تعبِّر هذه الجريمة الوحشية عن حقد، وتعبِّر أيضاً عن إفلاس إنساني وأخلاقي، وتعبِّر عن تخبط وانسداد أفق لتحالف العدوان في معركته العبثية والظالمة ضد شعبنا العزيز، كما أنَّها أيضاً تقدِّم شاهداً- مع الكثير والكثير من الشواهد اليومية- على أنَّ تحالف العدوان يستبيح كل أبناء شعبنا العزيز، على أنه يتعامل بحقد ولا إنسانية ولا مسؤولية مع كافة أبناء هذا البلد، حتى تجاه الموالين له، وهناك الشواهد الكثيرة، والأحداث المتتابعة، والممارسات الكثيرة جدًّا والواضحة، والتي يتحدث حتى الكثير من الموالين لتحالف العدوان عنها: كيف يتعامل معهم، كيف هي ممارساته بحقهم، كيف هي سياساته وتصرفاته في المحافظات المحتلة، كيف يتعامل حتى في جبهات القتال مع أولئك الذين باعوا أنفسهم له، خانوا من أجله وطنهم، وخانوا من أجله شعبهم، وخانوا من أجله قيمهم ومبادئهم ودينهم، وباعوا كل شيءٍ من أجل الحصول على مكاسب تافهة وأموال قليلة منه، فتجنَّدوا في خدمته ضد أبناء شعبهم، والبعض لتصفية حسابات وأحقاد، وهم يصيحون اليوم في كثيرٍ من الحالات والمناسبات والتعبيرات التي يقرُّون فيها ويشهدون من خلالها على هذه الممارسة الظالمة، القائمة على الاحتقار والاستباحة والاستهتار والاستخفاف، يعني: أنَّ تحالف العدوان على مستوى الأمريكي، وعلى مستوى السعودي والإماراتي ومن معهم، لكن من لهم دور أساسي في هذا العدوان يعبِّرون بكل وضوح في اعتداءاتهم هذه حتى بحق من يقف معهم، من يقاتل معهم، من قدَّم الخدمات لهم، من ناصرهم ضد شعبه وأمته ووطنه، يعبِّرون بهذه الجرائم، ويشهدون على أنفسهم من خلال هذه الممارسات أنه: لا كرامة عندهم لأي يمني، أي يمني وقف بصفهم، قاتل معهم، أيَّدهم، بارك جرائمهم بحق شعبه، تحرَّك معهم في الميدان يقاتل ويقتل من أبناء بلده، لا كرامة له عندهم، لا قيمة له عندهم، فهل هذه تكفي ليراجع البعض حساباتهم، ولينظروا في حقيقة الحال أي مستقبلٍ يمكن أن يكون مع أولئك الذين لا يحسبون لك أي حساب، ليس لك عندهم أي كرامة، لا قيمة لك عندهم، أي مستقبل مع هؤلاء، وهم في أي لحظة يمكن أن يقتلوك؟ يمكن أن يقتلوك في أي لحظة، يمكن أن يتصرفوا تجاهك بأي تصرف، وهذا حصل الكثير منه، مثلاً: في كثير من الجبهات يقدِّمون من اشتروهم للقتال من خونة بلدنا، من المتورطين في الخيانة من أبناء شعبنا يقدمونهم في جبهات القتال، ثم يأتي السعودي ليكون من خلفهم، أو الإماراتي ليكون من خلفهم، عندما يتراجعون في الزحف وينكسر الزحف يقومون بقتلهم من الخلف، أو أحياناً يقومون بمباشرة القصف عليهم؛ للضغط عليهم للتقدم رغماً عنهم، حتى لو كان في ذلك هلاكهم، يعني: لا قيمة لهم عندهم أبداً، يعتبرونهم بضاعة، هذه العقلية السعودية والعقلية الإماراتية يعتبر الآخرين سلعة كسائر السلع، كما لو اشترى بعيراً، أو كما لو اشترى غنماً، أو كما لو اشترى بقراً، أو كما لو اشترى… أي سلعة من السلع، سلعة يعتبر أنه سيتصرف فيها كيفما يشاء وكيفما يريد ولو بشكلٍ عبثي.
أنا أتوجه بالنصح في هذا المقام لكل الذين يقاتلون في صف العدوان، لكل الذين يبعثون أبناءهم، أو يغضون الطرف ويسكتون ويتجاهلون ذهاب أبنائهم إلى صفوف تحالف العدوان، للقتال ضد أبناء بلدهم (ضد شعبهم)، أتوجه إليهم بالنصح أن يتقوا الله في أنفسهم، أن يراجعوا حساباتهم، هذه المغامرات الخاطئة، هذه الخسارة الرهيبة جدًّا في غير محلها، وخسارة لا أجر عليها من الله، ولا ثمرة لها في واقع الحياة، هل يمكن أن يكسب الإنسان أجراً من الله وهو يقاتل مع المعتدين، الظالمين، المجرمين، المتوحشين، ضد أبناء بلده؛ بهدف التمكين لأعداء بلده من احتلال هذا البلد والسيطرة عليه؟
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الأولى بمناسبة الهجرة النبوية 1441هـ