أولى الشّهيد القائد "رضوان الله عليه" الجانب الاقتصادي والزّراعي أهميّة بالغة باعتباره من كمال الإيمان, ولا تستطيع الأمّة أن تقول كلمتها, وتقف على أقدامها وهي فاقدة لقوّتها الاقتصاديّة, وقوتها الضّروري, وأمنها الغذائي, بل يعتبر الجانب الاقتصادي والزّراعي من أهمّ وأكبر التّحدّيات الّتي تواجهها الأمّة, لأنّه لا بدّ في مسيرة بناء الأمّة من الاهتمام ببنائها اقتصاديّاً, حتّى تصبح أمّة قويّة قادرة على النّهوض بمسؤوليتها, والوقوف في مواجهة أعدائها.
أهميّة الجانب الإقتصادي والزّراعي في مواجهة الأعداء
يتحدّث السّيد عن خطورة الضّعف في الجانب المالي والاقتصادي, وتأثيره الكبير لدى نظرة العدو الخارجيّ, لأنّ العدوّ يعمل أولاً على تقييم الوضع الدّاخلي للشّعب, والدّولة, يقول السيد: (المال له دور كبير حتى فيما يتعلق بالعدو الخارجي, عادة العدو الخارجي يبحث دائما الوضعية الداخلية دائما, أول ما يفكر في تقييم الوضع الداخلي لك) سورة البقرة الدرس الحادي عشر.
ويؤكّد السّيد أنّ الجانب الاقتصادي مهمٌّ جدّاً في ميدان الصّراع والمواجهة, ويمثّل صمّام أمانٍ للشّعب, لأنّ الأمة التي لا تمتلك قوت يومها لن تستطيع أن تقف على أقدامها في مواجهة أعدائها, يقول السيد: (الإقتصاد هو صمام أمان مهم في ميدان المواجهة) سورة البقرة الدرس الحادي عشر.
وفي معرفة الله وعده ووعيده الدرس الرابع عشر يؤكّد السّيد على أهميّة الجانب الاقتصادي في بناء قدرات الأمّة لتتمكّن من الوقوف في مواجهة أعدائها, ومواجهة المخاطر, والتّحدّيات, والتّهديدات الّتي تواجهها, ولتتمكّن من النّهوض بمسئوليتها, والقيام بواجبها, ودورها في نصر دين الله, والعمل على إعلاء كلمته, ونشر دينه في الأرض, فيقول: (الجانب الإقتصادي بالنسبة للمسلمين مهم في أن يستطيعوا أن يقفوا في مواجهة أعدائهم, في أن يستطيعوا أن يقوموا بواجبهم وبمسؤولياتهم أمام الله من العمل على إعلاء كلمته ونصر دينه, ونشر دينه في الأرض كلها الإنسان إذا كانت معيشته صعبة، المجتمع إذا كانت معيشته قلقة يكاد هذا هو ما يصرفه حتى أن يرجع هو نفسيا إلى الله، منشغل بكيف يوفر لأهله القوت، كيف يوفر لأسرته حاجياتهم، ولا يفكر بأن يستمع إلى مواعظ إلى أن يهتدي إلى أن يحضر إلى مجلس علم، أو يحضر إلى مدرسة يستفيد منها. بل تأتي لتعظه وذهنه مشغول، ذهنه مشغول، تأتي الأمة في زمن كزماننا هذا فترى أعداءها يهددونها وترى الضربات داخلها هنا وهناك ثم ننظر إلى أنفسنا فإذا بنا لا نستطيع أن نقف على أقدامنا، الجانب الاقتصادي لنا منهار) معرفة الله وعده ووعيده الدرس الرابع عشر.
وفي الدّرس الثّاني "في ظلال دعاء مكارم الأخلاق" يبيّن السّيد أنّ الضّعف الاقتصاديّ للشّعب والدّولة, يؤدّي بالنّتيجة لضعف كبير وتراجع خطير في المواقف السّياسيّة على مستوى الشّعب والدّولة, فالرّئيس الذي يكون شعبه ضعيفاً ومنهاراً اقتصاديّاً, لا يستطيع أن يتبّنى أيّ مواقف قويّة في مواجهة التّهديدات والاعتداءات الّتي تواجهها الأمّة والشّعوب, وهذا هو الّذي عليه حال الزّعماء اليوم, بينما يحصل العكس من ذلك فيما إذا كان اقتصاد الشّعب ووضعيّته قوية, فإنّ الدّولة ستكون قويّة أيضاً في مواقفها وقراراتها, ويدعو السّيد إلى ضرورة تربية الشّعوب التّربية الّتي تؤهّلها لمواجهة أعدائها, وضرورة بنائها البناء الاقتصادي للشّعوب, فيقول: (أليس أنهم لو فعلوا ذلك لكان عزاً لهم هم؟ إذا ما كنت زعيم شعب وأنت تعرف أن شعبك وضعيته هي بالشكل الذي يمكن أن يتبنى مواقف، وأن يقف على قدميه في مواجهة أعدائه، ألست حينئذ سيمكنك أن تقول ما تريد, وستكون قويا في مواجهة الآخرين، ولن تملى عليك الإملاءات من قبل الآخرين؟ متى ما ضعف الشعب, متى ما ضعفت وضعيته الإقتصادية وغيرها, متى ما ذابت نفسيته, وذاب الإيمان في واقعه أصبح زعيم الشعب نفسه لا يستطيع أن يقول كلمة قاسية, لا يستطيع أن يقول كلمة صادقة, لا يستطيع أن يقف على موقف ثابت وهذا ما شاهدنا، ألم نشاهد هذا من كل الزعماء في البلاد العربية؟.
قد يقولون هم بأنهم رأوا شعوبهم ليست إلى الدرجة التي يمكن له هو أن يقول, أو أن يقف, أو أن يتحدى, أو أن يرفض.. لكن بإمكانك أن تربي هذا الشعب, بإمكانك أن تبني هذا الشعب اقتصاديا حتى تُأمّن له الاكتفاء الذاتي) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويضيف السّيد أنّ من كمال الإيمان في مواجهة أعداء الله الاهتمام بالجانب الاقتصادي والزّراعيّ للأمّة, والعمل على بنائه بناءً حقيقيّاً, وتحقيق الاكتفاء الذّاتي للأمّة, ليكون لديها القدرة على مواجهة أعدائها, وتستطيع أن تقدّم المواقف المشرّفة, فيقول: (الإيمان, كمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط به تماماً ارتباطا كبيراً، الاهتمام بالجانب الاقتصادي ستكون الأمة التي تريد أن تنطلق في مواجهة أعدائها، وأن تقف مواقف مشرفة في مواجهة أعدائها قادرة على ذلك؛ لأنها مكتفية بنفسها في قوتها الضروري، في حاجاتها الضرورية) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويؤكّد السّيد على ضرورة أن يكون من أولويّات الشّعوب الاهتمام بالجانب الاقتصادي والزّراعي, وأن تكون هذه القضيّة هي المهمّة الأساسيّة والرئيسيّة لدى الشّعوب, وفي سلّم أولويّاتها ومطالبها, حتّى تبني نفسها, وتؤمّن غذاءها, وقوتها الضّروري, لأنّ هذا هو المجال الحيويّ, والمهمّ للأمّة والشّعوب, فيقول: (أكرر أن هذا هو ما يجب أن نعرفه؛ لأن الكثير من الناس ينظر إلى الجانب المادي فقط فإذا ما صعد رئيس هنا, أو ملك هنا, أو زعيم هنا كان أهم مطلب للناس من ذلك الشخص هو ماذا سيعمل في مجال توفير الخدمات!.
ومن العجيب أن توجهنا الآن أصبح إلى أنه ماذا يمكن أن يبني في مجال توفير خدمات: كهرباء، صحة، مدارس, ولا نقول لأنفسنا لماذا؟ لماذا نحن نرى قوتنا كله ليس من بلدنا؟ لماذا لا تهتم الدولة بأن تزرع تلك الأراضي الواسعة، أن تهتم بالجانب الزراعي ليتوفر لنا القوت الضروري من بلدنا؟ لا نتساءل، بل الكل مرتاحون بأن [الحَب: القمح] متوفر في الأسواق, ويأتي من استراليا, ويأتي من بلدان أخرى، وكأن المشاريع التي تهمنا هي تلك المشاريع!.
هذه التي توفر هي ضرورية لكنها ليست إلى الدرجة من الضرورة التي يكون عليها قوت الناس، هل هناك اهتمام بالجانب الزراعي؟ ليس هناك أي اهتمام بالجانب الزراعي إطلاقا، وليس هناك من جانبنا تساؤل، وليس هناك من جانبنا أيضا نظرة إلى هذا الزعيم أو هذا الحزب أنه ماذا يمكن أن يعمل في هذا المجال الحيوي, المجال المهم) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويخاطب السّيد الشّعوب نفسها لأن تهتمّ بالجانب الاقتصاديّ والزراعيّ, وأن تلحّ في الموضوع, وتضغط على الأنظمة والحكّام لتحقيق البناء الاقتصادي, والاكتفاء الذّاتي, والاهتمام بالجانب الزّراعي داخل البلدان والشّعوب نفسها, لأنّها ستكون هي الضحيّة في مواجهة التّهديدات والاعتداءات, وليكون لديهم القدرة على التحمّل والصّمود على أقلّ تقدير, وحتّى لا يتحوّلوا إلى لاجئين, ويموتوا جوعاً, قبل أن يموتوا بالحديد والنّار, فيقول: (نحن شعوب مسلمة, ونحن أمة في مواجهة أعداء, والزعماء هم أنفسهم من يمكن أن يرحل إلى تلك المنطقة, أو من يمكن أن يسلم فيما لو حصل شيء, وسنكون نحن الضحية من أول يوم توجه ضدنا ضربة من أعدائنا، سنحس بوقع الضربة فيما يتعلق بقوتنا.
الناس يجب عليهم أن يفهموا هذه النقطة, أن يلحوا دائما، نحن لا نريد أي مشاريع أخرى بقدر ما نلح في أن تعمل الدولة على توفير قوت الناس داخل بلدهم.
الزراعة.. هل هناك في اليمن شيء من الزراعة؟ هل هناك ما يكفي اليمن ولو شهرا واحدا؟ أولسنا نسمع بأن اليمن مهدد؟ أن اليمن أيضا يقال عنه كما يقال عن العراق وعن إيران؟ وأن المسئول الأمريكي الذي زار اليمن لم يفصح عندما سئل: هل ما يزال اليمن ضمن قائمة الدول التي احتمال أن تتلقى ضربة؟ لم يفصح بذلك.
إذاً فنحن مهددون أليس كذلك؟ صريحا من قبل أعداء؟ ماذا تعمل هذه الدولة لنا نحن اليمنيين حتى نكون قادرين على أقل تقدير أن نتحمل الضربة؟ أصبحت القضية إلى هذا النحو, أنت كان يجب عليك أن تبني شعبك إلى درجة أن يكون مستعدا أن يواجه، إذاً على أقل تقدير ابنوا شعوبكم لتكون - على أقل تقدير - مستعدة أن تتحمل الضربة.. أليس هذا هو أضعف الإيمان؟ أو يريدون من الناس في أي شعب عربي أن يتحولوا إلى لاجئين، وأن يموتوا جوعاً قبل أن يموتوا بالنار) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويؤكّد السّيد أنّ الشّعوب لم تعد قادرة على تحمّل أيّ ضربة توجه لها, ناهيك عن القدرة على المواجهة, والسّبب في ذلك هو أنّ الشّعوب لم تتربّى على التّربية الإيمانيّة الّتي تدفعها للحفاظ على عزّتها وكرامتها, وتحُقّق لها البناء الذّاتي, ولأنّ الشعوب نفسها لا تولي هذا الموضوع أيّ اهتمام فتضغط في مجال وسبيل تحقيق البناء الاقتصادي والزّراعي, ويؤكّد السّيد على أنّ الشيء الضّروري للشّعوب هو العمل على بنائها اقتصاديّاً, وتأمين قوتها, واحتياجاتها من داخل بلدانها, يقول السّيد: (هل الشعوب هذه أصبحت إلى درجة أن تتحمل الضربة؟. لا.. ناهيك عن أن تكون قادرة على أن تواجه!.
لماذا؟ لأنه ليس هناك تربية إيمانية, لا داخل الدول نفسها، ولا داخل الشعوب نفسها، ليس هناك اهتمام بالحفاظ على دين الناس, على كرامتهم, على عزتهم, على حياتهم.
ونحن أيضاً لا نفهم، نحن لا نفهم أيضاً كيف نخاطب الدول، حتى عندما تأتي الانتخابات من هم أولئك أبناء المنطقة الفلانية, أو المنطقة الفلانية ينادون بأنه نحن نريد زراعة، نحن نريد أن نرى أسواقنا ممتلئة بالحبوب من إنتاج بلدنا.. هل هناك أحد يطالب في الانتخابات؟ تقدم البرامج الانتخابية - سواء في انتخابات رئاسة جمهورية أو عضوية مجلس النواب أو مجالس محلية أو غيرها - فيعدونا بمشاريع من هذه المشاريع السطحية.. الكهرباء مهم لكن لو نفترض أن بالإمكان أن نظل بدون كهرباء، بل أليس الكهرباء يطفأ في حالات الخطورة؟ الكهرباء يطفأ، أليست المدن تطفأ في حالات التهديد؟ تطفأ المدن أي أن الكهرباء ليس ضروري بل من الضروري أن يطفأ فيما لو حصل تهديد مباشر.
يعدون بالكهرباء يعدون بالمدارس, هذه المدارس ما داخلها؟ المعلمون أنفسهم ما هي ثقافتهم؟ هل هم يحملون روحا إسلامية؟ روحاً عربية كما يحمل المعلم اليهودي داخل المدرسة روحا يهودية, روحاً قومية يهودية؟.. لا. معلم أجوف لا يهمه شيء، يهمه أن ينظر إلى الساعة متى ستنتهي الساعات التي هو ملزم بالعمل فيها, ويُمَشِّي حال الطلاب بأي شيء!. ليس هناك تربية لا داخل مدارسنا, ولا داخل مساجدنا, ولا داخل جامعاتنا، ولا داخل مراكزنا.
هذه المدارس نفسها في حالة المواجهة هل ستصبح ضرورية؟ بإمكان الناس في حالة الخطورة فيما لو ضربت مدرسة أن يدرسوا أبناءهم تحت ظل أي شجرة, أو في أي مكان آخر, المساجد أنفسها لو ضربت بإمكانهم أن يصلوا في أي مكان.. لكن قوتهم هو الشيء الذي لا بديل عنه، لا بديل عنه إلا الخضوع للعدو, والاستسلام للعدو، وتلقي الضربة بدون أي حركة في مواجهة العدو) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويؤكّد السّيد أنّ من الواجب على الشّعوب هو الالتفات والاهتمام الجادّ ببناء الجانب الاقتصاديّ والزّراعيّ, وأن تكون هذه هي المطالب الأوليّة والمهمّة للشّعوب أمام أيّ انتخابات, أو دعوات للتّغيير, ومطالبة للإصلاح, ويؤكّد السّيد على أنّه كان من الأولى أن تتوجّه تلك القروض الماليّة والماديّة الّتي تثقل كاهل الشّعوب للتّنمية الاقتصاديّة والزراعيّة, ويدعو السّيد إلى ضرورة توفير الدّعم للزّراعة والمزارعين, والجمعيّات الزّراعيّة, ومراكز التّسويق, وتوفير الإحتياجات اللاّزمة للزّراعة والمزارعين, فيقول: (من واجب الناس في الانتخابات إذا ما قدمت برامج انتخابية لأي انتخابات كانت: نحن نريد زراعة.. أو أن اليمن بلد غير صالح للزراعة! فيه أراضي كثيرة جدا، هذه الأراضي التي هي مزروعة بالقات ليست مبررا لهم أن يقولوا: أنتم زرعتم [القات]، هذه مناطق جبلية, أراضي محدودة, لو تأتي لتلصقها بعضها لبعض لما ساوت منطقة صغيرة في بلاد تهامة, أو في حضرموت, أو في مأرب, أو في الجوف.. لماذا لا تزرع تلك الأراضي؟.
تلك القروض الكثيرة التي نتحملها نحن لماذا لا توجه أو يوجه القسط الأكبر منها إلى الاهتمام بالزراعة؟ هل نتحمل القروض ثم لا نجد قوتنا مؤمَّناً أمامنا؟ هل هذه تنمية؟ نتحمل الملايين بعد الملايين من الدولارات, ونتحمل أيضا فوائدها الربوية في ما بعد ولا نجد مقابل ذلك أمناً فيما يتعلق بالغذاء؟!.
أذهاننا منصرفة في مختلف مناطق اليمن عن المطالبة بهذا الجانب في كل انتخابات, في كل ما نسمع بقروض!.
أحزاب المعارضة نفسها لماذا لا تتحدث عن هذا الجانب بشكل مُلِح؟ المزارعون أنفسهم لماذا لا يتحدثون عن هذا الجانب بشكل ملح؟ أين هو الدعم للمزارعين؟ أين هو الدعم للزراعة؟ أين هو الدعم للجمعيات الزراعية؟ أين هي مراكز التسويق لاستقبال منتجات المزارعين؟ أين هو التخفيض للديزل نفسه الذي هو ضروري فيما يتعلق بالزراعة, والمواد الكيماوية الضرورية للمنتجات الزراعية؟) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويوضّح السّيد أنّ من الواجب على العلماء أن يكونوا في مقدّمة المطالبين ببناء الجانب الاقتصادي, والاهتمام بالجانب الزّراعي للأمّة, لأنّ الأمّة لا تستطيع أن تقف على أقدامها, وتدافع عن نفسها ودينها إلاّ إذا توفّر لها قوتها الضّروري الذي الزراعة أساسه وليس الاستيراد, ويؤكّد السّيد أنّ حاجة الأمّة للزّراعة في مجال نصر الإسلام أشدّ من حاجة المصلّي للماء للوضوء, فيقول: (من واجب العلماء أنفسهم الذين لا يمتلكون مزارع، ومن تأتيهم أقواتهم إلى بيوتهم عليهم هم أن يلحوا في هذا المجال؛ لأنه اتضح جليا أن الأمة لا تستطيع أن تدافع عن دينها, ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي ما تزال فاقدة لقوتها الضروري الذي الزراعة أساسه, وليس الاستيراد, أصبح شرطا، أصبح أساسا، أصبح ضروريا الاهتمام بجانب الزراعة في مجال نصر الإسلام أشد من حاجة المصلي إلى الماء ليتوضأ به.. هل تصح الصلاة بدون طهارة؟ إذا لم يجد الماء يمكن أن يتيمم فيصلي.
إذا كانت الصلاة لا بد لها من طهور بالماء أو بالتراب، فلا بد للإسلام, ولهذه الأمة التي تهدد كل يوم الآن تهدد، وتهدد من قبل من؟ تهدد من قبل من قوتها من تحت أقدامهم، من فتات موائدهم, لا بد لها من الاهتمام بجانب الزراعة، لا بد أن تحصل على الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحاجياتها الضرورية.
إذاً رأينا كيف لا تربية إيمانية، لا اهتمام بالجانب الاقتصادي للأمة، لا اهتمام بالجانب العلمي للأمة ما نزال منح دراسية, منحة بعد منحة إلى مختلف بلدان أوربا وما نزال شعوباً متخلفة.
يقال: أن المصريين هم انفتحوا على الغرب قبل الصينيين، وأين الصين وأين مصر؟!. الصين أصبحت دولة صناعية كبرى، والمصريين لا يزالون يواصلون منحاً دراسية، منحة بعد منحة، وهكذا اليمن, وهكذا البلدان الأخرى) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
ويؤكّد السيد أنّه لا بدّ من بناء الأمّة بناءً صحيحاً بحيث تكون أمّة معتمدة على نفسها في قوتها الضّروري, وتحقيق الاكتفاء الذّاتي لها, مبيّناً أنّ العمل على تحقيق الاكتفاء الذّاتي للأمّة, وتأمين قوتها الضّروري من مقوّمات الجهاد في سبيل الله, ومن كمال الإيمان, فيقول: (أليس من كمال إيماننا في مواجهة تهديد أعدائنا هو أن نكون أمة مجاهدة؟ أليس من كمال أن نكون أمة مجاهدة أن نكون أمة مكتفية معتمدة على نفسها في قوتها الضروري؟.. إذا فيصبح القوت الضروري، يصبح الاكتفاء الذاتي للأمة من كمال الإيمان, من كمال الإيمان.
ولكن من الذي يربينا هذه التربية من حكامنا فيهتم باقتصادنا, ويهتم بإيماننا، ويهتم بكل الأشياء التي تهيئ لنا أن نكون أمة تقف في وجه أعدائها، بل أمة تستطيع أن تتحمل الضربة من عدوها؟ للأسف البالغ وصلنا إلى الدرجة هذه: أن الشعوب لا تحلم بأن تواجه، بل ترى نفسها لا تستطيع أن تتحمل الضربة لفترة قصيرة) في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني.
وفي محاضرة "اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا" يبيّن السّيد أنّ الفرج لا يأتي إلاّ بعد الشّدّة, وأنّ الشّدّة هي عمليّة النّقلة الأولى نحو النّصر, مبيّناً أنّ من أبرز شدائد الدّنيا في هذا العصر هو الجانب الاقتصادي, فيقول: (لا يأتي الفرج إلا بعد شدة, ولو كانت الشدة هي عملية النقلة للخطوة الأولى, وقد يكون أبرز شدائد الدنيا في هذا العصر هو ما يتعلق بالجانب الإقتصادي) محاضرة اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا.
ويحثّ السّيد الشّعب على أن تكون مواقفه وأولويّاته أمام محطّات التّغيير, وفي الانتخابات, مركّزة على الاهتمام ببناء الجانب الاقتصادي والزّراعي, الّذي يحقّق للأمّة التّنمية الحقيقيّة, والقدرة, والقوّة في حياتها, ومواجهة أعدائها, فيقول: (نحن قلنا في الجلسة السابقة أنه يجب في كل إنتخابات أن نقول: نحن لسنا مستعدين أن نصوت لأحد إذا لم نراه يهتم بإقتصادنا, ببناء اقتصادي تقوم عليه أقدامنا, إقتصاد صحيح, تنمية حقيقية, زراعة) محاضرة لتحذن حذو بني إسرائيل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.