أيها الأخوة المؤمنين المجاهدين … الله سبحانه و تعالى يعد هذا الوعد و الله لا يخلف وعده {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}
حتى عند الشدائد ما قد يواجهك من المشاق
ما قد تواجهه من عناء من مؤامرات . من مكائد . من ضيق في كثير من الأمور نتيجة التزامك للتقوى يتدخل الله سبحانه و تعالى . هو يكون معك فيجعل لك مخرجاً من كل ضيق و عند كل كرب و أمام كل شدة
ثم هو الرزاق ذو القوة المتين بيده كل الخير
هو الغني الحميد يرزقك
قد تواجه الضيق و الشدائد و لكنها تكون مرحلة عابرة إذا التزمت التقوى
تُمحَّص فيها
تخضع فيها للاختبار من الله سبحانه و تعالى . هل ستثبت…؟
هل ستلتزم حالة التقوى…؟
أم أن أطماعك أو ميولك أو رغباتك أو شهواتك ستدفعك باتجاه آخر فلا تلتزم حالة التقوى
تميل إلى باطل أو تعتمد وسيلة محرمة للوصول إلى ما تطمح إليه من مكاسب مادية أو معنوية {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(الطلاق: من الآية3)
يقول سبحانه و تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق: من الآية4)
هذا شيء مهم . هذا بعض من عطاء الله سبحانه و تعالى لمن يلتزم التقوى
حينما تعيش العسر هو مرحلة بالنسبة لك وقد يكون ظرفاً تمر به
لكن التزامك بالتقوى معناه أن يجعل الله لك من ذلك العسر مخرجاً فيبدله بيسر {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6}}(الشرح)
اليسر هذا في واقع حياتك و اليسر هذا هو عون لك حتى في أداء و اجباتك التي عندما تكون ملتزماً لحالة التقوى تتعود عليها و يمنحك الله العون عليها فتصبح ميسَّرة
يزول العسر فيكون قيامك بمسئولياتك أمراً يسَّره الله فأصبح سهلاً و زالت عنه مرارة المشاق و العناء الكبير . فأصبحْتَ . أصبح بالنسبة لك شيئاً تستحليه ترتاح به تنعم به
من المكاسب المهمة للتقوى ما حكاه الله سبحانه و تعالى في قوله وهو يخاطب عباده المؤمنين: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال: من الآية29)
يجعل لكم فرقاناً
يمنحكم نوراً في قلوبكم و بصيرة عالية فتفرقون بين الأمور
تميزون بين الحق من الباطل
لا يمكن أن تكونوا عرضة لأن يضلكم المضلون
لا يمكن أن تكونوا عرضة لأن تُخدعوا
لديكم من نور الله ما تفرقون به بين الحق و الباطل
بين الخطأ و الصواب
بين الحكمة و بين الغباء
تكونوا أهل حكمة و أهل نورانية
ترون الأمور على حقيقتها
ترون الواقع على حقيقته
فتتخذون القرارات الصحيحة و تتبنون المواقف الحكيمة
لا يخدعكم لا يخدعكم أهل الضلال وأهل الباطل مهما كانت إمكانياتهم و وسائلهم و أساليبهم التي يعتمدون عليها في خداع الناس
مهما كان لديهم من إمكانيات و قدرات على التضليل و التزييف و الخداع و قلب الحقائق و تشويه الحقائق
لن يتمكنوا أبداً من تضليلكم ولن يستطيعوا أبداً أن يخدعوكم . فأنتم متنورون بنور الله
# قائد / المسيرة القرآنيه / السيد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي