مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من المهم أيضاً في المرحلة الراهنة وللمستقبل: العناية أكثر بالتكافل الاجتماعي، وبعيداً عن الرهان على المنظمات، هناك اهتمام لا بأس به، وهناك تكافل اجتماعي في واقعنا الداخلي، وتعاون من الميسورين والأغنياء مع الفقراء، ولكن مستوى هذا التكافل وهذا التعاون لا يصل إلى مستوى المعاناة، وإلى ما يتطلبه الواقع، إلى مستوى الظروف التي يعانيها الفقراء من أبناء هذا البلد، هناك نوعٌ من الاتكال على ما تقدِّمه المنظَّمات، وما تقدِّمه المنظَّمات شيءٌ محدود لا يصل إلى مستوى الحاجة، وفي نفس الوقت محكوم بسياسات، ومعرَّض في أي مرحلة من المراحل للتوقف، فلذلك لا ينبغي الاعتماد عليه، من المهم جدًّا العناية بتطوير آليات التكافل، والعناية بمستوى العطاء، والاهتمام في المقدمة بإخراج الزكاة بشكلٍ كامل، أنا على يقين وعلى ثقة أنَّ الزكاة لوحدها إذا أخرجت بشكلٍ كاملٍ وتام من كل من عليهم هذا الحق، ستفي بالغرض، مع أنه لا بدَّ أيضاً من الاهتمام مع الزكاة بالإنفاق، بالعطاء، بالصدقة، ولكني على يقين وثقة بأنَّ الزكاة إذا أخرجت بشكلٍ تام ستعالج هذه المشكلة، وستسد هذه الحاجة، وستغطي هذه الحاجة بالشكل الملائم والمطلوب، ستعالج هذا البؤس الذي يعاني منه الفقراء، والذي أدَّى بالكثير منهم إلى حالات التسول، ستعالج هذه المشكلة وبشكلٍ بنَّاء؛ لأن هيئة الزكاة لها أيضاً مشاريع عملية للتمكين الاقتصادي، وتسعى أيضاً ليس فقط إلى سد الحاجة، ليس فقط إلى توفير الطعام، أو الغذاء، أو الملبس، أو بعضٍ من الاحتياجات التي تساعد على توفير مأوى مؤقت للمحتاجين والمعوزين والفقراء؛ وإنما لديها برامج للتمكين الاقتصادي، ومعالجة مشكلة الفقر لدى هؤلاء، ومساعدتهم للعودة إلى الإنتاج، للعودة إلى العمل، للعودة إلى ما يساعدهم على توفير احتياجاتهم، لينالوا الحياة الكريمة والعيش الكريم، وهذا من أهم ما يركِّز عليه الإسلام في برامجه، في توجيهاته، في إرشاداته.

 

المسؤولية بالدرجة الأولى على كبار المكلفين، تبلغ نسبة زكاتهم إلى نسبة جيدة، يمكن أن تساهم بشكل كبير في معالجة مشكلة الفقراء والمعوزين والنازحين، ولكن مع ذلك أيضاً البركة في كل ما يجمع من كل من عليهم هذا الحق، سيساهم بكل يقين وبكل تأكيد على معالجة هذه المشكلة، إلى الدرجة التي يمكن أن نستغني فيها بشكلٍ تام عمَّا تقدِّمه المنظَّمات، والذي- كما قلت- هو معرَّض للخطر، كما أنَّ طريقة المنظَّمات طريقة سلبية؛ لأنها تعوِّد من تقدِّم لهم هذه المعونات على القعود، قليلٌ جدًّا من مشاريعها التي هي مشاريع تبني الفقراء، تساعد الفقراء على الإنتاج، تساعدهم على العمل، تساعدهم على توفير احتياجاتهم بطريقة عملية وإنتاجية، وأكثر شيء تكتفي بتقديم غذاء يساعد الفقير على أن يأكل وأن يبقى مجمداً في مكانه، فإذا أوقفوا ما يقدِّمونه؛ يمثِّل هذا مشكلةً كبيرةً عليه

 

 

 

 

 

 

 

 

الزكاة وموقعها في الشرع الإسلامي

 

الزكاة ركنٌ من أركان الإسلام، هي فريضة من أعظم فرائض الله، وهي التزامٌ إيمانيٌ ودينيٌ، الإخلال به يهدم إيمان الإنسان، إذا كان الإنسان يفرِّط في إخراج الزكاة، إمَّا لا يخرجها، أو يخرج جزءاً منها ويأكل الجزء الآخر، لا تقبل منه صلاة، لا يقبل منه أي عمل صالح، هذا ما أكَّد عليه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وما أكَّدت عليه النصوص القرآنية، القرآن الكريم كم فيه من أوامر (وَآتُوا الزَّكَاةَ) (وَآتُوا الزَّكَاةَ)، بل إنه يقرنها مع الأمر بإقامة الصلاة: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، كما يهدد {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}[فصلت: 6-7]، (لا تقبل صلاةٌ إلَّا بزكاة) هذا ما روي عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فالذي يخل بهذا الركن وهذا الفرض، إمَّا بأن يأكل جزءاً منه، أو أن لا يخرجه بكله، أو أن يصرفه في غير مستحقه، فهو يخل بإيمانه، يضرب عمله الصالح ضربةً قاضية، تسبب له مشكلةً مع الله -سبحانه وتعالى- يأكل ما جعله الله حقاً للفقراء والمساكين والمحتاجين، وما حدد له مصارف معينة، هو حقٌ لهم أنت تأكله عليهم، فالعناية بإخراج الزكاة والاهتمام بصرفها في مصارفها سيمثل حلاً مهماً في عملية التكافل الاجتماعي بكل ما يترتب عليه من نتائج إيجابية، مساعدة الفقراء هؤلاء على الصمود والثبات، دفع الكثير من المفاسد: مفاسد السرقة، النهب، المفاسد على المستوى الأخلاقي… مفاسد كبيرة، من النتائج الإيجابية: تعزيز حالة الإخاء والتماسك الاجتماعي، والترابط الاجتماعي، والأخوة بين أبناء هذا البلد (بين الفقير وبين الغني).

 

لا يجوز أبداً أن تتحول النظرة الإيجابية من فقراء هذا البلد نحو المنظَّمات، فيرون فيهم فقط الأمل، ويرون فيهم فقط المعيل والمغيث والمعين، ويرون أبناء هذا الشعب من الأغنياء والميسورين يتنكَّرون لهم، ويتجاهلون لهم، بالتأكيد سيكون لهذا آثار سلبية على مستوى حالة الأخوة والتعاون.

 

أيضاً هناك أشكال أخرى من التعاون مع الفقراء: العناية باليد العاملة، بالتشغيل، بالمساعدة في العملية الإنتاجية، التعاون أيضاً مع الجمعيات الخيرية المحلية التي تصب اهتماماتها في الداخل لصالح الفقراء، العناية بشكل مباشر ضمن مشاريع عمل تساعد هؤلاء على العناية بأمورهم وظروفهم، هذا من الأمور المهمة التي تحتاج إلى التفاتة أكبر في المرحلة القادمة وفي الوقت الراهن.

 

من النقاط التي ينبغي التركيز عليها أيضاً: العناية بالسلم الاجتماعي، والعمل على حلِّ المشاكل ما بين قبيلة وأخرى: مشاكل ثأر، مشاكل نزاعات على أراضي، مشاكل أخرى تؤثِّر سلباً على مستوى الصمود والتماسك، تؤثِّر سلباً على التفاعل مع الوضع الراهن في دعم الجبهات، في التصدي للعدوان، تشغل البعض عن القضايا الكبرى، فينشغل بتلك المشاكل الجزئية، والبعض منها حتى هامشية وتافهة، لا تستحق الانشغال بها، والبعض منها يمكن حلها بالأخوة والتفاهم والتصالح، أو عبر القضاء، والبعض منها يمكن تأجيلها إلى ما بعد نهاية العدوان، هي تؤثِّر بشكلٍ مباشر، والبعض منها يوظَّف ويستغل من تحالف العدوان، هذه من الأمور المهمة التي ينبغي التركيز عليها.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة اليوم الوطني للصمود 26/ 3 / 2020م/ 28 مارس 2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر