من أهم الغايات في الدين، وفي رسالات الله سبحانه وتعالى هي تحمل المسؤولية، تربية الإنسان حتى يتحمل المسؤولية وليعرف أنه إنسان مسؤول له دور مهم في الحياة، وأتباع الرسالة الإلهية، من ينتمون للإسلام، من يدَّعون الإيمان لهم مسؤولية حمَّلهم الله إياها وهي مسؤولية عظيمة مشرّفة يحظون من خلالها بأن يكون الله معهم وأن ينصرهم وأن يعزهم وأن يمكّنهم في أرضه، وإذا تخلوا عنها يكون نصيبهم الخذلان والضعف والعجز والوهن وتتسلط عليهم الأمم؛ ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى مخاطبًا أمة الرسالة، أمة محمد، أتباع محمد، المنتمين إلى دين محمد‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم›: {كُنْتُمْ خَيْرَ أمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ }[آل عمران: 110].
هكذا أراد الله لأمة الرسالة أن تكون أمة مسؤولة: آمرةً لكن تأمر بالمعروف وتحقق المعروف وتسعى لإقامة المعروف واقعًا في الحياة، أمة ناهية تنهى عن المنكر وتزيل المنكر وتطهر ساحتها الداخلية ومجتمعها الداخلي من المنكر، ثم تنهى الأمم الأخرى عن المنكر، وتصلح في عباد الله وتصلح في أرض الله، ولن يحمّل الله أمة الرسالة هذه المسؤولية ويتخلى عنهم، لا. بل ويكون هو معهم، يكون هو وليّهم، يكون هو ناصرهم، يكون هو من يمكّن لهم، يكون هو من يقذف الرعب في قلوب أعدائهم.