مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يؤكّد السّيد أنّ من أضرار ومخاطر الرّبا الاجتماعيّة أنّه يؤدي لخلق حالة من التباين ما بين النّفوس, ويحطّم ويدمّر العلاقات الاجتماعيّة, فيتحوّل المجتمع إلى فئتين, الفئة الأولى: فئة أصحاب رؤوس الأموال والتّجار, والفئة الثانية: فئة الفقراء, ومحدودي الدّخل, وتعيش كلّ فئة منفصلة عن الأخرى, فتسود في المجتمع حالة غير طبيعيّة, وغير إيمانيّة من الانقسام والتّفرّق, والنّقمة, والبغضاء, وتَغيبُ قيم الرّحمة, والمودّة, والتّكافل, والعطف, والإحسان, وحبّ الخير, فتؤثّر هذه الحالة على المجتمع من النّاحية الاقتصاديّة, وتؤثّر عليه في تحمّل مسئوليّاته, والقيام, والنّهوض بها في مختلف المجالات, يقول السّيد: (ولهذا في الأخير يتحول المجتمع كما يقولون إلى: فئتين، فئة أصحاب رؤوس الأموال المفصولين عن المجتمع تماماً لا رحمة ولا عاطفة ولا يلحظ في نفسه ما يسمى فعل خير أبداً، وطبقة المجتمع هذه الفقيرة المغلوبة أيضاً ترى نفسها في وضعية تتمنى أن تتحطم تلك الأموال، وأن تتهدم تلك البنايات، وأن تتفجر تلك المصانع، وأشياء من هذه! أليس هذا يوجد تبايناً فيما بين النفوس؟ لأن العلاقة الحسنة فيما بين الناس وما بين أصحاب رؤوس الأموال وما بين الفقراء وأصحاب الحالات المتوسطة قضية هامة جداً في تنمية المجتمع، في نمائه من الناحية الإقتصادية، قضية هامة، وفي نفس الوقت في بقائه مجتمعاً قادراً على أن ينهض بمسؤولياته في مختلف القضايا: في مجال إعلاء كلمة الله، في مواجهة أعداء الله) سورة البقرة الدرس الثاني عشر.

ويوضّح السّيد أنّ تحريم الرّبا، والتّهديد، والوعيد الشّديد للمرابين، وإعلان الحرب عليهم من قبل الله ورسوله تدلّ على أنّ هذا الدّين يهتمّ جدّاً بالنّاس، ويعتبر رحمة للعالمين, ويمثّل رحمة ورعاية لهم في كلّ مجالات حياتهم, يقول السّيد: (فتحريم الربا والتهديد للمرابين وإعلان الحرب أليس في هذا ما يدل على أن هذا الدين يهتم جداً بالناس، أنه رعاية للناس، أنه رحمة للناس؟ أي هل موضوع الربا هذا فيه ضر على الله سبحانه وتعالى؟ لا، لكن فيه إضرار بالناس، والله جعل كتابه رحمة للعالمين، وجعل رسوله رحمة للعالمين، فدينه كله بكتابه ورسوله وكل ما يهدي إليه رحمة للعالمين في كل المجالات بما فيها الجانب الإقتصادي، جانب المعيشة، جانب المال، لم يقل: [هذه دنيا] هل هنا مسألة: [هي دنيا]؟ يعلن حرباً شديدة على المرابين،

والربا هو في موضوع المال، أليس موضوع دنيا؟ لأن فيه إضرار بالآخرين، لم يقل للآخرين: [اصبروا وما عليكم شيء وما هي إلا دنيا] يجب أن يتوقفوا، ولهذا قام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وأعلن بأن »كل ربا تحت قدمي هاتين« كما قال، وأول ربا يضع ربا العباس بن عبد المطلب عمه؛ لأنهم كانوا يتعاملون سابقاً في الجاهلية بالربا، ألغاه وصادره قد صار مصادراً) سورة البقرة الدرس الثاني عشر.

ويؤكّد السّيد أنّ الرّبا يمثّل مشكلة كبيرة وخطيرة جدّاً على الشّعوب بكلّها, وعلى الدّول أيضاً, وأنّ الكثير من الدّول والشّعوب العربيّة والإسلاميّة مثقلة ومنهكة بالدّيون الربويّة الّتي تحول دون نهضتهم وتحرّرهم, كلّ ذلك بسبب السّياسة الماليّة الرّبويّة الّتي تنتهجها البنوك والدول مع الشّعوب, يقول السّيد: (عندما تجد هنا في موضوع الربا فيما يتعلق بالتعامل فيما بين الشعوب نفسها، شعب من الشعوب يقترض مبالغ وتكون على هذا النحو فيها ربا فلا تدري إلا وقد المبالغ التي هي الربا وحده، الزيادات قد صارت أكثر من المبلغ الأصلي، من المبلغ الرئيسي الذي استلمه أو حول له بشكل مواد أخرى، لم يعد يستطيع الناس يتخلصون منه! الآن معظم الشعوب العربية مليئة بالديون، ترى ما يمثله رأس المال الحقيقي، المبلغ الحقيقي لم يعد يعتبر إلا ربما نصف أو أقل من النصف! صارت الزيادة تلك الأرقام الكبيرة التي تطلع مليارات الدولارات كلها ربا كلها الزيادات التي في كل سنة، نسب معينة.

﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:281] هذا تذكير باليوم الآخر سيلقى جزاءً حاصلاً معظم آيات بقية [سورة البقرة] حول موضوع المال فيما يتعلق بالتعامل معه وكيف أثر المال) سورة البقرة الدرس الثاني عشر.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر