مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من أكبر العوائق التي تؤثِّر على الكثير من الناس، فتصدهم عن الاستجابة لله “سبحانه وتعالى” في فرائض مهمة، في أعمال مهمة، فيما شرعه الله وفرضه من مسؤوليات مهمة، أساسية في دين الله، أساسية لتحقيق التقوى، أساسية لتحقيق الإيمان، أساسية للنجاة والفلاح، وذات أهمية كبيرة جدًّا في واقعنا في هذه الحياة، نحن بحاجة إليها لصلاح حياتنا، لاستقامة حياتنا، لأن نعيش في عزةٍ، وكرامةٍ، وحريةٍ، ولأن نقيم القسط في واقع حياتنا، ولأن نحقق العدل في مسيرة حياتنا، كل تلك المسؤوليات ذات الأهمية الكبيرة في واقع الحياة، والأهمية الكبيرة في الدين، أكبر عائقٍ للكثير من الناس للنهوض بها، والاستجابة لله فيها: هو الخوف، الخوف من الآخرين، الخوف من أعداء الله، الخوف من الجبابرة الطغاة الظالمين والمستكبرين، فيؤثِّر هذا الخوف على الكثير من الناس؛ فيعطِّلون مسؤوليات مهمة: مسؤولية الجهاد في سبيل الله بمفهومه القرآني الصحيح، مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمفهومه القرآني الصحيح، مسؤولية العمل على إقامة القسط، {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}[النساء: من الآية135] في هذه الحياة، وهي مسؤولية مهمة وعظيمة، ومن أهم واجباتنا كأمةٍ مسلمة، مسؤوليات مهمة: التعاون على البر والتقوى، مسؤولية الاعتصام بحبل الله جميعاً، وأن نكون كمؤمنين ومؤمنات بعضهم أولياء بعض، تجتمع كلمتهم في موقف الحق، يتعاونون على البر والتقوى، الأخوة الإيمانية… مسؤوليات مهمة جدًّا.

 

الدافع للكثير من الناس في التهرب من هذه المسؤوليات، والنهوض بها: هو الخوف، الخوف من الآخرين، من الجبابرة، من الطغاة، من الظالمين، الخوف إما من سجونهم، الخوف كذلك من القتل، الخوف من القصف، الخوف مما قد يأتي مما هو متوقعٌ من جانبهم، نسبة الخائفين من المسلمين من أمريكا وإسرائيل كم ستطلع هذه النسبة؟ وأثر هذا الخوف عليهم، في تنصلهم عن مسؤوليات وواجبات صريحة في القرآن الكريم، وردت بها آيات كثيرة في القرآن الكريم، كم ستطلع؟ كم يندفع البعض إلى شطب مسؤوليات مهمة من دين الله نتيجةً لهذا الخوف، ليس هناك ثقة بالله “سبحانه وتعالى”، وليس هناك هذا الإيمان باليوم الآخر إلى هذه الدرجة: التي يتحرر فيها الإنسان من أسر الخوف من الآخرين، ومن ضغط الخوف من الآخرين، وما هو الذي بيد الآخرين أولئك؟ هل بيدهم شيءٌ كجهنم؟ هل بيدهم شيءٌ كالعذاب في جهنم؟ هل هناك شيءٌ مما هو متوقعٌ من جانبهم يساوي لحظةً واحدة في نار جهنم، في عذابها المستعر، في حميمها، في كل أصناف العذاب فيها، في الخلود الأبدي في عذابها؟

 

نحن بحاجة إلى أن نرسِّخ في أنفسنا الإيمان باليوم الآخر، فهو الذي سيحررنا من كل أشكال الخوف من الآخرين، وبالتالي:

 

فمن يخاف مقام ربه: هو سيتحرك بكل جدية، وبدون اكتراثٍ بالأعداء، للقيام بمسؤولياته وواجباته، ينطلق في ميادين الجهاد في سبيل الله “سبحانه وتعالى” بكل عزة، بكل حرية، بكل كرامة، بكل إباء، واثقاً بالله “سبحانه وتعالى”، متوكلاً عليه، متحرراً من الخوف من الآخرين، ينطلق في النهوض بالمسؤوليات الأخرى كذلك، في السعي مع إخوته المؤمنين والمؤمنات لإقامة القسط، لإقامة العدل، للاجتماع على كلمة الحق، للاعتصام بحبل الله جميعاً، وهكذا، للتعاون على البر والتقوى، بدون اكتراث بأعداء الله، وما بأيديهم.

 

من يخاف مقام ربه: هو الذي سيتمكن من تحقيق الاستجابة الكاملة في التزاماته الإيمانية والدينية، ولن يأتي إلى الكثير منها ليشطب عليها، ويتنصل عنها، ويتهرَّب منها؛ لأنه متحرر من هذا الضغط الذي يؤثِّر على الآخرين؛ فيركعهم، ويجعلهم يتجهون- بدلاً من الاستجابة لله- إلى شطب الكثير من المسؤوليات، والأعمال العظيمة والمهمة جدًّا.

 

من يخاف مقام ربه: هو أيضاً من سيسيطر على أهوائه ورغباته، التي قد تؤثِّر عليه تجاه بعضٍ من المسؤوليات، والأمور، والالتزامات المهمة.

 

ومن يخاف مقام ربه: هو الذي سيسيطر على أعصابه في حالات الغضب والانفعال، التي تؤثِّر على الكثير من الناس؛ فلا يتقون الله، فيعملون ما يسبب لهم سخط الله “سبحانه وتعالى”، وهم يعيشون في تلك الحالات: حالات الغضب والانفعال.

 

فهي تشكِّل ضمانة لاستقامة الإنسان، واستجابته المتكاملة لله “سبحانه وتعالى”، وتحقيق التقوى: أن يخاف مقام ربه، هذا يفيده أمام المخاوف، أمام الأهواء والرغبات، وأيضاً أمام حالات الانفعال والغضب، سيتمكن من خلال ذلك أن يسيطر على نفسه، سيتجه في مجال الأعمال، ولن تؤثر عليه، لا مخاوفها، ولا صعوبتها، إذا وجد فيها شيئاً من الصعوبة، فهو يدرك أنَّ كل المخاطر، وكل الصعوبات، لا تساوي لحظةً واحدة فيما يقابلها من صعوبات ومخاوف في نار جهنم وعذاب جهنم والعياذ بالله، فيستهين بكل شيءٍ، في مقابل أن يعمل بما فيه نجاته وسلامته.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الثامنة 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر