
يؤكّد السّيد أنّ من أضرار ومخاطر الرّبا الاجتماعيّة أنّه يؤدي لخلق حالة من التباين ما بين النّفوس, ويحطّم ويدمّر العلاقات الاجتماعيّة, فيتحوّل المجتمع إلى فئتين, الفئة الأولى: فئة أصحاب رؤوس الأموال والتّجار, والفئة الثانية: فئة الفقراء, ومحدودي الدّخل, وتعيش كلّ فئة منفصلة عن الأخرى, فتسود في المجتمع حالة غير طبيعيّة, وغير إيمانيّة من الانقسام والتّفرّق, والنّقمة, والبغضاء, وتَغيبُ قيم الرّحمة, والمودّة, والتّكافل, والعطف, والإحسان, وحبّ الخير, فتؤثّر هذه الحالة على المجتمع من النّاحية الاقتصاديّة, وتؤثّر عليه في تحمّل مسئوليّاته, والقيام, والنّهوض بها في مختلف المجالات, يقول السّيد: (ولهذا في الأخير يتحول المجتمع كما يقولون إلى: فئتين، فئة أصحاب رؤوس الأموال المفصولين عن المجتمع تماماً لا رحمة ولا عاطفة ولا يلحظ في نفسه ما يسمى فعل خير أبداً، وطبقة المجتمع هذه الفقيرة المغلوبة أيضاً ترى نفسها في وضعية تتمنى أن تتحطم تلك الأموال، وأن تتهدم تلك البنايات، وأن تتفجر تلك المصانع، وأشياء من هذه! أليس هذا يوجد تبايناً فيما بين النفوس؟ لأن العلاقة الحسنة فيما بين الناس وما بين أصحاب رؤوس الأموال وما بين الفقراء وأصحاب الحالات المتوسطة قضية هامة جداً في تنمية المجتمع، في نمائه من الناحية الإقتصادية، قضية هامة، وفي نفس الوقت في بقائه مجتمعاً قادراً على أن ينهض بمسؤولياته في مختلف القضايا: في مجال إعلاء كلمة الله، في مواجهة أعداء الله) سورة البقرة الدرس الثاني عشر.
ويوضّح السّيد أنّ تحريم الرّبا، والتّهديد، والوعيد الشّديد للمرابين، وإعلان الحرب عليهم من قبل الله ورسوله تدلّ على أنّ هذا الدّين يهتمّ جدّاً بالنّاس، ويعتبر رحمة للعالمين, ويمثّل رحمة ورعاية لهم في كلّ مجالات حياتهم, يقول السّيد: (فتحريم الربا والتهديد للمرابين وإعلان الحرب أليس في هذا ما يدل على أن هذا الدين يهتم جداً بالناس، أنه رعاية للناس، أنه رحمة للناس؟ أي هل موضوع الربا هذا فيه ضر على الله سبحانه وتعالى؟ لا، لكن فيه إضرار بالناس، والله جعل كتابه رحمة للعالمين، وجعل رسوله رحمة للعالمين، فدينه كله بكتابه ورسوله وكل ما يهدي إليه رحمة للعالمين في كل المجالات بما فيها الجانب الإقتصادي، جانب المعيشة، جانب المال، لم يقل: [هذه دنيا] هل هنا مسألة: [هي دنيا]؟ يعلن حرباً شديدة على المرابين،
اقراء المزيد