مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

((وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ، وَيَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ، فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ)).

 

من أهم ما يؤخذ بعين الاعتبار في أداء المسؤولية: السيطرة على النفس؛ لأن كثيراً من الأخطاء، والتصرفات السيئة، والممارسات الخاطئة والظالمة، يكون منبعها- في كثيرٍ من الأحيان- هوى النفس، وشهوات النفس، ورغبات النفس، وعندما يكون الإنسان في موقع مسؤولية عامة، في أي مستوى من مستويات المسؤولية، ثم يتصرف في مسؤوليته وفق هوى نفسه، وفق رغبات نفسه، وفق أطماع نفسه، هوى النفس ورغبات النفس تشمل كل الميول النفسية، سواءً بدافع الرغبة والشهوة بشكلٍ أساسي، وهذا ما يؤثر على الكثير من الناس، ما يدفعهم إلى الفساد، ما يدفعهم إلى الخيانة، ما يدفعهم إلى الظلم، ما يدفعهم إلى العمل بطريقةٍ غير صحيحة ولا سليمة، ما يبعدهم عن تقوى الله "سبحانه وتعالى" في أداء مسؤولياتهم، هي الرغبات، هي الشهوات، هي الأهواء، فيتجهون إلى استغلال مناصبهم ومسؤولياتهم لتحقيق رغبات أنفسهم، وللتركيز على المصالح الشخصية فوق مصلحة العمل، فوق التزامات المسؤولية وفق توجيهات الله "سبحانه وتعالى"، ويحيدون عن تقوى الله "جلَّ شأنه" بسبب ذلك.

Play Video

ففي موقع المسؤولية من أهم الأشياء: أن يسعى الإنسان للسيطرة على رغبات نفسه، على شهوات نفسه؛ حتى لا تؤثر عليه في عمله، فيتجه بدافع هوى النفس، ورغبات النفس، وشهوات النفس للعمل وفق هوى نفسه، لتلبية رغباته الشخصية، وليس لمصلحة العمل، وليس لأداء المسؤولية بشكلٍ صحيح.

 

((وَيَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ))؛ لأن الإنسان في موقع المسؤولية قد يرى أنَّ الظروف قد تهيأت له بأكثر مما كان عليه الحال سابقاً، ما قبل أن يصل إلى منصب مثل ذلك المنصب، فيتصور أنَّ الظروف أصبحت مهيأةً له ليحصل على ما لم يكن يستطيع الحصول عليه، أو ليحقق لنفسه من المصالح الشخصية ما لم يكن يستطيع تحقيقه فيما قبل، فيعتبر موقع المسؤولية والمنصب والسلطة فرصة، تَمكَّن من خلالها للوصول إلى أهدافه، لتحقيق رغباته، فيزداد الطمع في نفسه، تزداد الحالة النفسية في الطمع، والجشع، والرغبة الشديدة، والشهوة الشديدة؛ لأنه رأى الظروف سانحة ومهيأة للوصول إلى ما يريده، فتشتد نفسه، وتتجه رغبته بشكل كبير، فالمسألة خطيرة، تحتاج إلى سيطرة قوية على النفس، ولهذا أتى الإمام "عليه السلام" بعبارتين مهمتين:

 

العبارة الأولى: قوله:

 

((أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ))

 

سيطرة قوية، أن يردها بكل قوة، وأن يوقفها عند حدها؛ حتى لا ينساق وراء رغبتها الشديدة، الناتجة عن تصور أنَّ الظروف مهيأة لتحقيق الأهداف، والمصالح الشخصية، والمكاسب الشخصية.

 

كذلك العبارة الثانية: قوله "عليه السلام":

 

((وَيَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ))

 

يَزَعَهَا: يمنعها بقوة، وهذا يحتاج إلى تذكير النفس بسخط الله، وغضب الله، وعذاب الله، وما يترتب على ذلك، وكذلك العواقب الوخيمة للسير وراء هوى النفس، ورغباتها، وشهواتها، وما يترتب على ذلك من سلبيات، ومن نتائج خطيرة على الإنسان في الدنيا والآخرة، وتنمية الاستشعار للرقابة الإلهية، يستشعر دائماً أنه يخضع لرقابة الله "سبحانه وتعالى" في كل الأحوال.

 

((فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ))

 

إذا اتجه الإنسان وراء رغبات نفسه، أهواء نفسه، ميول نفسه، فهي أمَّارةٌ بالسوء، تأمره بما هو سوء، بما هو معصية، بما هو انحراف عن نهج الحق والعدل، بما له تبعات من عذاب الله، وسخط الله، وغضب الله، والمقت من عباد الله، يصبح الإنسان ممقوتاً، مكروهاً، ينظر إليه عباد الله بنظرة سلبية جداً، وعواقب لها تأثيراتها على الإنسان في نفسه، في حياته، وسبب للعقوبات الإلهية العاجلة في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة والعياذ بالله.

 

فهذا جانبٌ مهمٌ جداً، عندما يلحظه الإنسان وهو ينطلق لأداء مسؤولية، في أي موقع من مستويات المسؤولية، سيتجه بنجاح؛ لأنه لاحظ أولاً: علاقته بالله "سبحانه وتعالى"، ولاحظ ثانياً: السيطرة على رغبات النفس، وأهوائها، وشهواتها، وهذا من أهم ما يساعده على الاستقامة في أداء مسؤوليته بشكلٍ صحيح، بشكلٍ نقي، بشكلٍ سليم، بما يبيِّض وجهه، بما يحظى من خلاله بمرضاة الله "سبحانه وتعالى"، وبالأثر الطيب في عباد الله.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

الدرس الثاني من دروس عهد الإمام علي مالك الأشتر


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر