: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
ونشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ القائل: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائل عن أهل اليمن: (يريد أقوام أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم)، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
المؤمنون الأكارم:
في هذا اليوم العظيم، يوم الجمعة الأولى من شهر رجب الذي يمثل يوما من أيام الله، نتذكر فيه مناسبة عظيمة وغالية على قلب كل يمني، ونعمة من أجل نعم الله: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ} {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ}.
وأول جمعة في شهر رجب هو اليوم الذي خرج فيه أبناء الشعب اليمني من الضلال إلى الهدى، يوم وصل الإمام علي (عليه السلام) ووصل الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى اليمن برسالة رسول الله صلى الله عليه وآله ليحملا لليمنيين الهدى والإيمان، والحكمة والعزة، والتوحد والإخاء، وكل خير الدنيا والآخرة، وهو عبارة عن صفحة بيضاء ناصعة، كتب عليها الزمن بِأحرُفٍ من نور: (تاريخ إسلام اليمنيين)، وسطَّر عليها هوية إيمانهم، وخط على سجلِّها الخالد عنوان عراقة الشعب اليمني وأصالته التي تستقي الهدى من منبعه الصافي ومعينه العذب المرتبط برسول الله وامتداده إلى الله سبحانه وتعالى، وتمثل محطة من محطات ارتباط اليمنيين بالدين منذ فجره الأول، والذي كان على نحو متميز عن غيره، وهوية اليمنيين وإيمانهم لا يقتصر على جانب دون آخر، بل هو عبادة وأخلاق، ومواقف وجهاد، وغِيرة وحمية وعزة تختلف عما عليه غيرهم؛ ففي مشاعرهم هم: الألين قلوبا والأرق أفئدة، وفي أخلاقهم هم: أهل التواضع والكرم وكل المكارم، وفي إحسانهم هم: الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وفي نجدتهم هم: أهل النصرة والمدد لمن آخاهم في الدين.
عباد الله:
لقد كان تعامل النبي صلى الله عليه وآله مع اليمنيين فريدا من نوعه؛ فقد خصهم بأحب الخلق إليه، ووصيه وأخيه ووارث علمه وهداه، وعندما وصل الإمام علي (عليه السلام) إلى اليمن وقرأ على اليمنيين رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل معظم أهل اليمن في دين الله أفواجاً، وكانت تلك ميزة لأهل اليمن، وحين وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سجد شكراً لله تعالى، وكانت تلك ميزة أخرى لأهل اليمن، وقد ارتبط اليمنيون برسول الله وبالإمام علي أكثر من غيرهم، وعرفوه أكثر من غيرهم، وهكذا عندما وصل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى (تعز) دخل الناس في دين الله
أفواجا.
واليوم نرى مصاديق أقوال الرسول التي قالها عن الشعب اليمني حين قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) فنرى الإيمان المحمدي يتجلى نوره يوما بعد يوم، ويتجلى أثره في واقع اليمنيين، يوم فقدت الأمة ثقتها بالله وإيمانها، وأصبح رسما لا معنى، وقولا لا فعلًا، بينما بقي لليمنيين الإيمان المتميز، وهو إيمان الرسول الأمين في صدقه وإخلاصه، وبقي لهم إيمان الإمام علي الذي كان أشد الناس بأسًا على أعداء الله حين قال الله تعالى: {وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}، وقال: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} وقال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} فالرسول كان أكثر الناس تطبيقا وتنفيذا لتلك التوجيهات الإلهية وغيرها، وكان الإمام علي حامل راية رسول الله في أكثر المعارك، وكان أكثر الناس نكاية بالكافرين وتنكيلا بهم، فهو من قتل عمرو بن عبد ود، وفتح خيبر، وقتل مرحب والحارث، واليوم غابت غلظة العرب على اليهود، وأصبحت تسامحا ورحمة، وبقي اليمن وحده غليظا على أمريكا وإسرائيل، وحينما لم تطبق الأمة تلك التوجيهات الإلهية، طبقها اليمنيون نصرة لله ولإخوانهم في غزة؛ لأن في اليمن وارث رسول الله وحفيد الإمام علي، وحامل علمه وشجاعته، وفي اليمن أنصار رسول الله، وأنصار الدين، وأنصار المستضعفين الذين نصروا فلسطين يوم تخلى العرب عن فلسطين وخانوها وباعوها، وفي اليمن ذو فقار علي وهو عبارة عن طيران مسير وصواريخ تضرب تل أبيب التي تمثل خيبر هذا الزمان، وفي اليمن أمة مؤمنة حملت الإيمان الصادق، وتجاهد وتدافع عن كرامة الأمة كلها يوم تخاذلت الأمة وتنصلت عن مسؤوليتها، وفي اليمن أمة صبرت في زمن الجزع، وثبتت في زمن التراجع، ووثقت بالله في زمن تعاني الأمة فيه من أزمة ثقة بالله، وتذكر اليمنيون اللهَ وقوته وقدرته وعظمته يوم نسيته الأمة، وبقي الشعب اليمني أكثر الشعوب إيمانا بالله وتوكلا عليه.
وفي اليمن يظهر مصداق قول النبي: (والحكمة يمانية)؛ فنرى الشعب اليمني يقف مواجها لأمريكا وإسرائيل، ومتحديا لهما، ومناصرا لإخوانه في فلسطين، وتلك هي الحكمة، ونرى العرب يظنون أن الحكمة هي أن يسكتوا ويجبنوا ولا يُدخلون أنفسهم في مشكلة مع أمريكا، ولكنهم بذلك يُدخلون أنفسهم في مشكلة مع الله الذي أمرهم أن ينفقوا ويُعدوا ويجاهدوا ويقاتلوا وينصروا إخوانهم، ومن خالف أوامر الله وتوجيهاته فلا شك أنه سيدخل في مشكلة معه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ} فتبين أنّ الحكمة هي كما قال رسول الله في اليمن ولدى اليمنيين الذين دخلوا في مشكلة مع أمريكا حتى لا يكونوا في مشكلة مع الله المالك القادر القاهر، ومن بيده الملكوت كله، وبيده الجنة والنار، والبعض ممن لم يحمل الإيمان الكامل يرى مواجهتنا لأمريكا تهورا وعشوائية، ونسي أنّ رسول الله لا ينطق عن الهوى.
ونجد تحقق كلام النبي حين قال: (إني لأجد نفس الرحمن من قِبل اليمن)، ففي كل شعوب الأمة غابت عن المسلمين أنفاس النصرة والعزة والكرامة والإباء والأخوة، وتخلوا عن إخوانهم في فلسطين، وتخلوا عن المقدسات، ولكن من اليمن تأتي النصرة والمساندة، ومن اليمن تأتي العزة والنجدة، ومن اليمن تأتي الصواريخ التي تضرب أعداء الله.
ونجد تحقق قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن)، فنرى الأمة اليوم تُفتن عن دينها، وتُبعد عن كتابها، وتُزاح عن مقدساتها، وتُمنع عن نصرة إخوانها، والدفاع عن أرضها وعرضها، وتُؤمر بما حرم الله، وتُمنع عن أوامر الله، وكل تلك فتنة، ولكن في اليمن تجد الحرية والإباء والهدى والامتثال لأوامر الله، ولا خطوط حمراء لنصرتهم، ولا مانع يمنعهم عن واجبهم الديني، ولا مخيف يخيفهم سوى الله، ولا حساب لديهم لغير عذاب الله، ولا طمع إلا في رضاه وجنته.
والمفر اليوم من فتنة التطبيع والخضوع لأمريكا وإسرائيل هو: اليمن، وعزة الأمة وكرامة الدين يمثله اليمن، وإسلام رسول الله وجهاده ونفحة الأنصار تأتي من اليمن، وغزوة بدر وخيبر وتبوك يقوم بها اليمن، والكفر تآمر على الأمة وتحالف وتحزب فبرز له اليمن وقائد اليمن وأبناء اليمن؛ فتجسد قول النبي صلى الله عليه وآله: (برز الإيمان كله للشرك كله)، وتلك هي هوية إيمان اليمنيين.
ولقد عرف اليمنيون نعمة الله عليهم بالإسلام؛ فكانت أول جمعة من رجب تمثل عيدا لهم، ويفرحون بفضل الله، ويشكرون الله على نعمة الله عليهم بالإسلام.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
حسب التقديرات الأممية في كل ساعة يقتل في غزة طفل، وفي كل يوم يقتل العشرات من المسلمين، ومن يَسلم من الأطفال من القصف والمتفجرات، يقتله الجوع والبرد، وخلال سبعين يوما مرت دخل إلى شمال قطاع غزة اثنا عشر شاحنة فقط، بمعدل شاحنة كل ستة أيام؛ لتكون طعاما لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، فأي ظلم هذا يعانيه الفلسطينيون.
والقتل في فلسطين له عدة طرق منها: القصف والقنص والتجويع ومنع الخدمات الطبية، والتدمير له عدة مراحل منها: القصف بالطيران ثم بالقنابل والقذائف ثم بالتفخيخ والنسف ثم بالجرافات، والجريمة لها عدة طرق منها: القتل والحصار والنهب للمساعدات والاستهداف للقائمين على المساعدات، ومنع نقل جثامين الشهداء، والخطف، واقتحام البيوت والمستشفيات، وفي هذا الأسبوع دمّر العدو مستشفى (كمال عدوان) وأخذوا كادره الطبي أسرى، وفي فلسطين قطعان اليهود يقتلون ويأسرون ويقتحمون ويغتصبون ويحاصرون ويدنسون، والعرب من حولهم يتفرجون، والبعض منهم شاهدناه يحتفل بعيد الكريسمس بينما يعتبر احتفالنا بالهوية الإيمانية بدعة.
والأغرب من ذلك أن ترى ما يسمى بالسلطة الفلسطينية تشارك مع الصهاينة في قتل أبناء شعبها، وهذا ما يريده العدو من الحكومات العربية أن تقتل شعوبها حماية لعدوها، وفي لبنان يستمر العدو في خروقاته، فيقتل ويقتحم ويجرف وكل ذلك ليصنع لنفسه نصرا بعد هزيمته، وفي سوريا العدو يحتل أراضي أكثر، ويقتحم المنازل، ويجرد الشعب السوري من السلاح، ويقيد حركة الناس وتنقلاتهم، ويعتدي على البعض بالضرب ويذلهم بتجريدهم من ملابسهم، ويعتدي على المتظاهرين، ويجرف المزارع، ويعمل على السيطرة على نهر اليرموك ومنابع المياه بعد أن سيطر على نهر الأردن حتى أصبح الأردن يشتري الماء من الصهاينة، وأصبح شمال سوريا محتلا من قبل الأمريكيين الذين سيطروا على النفط، والجنوب تحتله إسرائيل.
عباد الله:
رغم كلما يحدث في الأمة من تخاذل نجد أنه يبرز صمود المجاهدين في فلسطين، وما يقومون به من عمليات فدائية، وقصف صاروخي، وتفخيخ ومواجهة مع الجنود الصهاينة، ويدعمهم يمن الإيمان بالعمليات المتواصلة؛ فالعمليات مستمرة، والصاروخ اليمني يُدخل الملايين من الصهاينة إلى الملاجئ، وأوصلهم إلى الإصابة بالحالات النفسية مع دوي صفارات الإنذار بشكل متكرر في الليل والنهار، ويُجرح العشرات منهم أثناء التدافع، وبكل تلك الضربات كسرنا التفوق الدفاعي للصهاينة، وما كانوا يتفاخرون به من منظومات صاروخية فشلت كلها في اعتراض صواريخ اليمن وطائراته المتسلحة بالإيمان والهدى قبل الحديد والنار، كما يدل تواصل الضربات الصاروخية اليمنية على فشل الردع الذي كانوا يظنون أنهم قد حققوه بضرباتهم على المنشآت المدنية في اليمن، وقد اعترف العدو أنّ الصاروخ اليمني الواحد قد ألحق بهم أضرارا بأحد عشر مليون دولار، كما تم إغلاق ميناء أم الرشراش نهائيا، وتستمر خسائرهم بسبب العمليات البحرية وكلفة الصواريخ الاعتراضية المكلفة لهم، وكل ذلك بفضل الله وعونه وتوفيقه.
الإخوة الأكارم:
إنّ ردع العمليات اليمنية لحاملات الطائرات الأمريكية لخمس مرات قد غيرت مفاهيم وتكتيكات الحروب البحرية إلى الأبد، وأسقطت هيبة تلك السفن العملاقة، وإنّ إسقاط ثلاث عشرة طائرة أمريكية أم كيو تسعة، وطائرة إف ثمانية عشر خلال معركة الفتح الموعود قد أسقط هيبة سلاح الجو الأمريكي وهيبة تصنيعها العسكري، ورغم ذلك نحن في هذه المرحلة بحاجة إلى استشعار قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، فنتقِ الله بالحذر من التفريط في جهادنا وإعدادنا وخروجنا ومقاطعتنا ونفيرنا وإنفاقنا، فالله الله في ذلك كله، ولنواصل جهادنا ما دام ظلم أمريكا وإسرائيل وما دام إجرامهم، ولنواصل خروجنا في الساحات، ولنواصل إنفاقانا والتحاقنا بدورات طوفان الأقصى، وسيحقق الله على أيدينا وعده الصادق بالتمكين لدينه، والهزيمة لأعدائه، ولا ننسى الدعوة للإنفاق في سبيل الله لإخواننا في فلسطين عبر مكاتب البريد وكذا الإنفاق للقوة الصاروخية قال تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
وفي هذه الجمعة الفضيلة (جمعة رجب) لا بد أن يكون خروجنا كبيرًا لنجدد فيه تمسكنا بهويتنا الإيمانية حتى يأذن الله لنا بالنصر والتمكين والفرج لأمتنا.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----------------