إذا استمرّ النّاس معتمدين على زراعة شجرة القات فلن يستطيعوا أن يقفوا المواقف الصحيحة والمسؤولة في مواجهة الأعداء, وأمام التحدّيات, والمخاطر, يقول السيد: (مع أننا نصيح من زراعة القات أنه ليس هو ما يجب أن نعتمد عليه باستمرار، هذه شجرة إذا ظل الشعب معتمداً عليها باستمرار فبالتأكيد لا يستطيع أن يكون له موقف من أعداء الإسلام، هذه الشجرة لا تستطيع أن تمضغها إلا بعد أن يكون بطنك ممتلئاً وأنت شابع، أما إذا كنت جائعاً فهل تستطيع أن تمضغ القات؟ .لا.
إذاً فبالنسبة للقات، بالنسبة لشجرة القات، مناسب أن تكون لنا نظرة صحيحة بالنسبة لهذه الشجرة، هي في الواقع نعمة، لكن أعتقد أنها أشبه شيء بنعمة مؤقتة من جانب الله سبحانه وتعالى في فترة التيه.. هذه الأمة خاصة نحن اليمنيين في فترة التيه كما كان بنوا إسرائيل، والله سبحانه وتعالى رحيم, فالقات بالنسبة لنا كأنه أشبه شيء بطائر السلوى الذي منحه الله بني إسرائيل أيام التيه، المن والسلوى) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
العمل على تصحيح وضعنا
أكّد السّيد على ضرورة العمل على تصحيح وضعنا الدّاخلي, ليعيد الله إلينا بركات السّماء والأرض, فنستطيع أن نزرع الحبوب, والبقوليّات, والخضروات, والأشياء الضروريّة الّتي تساعدنا على النّهوض بمسؤوليّتنا, والوقوف في مواجهة أعدائنا, لأنّ القات لن يقدّم لنا شيئاً في تحقيق القدرة الذاتيّة على مواجهة الأعداء, وتبنّي المواقف الصحيحة, ويؤكّد السّيّد أنّ من مقدّمات, وبدايات العودة الصّادقة إلى الله, وتصحيح الوضع, هو تبنّي المواقف الّتي يمليها علينا ديننا في مواجهة أعدائنا, فيقول: (لنعد إلى أنفسنا فنصلحها، نصلح أوضاعنا، ليعيد الله سبحانه وتعالى بركات السماء والأرض إلينا من جديد؛ لأنه في الواقع بالنسبة للقات، محصول القات عندما تبيع فيجتمع لديك مبلغا من المال، ماذا ستعمل بهذا المبلغ؟ ألست ستشتري حبوبا، وتشتري مواداً غذائية، تشتري فول من الصين وفاصوليا من الصين وعدس من تركيا، وتشتري بقوليات من خارج، وحب من خارج، تشتري ملابس من خارج، تشتري بهذا كله من خارج، أليس بالإمكان أن يعمل الناس ليتوفر ما يحتاجون إليه داخل بلدهم؟. لكن متى؟ متى ما حاولنا أن نصحح وضعيتنا فنخرج من حالة التيه، حتى لا نعد محتاجين إلى طائر السلوى، كما احتاج بنو إسرائيل, هل كان طائر السلوى ممكن أن يكون بديلاً عن الأغنام والأبقار والإبل؟ مؤقتاً، نعمة مؤقتة، فالقات هو نعمة مؤقتة، ولكن في نفس الوقت يجب أن نشكر الله عليها, في نفس الوقت يجب ألا يترسخ لدينا بأنها هي الشجرة التي يجب أن تبقى, فأزرعها أنا ويزرعها أولادي من بعدي، ثم أولادهم وهكذا.
ما دمنا مفتقدين إلى تأمين غذائنا فلا نستطيع أن نعمل شيئاً، ولو كانت كل الصحاري قات، ولو كانت كل الجبال قات، لا نستطيع أن نقف موقفاً واحداً ضد أعداء الله، أصبحت حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجة المسلمين إلى السلاح.. هل تفهمون هذا؟ حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجتنا إلى السلاح في ميدان وقفتنا ضد أعداء الله.
الغذاء، القوت الضروري لا تستطيع أن تقف على قدميك وتصرخ في وجه أعدائك وأنت لا تملك قوتك، وإنما قوتك كله من عندهم, ولكن نحن نقول أن اتخاذ المواقف هو في نفس الوقت من مقدمات العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أو بداية العودة إلى الله لنعد إلى أنفسنا، فنراه سبحانه وتعالى يطلب منا ويأمرنا بأن نكون أنصاراً لدينه، وأن نعتصم جميعاً بحبله، وأن نكون أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعو إلى الخير، تقوم بهذه المهمة في الناس جميعاً, فأملنا كبير في الله سبحانه وتعالى أن يعيد إلينا بركات السماء والأرض، فيستطيع الناس أن يعودوا إلى زراعة الحبوب، وزراعة مختلف الأصناف من الثمار التي هم بحاجة ماسة إليها) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
تصحيح النّظرة إلى القات
يقدّم السّيد رؤية صحيحة تجاه شجرة القات باعتبارها نعمة مؤقتة, وجرعة إسعافيّة منّ الله بها على الناس في هذه الظّروف والمرحلة, وشجرة القات أشبه شيئاً بنعمة المنّ والسّلوى الّتي منّ الله بها على بني إسرائيل في مرحلة التّيه, فيقول: (إذا كنا نعتقد أو كانت أنفسنا مطمئنة هكذا إلى أن هذه الشجرة أصبحت هي الشجرة الرئيسية التي نزرعها فيزرعها أبناؤنا من بعدنا إلى آخر أيام الحياة، هذه نظرة خاطئة فعلاَ، هذه نظرة خاطئة, ولكن لا نعتبرها مصيبة، ولا نعتبرها طامة في ظروف كهذه.. لا.. هي نعمة في ظروف كهذه، هي رحمة من الله، رحمة من الله كما رحم بني إسرائيل بطائر السلوى في فترة التيه، وهم تائهون في صحراء سيناء، فكثير من الناس يلعنون هذه الشجرة، يلعنونها وينسبون إليها كل سوء!. هي رحمة، هي نعمة، ولكن في نفس الوقت ليحذر أولئك الذين يعملون على أن يبدلوا نعمة الله كفراً، وأن يحلوا قومهم دار البوار، من يبيعون القات فيدخلون في مبايعات محرمة، يدخلون في مبايعات فيها الكثير من الأيمان الفاجرة، فيها الكثير من الكذب, لا يجوز للناس أن يبدلوا نعمة الله كفراً، ماذا لو ضرب الله هذه الشجرة، ونحن في أوضاع كهذه؟. ماذا سنعمل؟) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
لا بدّ من العودة إلى الله
يؤكّد السّيد أنّنا نعيش في ظروف صعبة جدّاً, وحالة سيئة وخطيرة, لا مخرج لنا منها إلاّ بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى, فالجانب الزّراعي يعتمد على الماء, والماء بيد الله سبحانه وتعالى, والحلول الصحيحة, والمعالجات الناجحة هي في الاستقامة على دين الله, والعودة الصادقة إليه, حتّى يغيثنا بجرعات إسعافيّة تساعدنا على النّمو الاقتصادي, والزّراعي, فيقول: (لو حاول الناس أن يزرعوا حبوباً من جديد، فحتى لو قلنا بالإمكان أن يكون هناك مضخات فالماء في الأرض قد ضرب أيضاً, الله بيده كل شيء، هو مالك الملك، إذا كنت تعتقد بأن بإمكانك أن تستغني عن المطر.. هي مؤشرات خطيرة، نقول للناس لا بد من عودة إلى الله، وحتى لو قلنا الحكومة نفسها تعمل شيئاً ماذا يمكن أن تعمل؟.
أن تعمل مضخات، الماء في الأرض مشرف على الانتهاء، تعمل سدوداً، السدود تحتاج إلى أمطار، ثم إذا جاء سد، يكون الناس بحاجة إلى اغترافه لبيوتهم ومواشيهم، بالدرجة التي لا يكادون يوفرون إلا القليل للزراعة، ثم في هذه الجبال الشاهقة أين مواقع السدود الكبيرة التي يمكن أن تكون سدوداً كبيرة تكفي لسقي المزارع وحاجات البيوت والمواشي؟.
لا مجال إلا العودة إلى الله سبحانه وتعالى، فنشكر الله على هذه النعمة، نبتعد عن الأيمان الفاجرة، عن الكذب، عن الغش، عن الخيانة، لا يلهينا العمل في التجارة في هذه الشجرة عن ذكر الله تعالى، عن أن تؤدي بنا إلى التقصير في طاعة الله تعالى، هذه نعمة سنحولها إلى كفر.
نشكر الله سبحانه وتعالى عليها وفي نفس الوقت نحاول أن نهيئ أنفسنا بالشكل الذي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعيد علينا بركات السماء وبركات الأرض.. ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾[الأعراف: من الآية96] هذا وعد من الله سبحانه وتعالى ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾[نوح:12] أليس هذا من وعود الله سبحانه وتعالى؟.﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾ [الجن:16].
والحياة مرتبطة بالماء، الأرزاق مرتبطة بالماء، بل حريتنا مرتبطة بالماء، بل نصر ديننا مرتبط بالماء، والماء بيد من؟ خزائنه بيد الله تعالى.. فالله سبحانه وتعالى متى ما رجعنا إليه فهو رحيم بنا، هو من يرحمنا حتى ونحن في حالة الإعراض عنه فيسعفنا بجرعات اقتصادية، ليست كالجرعات الاقتصادية التي تأتي من قبل الحكومة كرفع أسعار ونحوها، بل يعطينا أشياء يهيئ لنا المعيشة بأشياء في حالة مؤقتة حتى نصحح وضعيتنا، وحتى يمكننا أن نعود إلى وضعنا الطبيعي، وضعنا الطبيعي الذي يمكِّننا من أن نعتمد على أنفسنا، فيما يتعلق بغذائنا، فيما يتعلق بحاجاتنا ـ ولو على الأقل ـ الضرورية.
حتى البيضة تأتي من خارج، الدجاجة تأتي من خارج، كل ما بين أيدينا كل ما في مطابخنا، كل ما في أسواقنا كله من خارج، من عند أعدائنا، أليست هذه وضعية سيئة، وضعية خطيرة جداً) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
خطورة الإستمرار في زراعة القات
يؤكّد السّيد أنّ الإصرار على الاستمرار في زراعة القات, معناه أنّنا لسنا مستعدين أن نكون من أنصارالله, ولا للوقوف في وجه المفسدين في الأرض, داعياً إلى العمل على تهيئة وضعيّتنا بالشّكل الصّحيح حتّى نتمكّن فيها ومعها من العودة إلى الله, والعمل على إعلاء كلمته, ونصر دينه, فيقول: (ثم إذا كنا مصرين على أن نزرع القات جيلاً بعد جيل، هذا أيضاً من الإصرار على أننا لسنا مستعدين على أن نقف موقفاً يرضي الله سبحانه وتعالى، في مجال نصر دينه، وإعلاء كلمته، وأن نقف في وجه المفسدين في الأرض: اليهود والنصارى وأوليائهم.. إذا كنت مصرًّا على زراعة القات باستمرار وأن تورثها للأجيال من بعدك فأنت مصر على قعودك عن نصر دين الله؛ لأن الله عندما يقول لنا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ﴾[الصف: من الآية14] يأمرنا بأمر يوجب علينا أن نهيئ وضعيتنا بالشكل الذي نستطيع أن نكون فيه ممن يحقق نصر الله، ومنه الجانب الاقتصادي، تأمين غذائنا.
فليحاول الناس ـ وقد كثرت الأسر ـ أن يحرثوا أي أماكن لا تزال غير مزروعة، يحرثونها وليس كل مكان يجهزونه للزراعة يغرسونه قات، يحاول الناس أن يزرعوا الحبوب، ولو بنسبة بسيطة، ونرجع قليلاً قليلاً إلى وضعنا الطبيعي في رجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى من خلال رجوعنا إلى الله قليلاً قليلاً حتى نعود بالشكل الذي يريد الله سبحانه وتعالى أن نكون عليه) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.