مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولذلك يقول -سبحانه وتعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال: 39-40]، {وَقَاتِلُوهُمْ}، في مقابل أنهم يقاتلون، ويصدون، ويتآمرون، ويمكرون، ويعتدون، الموقف الصحيح تجاه ذلك هو: {قَاتِلُوهُمْ}، طالما هم يواصلون صدهم، وعدوانهم، وبغيهم، وفتنتهم، ومساعيهم للسيطرة على الأمة، ومنعهم للناس عن الاهتداء بهدى الله، وعن الاستجابة العملية لله، وعن التحرك في طريق الحق، طالما وهم يسعون إلى فرض باطلهم، وفرض هيمنتهم، وفرض نفوذهم وسيطرتهم على الناس، ودفع الناس بالاتجاه الذي يريدون، ويصرفونهم فيه عما يوجههم الله، عما يهديهم إليه، عما يأمرهم به، فهذه الحالة تستدعي الوقوف بجد في مواجهتهم، وبالقتال في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، القتال لمواجهة شرهم، لمواجهة عدوانهم، لمواجهة فتنتهم، لمواجهة فتنتهم وبغيهم، لمنع هذه السيطرة التي يريدونها، لمنع هذه الحالة التي يريدون فرضها على الناس.

 

{قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، لا يتمكنون من فتنة الناس، من السيطرة عليهم، من فرض ما يريدونه من باطلهم عليهم، من ثنيهم عن الموقف الحق، وردهم عما يأمرهم الله به، ويوجههم إليه، حتى تمنعوهم من الإجبار للناس والدفع للناس في المواقف الباطلة التي يريدون أن يدفعوا بالناس إليها، وهذا يبين لنا طبيعة المعركة، أولاً: أين يجب أن نكون؟ مسارنا الذي يجب أن نتحرك فيه هو: التحرك على أساس هدى الله -سبحانه وتعالى-، والاستجابة العملية لله -جلَّ شأنه-، وأن نقف المواقف التي يأمرنا الله بها، هنا عندما يحاولون أن يفرضوا علينا مواقف أخرى، عندما يحاولون أن يفرضوا علينا بدائل أخرى، توجهات أخرى، مسارات أخرى، ولاءات أخرى، لا يجوز أن نقبل تحت عامل الضغط والحرب والعدوان، لا يجوز أن نستسلم لهم، وأن ننقاد لهم، وأن ننحي لهم، وأن نخضع لهم، لا يجوز ذلك، بل يجب علينا أن نقاتلهم، عندما يقاتلونا لإخضاعنا لسياساتهم المنحرفة عن منهج الله الحق، ليفرضوا علينا توجهاتهم المنحرفة عن منهج الله الحق.

 

عندما يحاولون مثلاً في هذا الزمان أن يفرضوا علينا كأمةٍ مسلمة أن نخضع بالولاء لأمريكا، بالولاء لأعداء الأمة من اليهود والنصارى لأمريكا وإسرائيل، هذه حالة تمثِّل صداً بكل ما تعنيه الكلمة عن سبيل الله، تمثِّل صرفاً عن الموقف الحق الذي يأمرنا به الله -سبحانه وتعالى-، تمثِّل تهديداً لنا في قيمنا ومبادئنا الدينية، والتزاماتنا الإيمانية؛ لأنه يدخل ضمن ذلك الكثير من البدائل التي تأتي لإفسادنا وتضليلنا، الذي يعمله الأمريكي ليس فقط سيطرةً عسكرية، الذي يسعى له الإسرائيلي ليس فقط سيطرةً عسكرية، إنما سيطرة يتجهون فيها لمسخ الأمة، لإغواء الأمة، لإضلال الأمة، يتجهون فيها لإفساد الأمة، فكم يأتي من صدٍ عن سبيل الله في كثيرٍ من الأمور ذات العلاقة بالإنسان في سلوكه، في أعماله، في واقعه الاجتماعي، في حياته، في مواقفه، في مسؤولياته، صرف عن جملة كبيرة من توجيهات الله، من تعليمات الله، من أوامر الله، وصد عنها، وثني للناس عن الالتزام بها، يصبح البديل عن التوجيه الإلهي: التوجيه الأمريكي، السياسات الأمريكية، السياسات الإسرائيلية، تصبح هي التي يتحرك الناس على أساسها، هي التي تدخل إلى المناهج الدراسية، هي التي تدخل إلى السياسات العامة في الدولة، إلى الواقع الاجتماعي للناس، إلى الواقع السلوكي للناس، وكلها إفساد، وكلها تضليل، وكلها عملية صرف عن الاتِّباع لتعاليم الله، وتوجيهات الله، والالتزام بهدى الله -سبحانه وتعالى-، والهدف منه: السيطرة على الناس، هم بإضلال الناس وإفسادهم يتمكنون من السيطرة التامة والكاملة والحقيقية عليهم، أكبر وسيلة للسيطرة الفعلية على الإنسان، على فكره، على قناعاته، على ولاءاته، على مواقفه، على أعماله، على تحركاته، هي: بإضلاله وإفساده، هذه أخطر وسيلة للسيطرة، وهي تعتمد على الصد عن سبيل الله -سبحانه وتعالى-، ويشتغل عليها الذين كفروا والمنافقون الذين يوالونهم، ويشتغلون من داخل الأمة لمصلحتهم، وفقاً لسياسات ومواقف وخطط مشتركة معهم، فيصبح توجههم توجهاً مشتركاً، ما بين الكافرين والمنافقين، فتصبح خطة المنافقين هي الخطة التي يريدها الذين كفروا، ويسعى لها الذين كفروا؛ إنما أولئك يعملون على تنفيذها في داخل الأمة، ومن واقع انتمائهم للإسلام يخادعون الكثير، ويضحكون على السذج والبسطاء الذين لا يمتلكون الوعي الكافي، ولا يستنيرون بنور الله -سبحانه وتعالى-.

 

فالفتنة التي يفتنون بها الناس هي هذه الفتنة التي يصرفونهم بها عن اتباع هدى الله، عن الاستجابة العملية لله، عن الالتزام بتعليمات الله -سبحانه وتعالى-، ويصرفونهم إلى بدائل، إلى توجهات أخرى، إلى مواقف أخرى، حالة من الانحراف، سواءً وصلت هذه الحالة من الانحراف للارتداد الكلي عن الإسلام، وهذا يحصل للبعض، يحصل للبعض أن يصلوا إلى هذا المستوى من الارتداد الكلي عن الإسلام والخروج منه، أو الارتداد عن جملةٍ مهمةٍ من الإسلام، سواءً التعاليم ذات العلاقة بالشأن الأخلاقي للإنسان والسلوكي، أو الشأن الاجتماعي، أو المواقف... أو أي مسائل أو قضايا مهمة؛ لأن المطلوب التزام تام بتعليمات الله وتوجيهاته في كل مجالات الحياة، هذا هو المطلوب، هذا هو التوجه الصحيح، ولهذا قال: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}،

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون :1441هـ/ 20-05-2020م.

يوم الفرقان (10) حتمية الصراع مع قوى الشر والضلال.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر