
والمشكلة أن الناس يعتبرون وكأن أعداءه يستطيعون أن يخططوا، ويدبروا ما يريدون، ويمكروا كما يريدون وأن كل شيء سينفذ لهم؛ لهذا في الأخير يكون عند كثير من الناس قرار بأنه لا نعمل شيئاً؛ لأنهم لديهم كذا وهم وهم، إلى آخره، نحن ننسى بأنه يقدم أمثلة بأنه ينفذ إلى داخل قاعاتهم التي يتآمرون فيها، ثم في الأخير يتخذون قرارات ثانية، ويقدمونها وكأنها قضية ينطلقون عليها سريعاً، ورؤية سياسية صحيحة، وهي في الواقع لصالح من يتحركون في سبيله.
أيضاً يأتي في موضوع المعجزات والآيات هذه، تكون بالطريقة التي تمهد السبيل لأن تصل رسالته إلى أكثر ناس، مثل معجزة موسى في موضوع العصا وتحولها إلى ثعبان، وأشياء من هذه، وفي المجتمع سحرة، حصلت الفكرة هذه: هذا الذي عندك سحر سنجمع السحرة كلهم ونعطيهم إغراءات كبيرة ونجمع الناس ونفضحك أمامهم، ألم يقولوا هكذا؟ إذاً بالنسبة لواقع الناس اليوم، بالنسبة لواقع الناس لا أعتقد يوجد طريقة الآن أجمل من تقديم القرآن؛ لأن واقع الأمة الآن هناك من يحاول يقول بأنه سيقدم حلولاً، من جهة الأعداء أنفسهم، أليسوا يحاولون أن يقدموا حلولاً، والساحة هنا ضائع فيها ما هو الحل، ما هو المخرج، أليس هذا هو الضائع؟ إذاً عندما يقدم القرآن أول شيء سيراه الناس فعلاً بأنه الشيء الذي لم تسر عليه الحياة لحد الآن في تاريخ الأمة هذه، ويجدون أنفسهم بأمس الحاجة إليه، كمخرج أمام العدو.
اقراء المزيد