يؤكّد السّيد في الدّروس والمحاضرات أنّ حاجة الأمّة لبناء وتقوية الجانب الاقتصادي في هذه المرحلة, أهمّ بكثير من حاجتها للسّلاح, لأنّها إذا ملكت السّلاح, ولم تملك الغذاء, فلن تستطيع أن تعمل شيئاً, وستبقى أمّة ضعيفة, خانعة, ذليلة, مستسلمة لهيمنة أعدائها, ويؤكّد على أنّ حاجة المسلمين اليوم للغذاء أشدّ من حاجتهم للسّلاح, ففي محاضرة معرفة الله الدرس الخامس يقول السّيد:
(أصبحت حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجة المسلمين إلى السلاح), ويضيف في نفس الدّرس والصفحة قائلا:
(حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجتنا إلى السلاح في ميدان وقفتنا ضد أعداء الله) معرفة الله الدرس الخامس.
ويبيّن السّيد أنّ الأمّة الّتي لا تمتلك قوتها وغذائها لن تستطيع أن تقف في مواجهة أعدائها, فيقول:
(لا تستطيع أن تقف على قدميك وتصرخ في وجه أعدائك وأنت لا تملك قوتك) معرفة الله الدرس الخامس.
ولا يمكن للأمّة أن تتحرّر من هيمنة أعدائها, وتمتلك قرارها, إلاّ بتحررها الغذائي والاقتصادي, واعتمادها على ذاتها, وتحقيق الاكتفاء الذّاتي لها, يقول السيد: (متى ما زرعنا ملكنا قوتنا, متى ما ملكنا قوتنا استطعنا أن نقول لا, إستطعنا أن نصرخ في وجوههم, إستطعنا أن نتخذ القرار الذي يليق بنا) محاضرة من نحن ومن هم.
إذاً كان من المفروض على السُّلطات الحاكمة في الدّول العربيّة والإسلاميّة أن تهتمّ بالجانب الزّراعيّ والاقتصاديّ, وأن توليه جلّ اهتمامها وأولويّاتها, لكنّ ما نجده هو العكس من ذلك تماماً, فنجد أنّ وزارات الزّراعة أصبحت وزارات شكليّة فقط خالية من أيّ مهام, أو أنشطة زراعيّة, يقول السّيد: (تجد وزارة الزراعة في أي بلد عربي هي أحط الوزارات, وأقل الوزارات نشاطا.. في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة, ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من استراليا ومن الصين وغيرها, واليمن يكفي لو زرع لليمن ولغير اليمن) محاضرة يوم القدس العالمي.
خطورة الإستمرار في زراعة القات
وضّح السّيد في الدّروس والمحاضرات خطورة الاستمرار في زراعة القات وتوريثه للأجيال, ودعا إلى ضرورة التّفكير في البدائل المناسبة مع تغيّر الظّروف, والتحديات, والمناخ, لأنّ مما اُشتهرت به مناطق الشّمال والوسط في اليمن, وخصوصاً في الفترة الحاليّة هو الاعتماد على زراعة القات, والانهماك فيه, وقد قدّم السّيد الرّؤية والنّظرة الصحيحة تجاه شجرة القات, وكيفيّة التّعاطي معها.
التفكير في زراعة البديل
دعا السّيد إلى ضرورة التّفكير في زراعة البديل عن شجرة القات, فقد تتغيّر العوامل, والظّروف المشجّعة على الاستمرار في زراعة هذه الشجرة, فيقول: (الناس الآن مثلاً في هذه البلدان في الأرياف، في معظم أرياف اليمن يعيشون على القات وبشكل كبير، لو نسألهم: ما هو البديل الذي أنتم تتصورون بأنه يمكن أن يكون بديلاً فيما لو أصبحت هذه الشجرة لا قيمة لإنتاجها؟ مثلا تقفل السعودية فلا يستقبل القات، فيبقى متراكما، فتضطرون إلى قلع هذه الأشجار عندما تصبح لا قيمة لمحصولها، ما هو البديل في أذهانكم؟. هل هناك بديل؟.
نحن نقول في بعض الأحيان أن الناس يحاولون أن يفكروا في بديل إذا أمكن، يجربوا في هذه المناطق إذا كان بالإمكان زراعة بعض أنواع الأشجار الأخرى التي يمكن أن تكون بديلاً عن القات، ربما مع تغير الظروف والمناخ من عام إلى عام قد يتحول المناخ في هذه المناطق إلى مناخ بارد جداً قد لا يصلح للقات, ربما السعودية يتغير وضعها الاقتصادي فتصبح هذه الشجرة لا قيمة لها؛ لأن المعلوم هو أن ما جعل للقات قيمة كبيرة هو أنه يمشي إلى السعودية، أليس كذلك؟.
التخازين في البلاد قليل، أليس معظم الناس يخزنون مجانا؟. يحاولون أن يفكروا أن يبحثوا عن أنواع أخرى. وليس من منطلق أنهم فيما إذا ضرب الله هذه الشجرة، نحن لسنا بحاجة إليها، سنفكر في نوع آخر وعندنا بديل آخر! لا) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
شجرة القات نعمة مؤقتة
تعتبر شجرة القات نعمة مؤقّتة في الظّروف الحاليّة, نظراً لظروف الوضع الراهن, ولغياب الاهتمام بالجانب الاقتصاديّ والزّراعيّ من قبل الدّولة, فيقول: (أعتقد بأنها من جهة ـ والله أعلم ـ هذه الشجرة قد تكون نعمة كبيرة للناس في هذه الظروف فقط، في هذه الظروف الخاصة، في حالة قلة الأمطار، في حالة عدم تمكن الناس من زراعة أشياء كثيرة، حيث لا دعم من جانب الدولة للمزارعين, هذه الشجرة التي تعيش في مختلف أنواع التربة، وتتحمل العطش بنسبة كبيرة، وتأتي في السنة بأكثر من محصول، تعتبر نعمة كبيرة على الناس، والناس يفهمون هذا أنها نعمة كبيرة، حتى كثير يقول: لو لا نعمة الله علينا بهذه الشجرة لكانت وضعية الناس سيئة, التعداد السكاني متزايد كل سنة، أصبحت الأسر ما بين عشرين شخص إلى خمسة عشر شخصاً، ما بين ثلاثين إلى عشرة إلى اثنا عشر, فيأتي الرزق بواسطة هذه الشجرة, إذاً أشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، حتى وإن كان في الواقع أن وضعيتنا تفرض علينا أن نهتم بزراعة الأشياء التي هي ضرورية بالنسبة لنا كالحبوب، والبقوليات الأخرى، ولكن هذا يحتاج إلى دعم من الدولة، وأيضاً يحتاج إلى دعم إلهي) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
خطورة الفساد على الزّراعة
ظهور وانتشار الفساد في كلّ مستوياته يمثّل تهديداً كبيراً للجانب الاقتصادي والزّراعي, ويؤدّي إلى قلّة وشحّ الأمطار, بسبب الفساد الذي ينخر مؤسّسات الدّول, وكذلك الفساد الاجتماعي, والأخلاقي, أدى إلى ضعف الجانب الاقتصادي والزّراعي, فلم يعد النّاس متمكّنين من زراعة الحبوب, والبقوليات, والأشياء الّتي تؤمّن لهم القوت الضّروري والغذائي, يقول السيد: (نحن قد فسدنا، نحن فسدنا فلم تعد البركات بالشكل الذي كنا نسمع عن أجيال سابقة، الأمطار قلَّت، أليس كذلك؟ الأنهار أيضاً قلت وانتهى بعضها، وتلك المناطق التي كان يعتمد الناس فيها على الآبار الارتوازية أيضاً قلت المياه فيها بشكل كبير, ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾[الروم: من الآية41] فلم ير الناس أنفسهم متمكنين من زراعة الحبوب، ومن زراعة البقوليات الأخرى حتى يوفروا أو يؤمنّوا غذاءهم لأنفسهم, يؤمنّوا لأنفسهم الغذاء, السماء لم تعد تعطي بركاتها، الأرض لم تعد تعطي بركاتها، فسدنا كلنا، كبيراً وصغيراً، كما قال الإمام علي (عليه السلام) ((إذا فسد السلطان فسد الزمان)), أولسنا نسمع من الدولة نفسها أنهم يشكون من الفساد المالي، والفساد الإداري، والفساد في القضاء، وفي الجانب الأمني وفي مختلف المجالات، في الجانب التعليمي، في الجانب الصحي، في مجالات كثيرة، ألسنا نسمع وهم يشكون؟. ألستم تسمعون برنامج يقدم [من هو المسئول] أليسوا يعالجون فيه أو يتحدث من المسؤول عن أخطاء في هذا المجال، أو هذا المجال، أو هذا المجال, فساد على مستوى الدولة والشعب؟.
لكن ماذا؟ يبدو وكأن الله سبحانه وتعالى منحنا جرعة إسعافية مؤقتة لسكان الأرياف.. القات، من شمال اليمن إلى معظم المناطق الغربية هذه، معظم المناطق الغربية في محافظة صعدة ومحافظة حجة، وإب.. وهكذا، يعتمد الناس فيها على القات، في محافظة صنعاء وعمران والمحويت والجوف يعتمدون فيها على القات) معرفة الله نعم الله الدرس الخامس.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.