كما هي العادة، كما نشاهد اليوم كان البعض من أولئك من كفار مكة ومن مشركي مكة كانوا يعتبرون لأنفسهم الفضل هم وليس لله ولبيته الحرام ولوجود بيته الحرام الفضل عليهم. اليوم كما نشاهد النظام السعودي الذي يستغل البيت الحرام ويستغل فريضة الحج ويستغل العمرة أيضًا في الحصول على أموال هائلة جدًّا باعتبارها أكبر معلم سياحي ديني في العالم ولا يماثله معلمٌ آخر - ربما - في التوافد إليه، في الحرص على الوصول إليه، في زيارته، في الحج إليه، يستفيد منه الأموال الكثيرة، يستفيد منه على مستويات أخرى، يحاول أن يستغل سيطرته وهيمنته عليه حتى على المستوى السياسي وعلى سائر المستويات مع كل ذلك يتمنن وكأنه هو من له المنّة في وجود البيت الحرام في مكة وكأنه هو الذي يخدم هذا البيت وليس يستغله ويكسب منه، والذي يعطيه لا يساوي شيئًا أبدًا بقدر ما يأخذهُ ويكسبهُ ويستفيده، وهذا معلوم.
على كلٍّ ذلك المجتمع وتلك البيئة القليل القليل منها هم الذين أسلموا هم الذين استجابوا لرسالة الله سبحانه وتعالى، هم الذين انفتحوا على دين الله سبحانه وتعالى ومبادئه وقيمه أما الآخرون فقد قال الله عنهم:{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[يس:7] لم يؤمن منهم إلا القليل، الأكثر لم يؤمنوا حتى فيما بعد، لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم، النبي ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› بالرغم من طيلة المدة التي قضاها في مكة ثلاثة عشر عامًا كما في بعض الأخبار والروايات لم يؤمن إلا دون الألف مع بعض الإحصائيات مع جهدٍ كبيرٍ بذلهُ هناك.