مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فالمحصلة المهمة لعلاقة الإنسان بهذا الشهر المبارك، لاستفادة الإنسان من هذا الشهر المبارك بكل ما فيه من: صيام، وقيام، وأعمال صالحة، وقربة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وتفهم لهدى الله -سبحانه وتعالى-، الحصيلة المهمة والرئيسية هي: التقوى والهدى، التقوى؛ لأن الله -جلَّ شأنه- قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183]، هذه الثمرة المرجوة التي ينبغي أن نحرص- مع الاستعانة بالله والدعاء- أن نقتطفها من هذا الشهر المبارك، من هذه الفريضة المباركة، نقتطف ثمرةً مهمةً هي التقوى، والاهتداء بهدى الله -سبحانه وتعالى- من خلال ما استفدناه في هذا الشهر المبارك، من خلال عودتنا إلى القرآن الكريم، سماعنا لهدى الله، أن نحرص أيضاً على أن نكتسب المزيد من الوعي، والفهم الصحيح، والمعرفة الصحيحة، والتأثر الإيجابي في أنفسنا، وأن نستوعب التعليمات الإلهية التي سمعناها، ثم نحرص ما بعد شهر رمضان المبارك على أن نكون في واقعنا العملي منطلقين على هذا الأساس، هذه مسألة مهمة؛ حتى لا نتنكر في ما بعد ذلك لكل ما قد سمعناه من الهدى، لكل ما سمعناه من توجيهات الله -سبحانه وتعالى-، لكل ما عرفناه من خلال اطلاعنا على هدى الله، من خلال تلاوتنا لكتاب الله.

والله -سبحانه وتعالى- قدَّم في القرآن الكريم التحذير من طريقة التعامل مع هدى الله -سبحانه وتعالى- بلا اهتمام، بلا قيمة، بلا التزام عملي، بلا تفهم، بلا اصغاء، بلا تركيز، بلا استفادة في الواقع العملي نفسه، ولذلك قال -جلَّ شأنه-: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد: 16-17]، في هذه الآية المباركة يبيِّن الله حال من لم يتفاعل مع هدى الله -سبحانه وتعالى-، من بداية الأمر لم يكن يركز لم يكن يصغي، لم يكن يتفهم، لم يكن يحرص على أن يستوعب وأن يفهم، وفي ما بعد ذلك في واقعه العملي بالتأكيد ينطلق بعيداً عن هدى الله -سبحانه وتعالى-، ينطلق وقد وصل إلى حالة من الخذلان، أن يطبع الله على قلبه، فيتحرك في مواقفه، في تصرفاته، في سلوكه، في أعماله من منطلق هوى النفس، والمزاج الشخصي، المزاج النفسي، وهذه حالة خطيرة على الإنسان، حالة رهيبة جدًّا، إذا لم يكن مركزاً على هدى الله، لا يعطي هدى الله قيمته، أهميته، ثم في واقعه العملي يخذل والعياذ بالله، فيتحرك وفق المزاج الشخصي، وهوى النفس، وبحالته الغريزية، في انفعالاته عند الغضب يتصرف بأي تصرف، وفقاً لتلك الانفعالات، يندفع وراء الشهوات، وراء الرغبات النفسية حتى فيما هو معصية لله -سبحانه وتعالى-، يتقاعس ويتخاذل عن القيام بمسؤولياته التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- عليه في كتابه الكريم بكل استهتار، وبلا مبالاة... وهكذا لا يتحرك بناءً على هدى الله -سبحانه وتعالى-.

 

نجد في نفس سياق هذه الآية المباركة يقول الله -جلَّ شأنه-: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا}، الذين اهتدوا عندما سمعوا هدى الله، تفهَّموا، كانوا مصغين، كانوا مركزين، كانوا حريصين على أن يفهموا؛ ليلتزموا، ليعملوا، فبإصغائهم وتركيزهم استفادوا، وفهموا، واستوعبوا من هدى الله -سبحانه وتعالى-، فالله -جلَّ شأنه- يزيدهم هدايةً، يزيدهم تنويراً، يزيدهم فهماً، يزيدهم بصيرةً، ومع ذلك كما قال -جلَّ شأنه-: {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}؛ لأن الله يهدينا إلى ما تتحقق لنا به التقوى بمفهومها الواسع، إلى ما يقينا من النار، ما يقينا من سخط الله، ما يقينا من عذاب الله في الدنيا والآخرة، ما يقينا من الهوان، ما يقينا من الخزي، ما يقينا من تسلط أعدائنا علينا، ما يتحقق لنا به الخير في الدنيا والآخرة، ثمرة كبيرة، ونتيجة عظيمة لهدى الله -سبحانه وتعالى- في أثره في الإنسان في نفسه، وفي أثره في واقع حياة الإنسان، كشخص وكمجتمع.

الأمة التي تتحرك على أساس هدى الله -سبحانه وتعالى- أياً كان حجم هذه الأمة: عدد كبير أو عدد صغير عدد كبير أو عدد محدود، الله -سبحانه وتعالى- يحقق لها نتائج في واقع حياتها مهمة جدًّا، هو وعد بالنصر، بالعزة، بالكرامة، وعد -جلَّ شأنه- بالتمكين، بالتأييد، بالفلاح، بالخير في الدنيا والخير في الآخرة، أمَّا في الآخرة أيضاً فرضوان الله -سبحانه وتعالى-، والجنة، والوقاية من عذاب الله.

فثمرة أن يكون الإنسان مصغياً لهدى الله، ومتفهماً، ومركزاً، وحريصاً على أن يفهم، أن يستوعب؛ ليلتزم، دافعه أن يفهم بهدف الالتزام، لديه هذا الدافع، لديه هذا الهدف، فالله -سبحانه وتعالى- يزيده هدايةً،

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

مسك الختام: الاستقامة والحفاظ على الرصيد الإيماني.

المحاضرة الرمضانية التاسعة والعشرون:1441 هـ 23-05-2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر