مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هناك عوامل تبنى عليها نهضة أمم، وسقوط أمم، واحدٌ منها هو: الاهتمام والجدية: الأمة التي تملك اهتماماً بقضايا، وتتحرك، وتعمل، وتشتغل، وتقاتل، وتضحي، وتنفق، وتقدم، وتعطي… في مقابل أمة يبخل الكثير فيها، ويجمد الكثير فيها، ويسكن الكثير فيها، ويتنصل الكثير فيها عن المسؤولية؛ تكون النتيجة لصالح الطرف الذي يتحرك، ويعطي، ويعمل، ويسعى، ويكدح، ويضحي، ويجد، و… الخ. هذا شيء.

 

اليهود –أيضاً– حرصوا على أن يكون لهم حافز، يعني: دافع كبير في أوساطهم؛ للتفاعل مع الفكرة، فكرة الاجتماع من مناطق الشتات إلى فلسطين، والتوافد إلى هناك، والاحتلال لفلسطين، وإنشاء هذا الكيان… كان عندهم حافز قومي، كان عندهم كذلك الحافز الفطري الطبيعي للناس: أن يكون لهم كيان، وشأن، واعتبار…الخ. ولكن حرصوا إلى إضافة حافزٍ؛ ليكون حافزاً رئيسياً وأساسياً، ودافعاً جوهرياً ومهماً… يجب أن نأخذ العبرة من هذه، وهو: الحافز الديني، (الحافز الديني) اليهود حرصوا على أن يجعلوا من الحافز الديني، الدينمو الذي يحرك الكثير منهم؛ فينطلقون بكل قناعة، وبكل اهتمام، وبكل جدية، وباعتبار المسألة مسألة دينية؛ فركزوا على عنوانهم المشهور (أرض الميعاد)، وهيكلهم المزعوم، وجعلوا من هذا الاعتبار الديني دافعاً رئيسياً ليحرك اليهودي أينما كان، في أي قطر من أقطار العالم، أن ينظر إلى المسألة باعتبارها مسئولية دينية، أن ثقافته الدينية تفرض عليه أن يذهب إلى هناك، وأن هناك أملاً؛ لأن الله -على حسب زعمهم- قد وعد نبيه إبراهيم بهذه الأرض لهم؛ فانطلقوا بحافز ديني، وبأمل (لاحظوا) وبأمل ديني.

 

بينما يحرص الكثير في واقعنا العربي على أن نشطب من واقعنا: الدافع الديني، والأمل الذي يبنى على الدافع الديني، مع أننا من نرتبط يعني دينياً باعتبارات كثيرة: المسجد الأقصى كمقدس من مقدساتنا، وتربطنا بالمسألة الاعتبارات الدينية بالتأكيد.

 

المسئولية الدينية في الدفاع عن جزء من أبناء الأمة، وعن أرض من أرض الأمة، هناك في ديننا -نحن- مسؤوليات تجاه هذه، النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- يقول: (مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ)) يستغيث بأمته (فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِين)، في بعض الروايات (فليس بمسلم).

 

فإذاً، في ديننا مسئولية، المسئولية هي: جزء من دينك، كما الصلاة جزء من دينك، كما الصيام جزء من دينك… لا تفكر تفكير البعض ممن يعتبر نفسه غير معنيٍ بشيء. |لا|، أنت معني بهذا الاعتبار، ومعني باعتبار أن كل الأضرار ستصل إليك، الأخطار ستطالك، ولن تكون بمنأى عنها، ولا بسلامة منها أبداً.

 

فأيضاً، بالنسبة لهم، كان تحركهم جاداً ومنظماً، وتحركوا فيه باهتمام شامل: يجمعون المال، وينفقون بسخاء، كذلك يتحركون وينتقلون، يتحركون… كان لهم ارتباطات في كثير من مناطق العالم، كان لهم فيها: منازل، ومساكن، ومزارع يستفيدون منها، نشاط تجاري في أغلب المناطق التي هم فيها، (حِرَف) كانوا حرفيين جدًّا، كانوا يهتمون، ونشأة عبر الأجيال، يعني: على مدى أجيال وهم يقطنون فيها، هنا -عندنا في اليمن- كان البعض من اليهود منذ آلاف السنين -ربما- ساكنين في اليمن، فتركوا هذه البلدان؛ لأن اليهود -بالرغم من تفرقهم في البلدان- كان عندهم حفاظ كبير جدًّا على هويتهم، ولاحظوا بالرغم أنهم عاشوا في وسط الساحة العربية، وفي الداخل الإسلامي على مدى مئات الأعوام، وعاشوا كمعاهدين في ظل ظروف مستقرة في العالم الإسلامي، يعني: لم يكن العالم الإسلامي يضطهدهم وهم يعيشون كمواطنين معاهدين فيه. |لا|، عاشوا في اليمن، عاشوا في العراق، عاشوا في المغرب العربي، عاشوا في بلدان كثيرة… في ظل وضع طبيعي مستقر: لا يُضطهدون، ولا يُظلَمونَ، ولا يُقهرون، يمارسون نشاطهم الحرفي، ويعيشون وضعية آمنة ومستقرة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر