مـوقع دائرة الثقافة القرآنية –العراق–25جمادى الأولى1442هــ
أعرب تحالف الفتح عن استنكاره الشديد وإدانته لقرار وزارة الخزانة الأميركية، محذرًا "بقوة من أن هذه المواقف هي استهداف للحشد كمؤسسة رسمية وعقيدة وطنية شعبية مجاهدة وليس فقط رئيسها وقياداته.
وقال تحالف الفتح في بيان "إن التعدي السافر على الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد يكشف عن حجم التدخلات السلبية للإدارة الأميركية وانتهاجها للسبل والمخططات التي تروم إضعاف العراق شعباً وحكومةً".
ولفت إلى أن "الشعب العراقي وجميع المنصفين في العالم يعلمون جيداً بأن الحشد الشعبي لا يعمل إلا من أجل مصالح هذا الشعب، وتنفيذ مطالبه في الحياة الحرة الكريمة"، مؤكداً أن "الأخ الفياض شخصية وطنية مجاهدة عاشت هموم التحرير ورسالة الحشد الشعبي وتفاعلت مع قضايا الأمة وهمومها بتنفيذ المطالب الاجتماعية وتحقيق أهداف العراقيين في الانتقال إلى الدولة الخادمة لا الدولة المخدومة".
وقال البيان "نتمنى أن تكون العقوبات المفروضة هي آخر أوراق الطيش الترامبي في الإدارة الأميركية السابقة، كما نؤكد عدم تأثيرها في مجرى السياسة العراقية، بل ستزيد الحشد وقيادته وألويته الوطنية قوة وإصراراً مستمراً ببركة دماء قادته الشهداء في تأدية مهامها على طريق بناء العراق السيد المستقل".
من جانبها أعربت وزارة الخارجية العراقية عن استغرابها من القرار، مؤكدة أنه "مثّل مفاجأة غير مقبولة".
بدوره، دعا مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي واشنطن إلى "تصحيح خطأ فرض عقوبات على شخصية حكومية عراقية".
وقال الأعرجي في تغريدة على "تويتر" إنه "ليس من الصحيح أن يكون اسم رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ضمن قوائم العقوبات الأميركية".
من جهته، اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي أن القرار الأميركي "يعدّ انتهاكاً سافراً لسيادة الدولة العراقية"، مؤكداً أن المجلس "يرفض ويدين بشدة القرار، فالحشد مؤسسة خاضعة لقيادة القائد العام للقوات المسلحة".
وأضاف أن الفياض "شخصية حكومية ووطنية مجاهدة، وقرار الخزانة الأميركية هو إمعان في عدوانية الإدارة الأميركية للحشد التي جسدتها باغتيال قادة النصر، وقصف مقرات الحشد، وقتل عشرات المجاهدين، وهو أيضاً تصعيد خطير، ويستوجب من الحكومة موقف رسمي صارم وحازم تجاه ذلك".
وأكد أن المضي بتنفيذ قرار إخراج القوات الأميركية "من شأنه وضع حد لهذا الاستخفاف والتدخل بالشأن العراقي".
وفي السياق، قال عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى أحمد مدلول الجربا إنه "رغم الاختلاف مع الفياض، إلا أنه هذا لا يعني أننا نؤيد أو نشجع عقوبات الخزانة الأميركية التي صدرت بحق".
ودان الجربا العقوبات قائلاً إنها "مجافية للواقع والحقيقة وسوف نقف معه ونسانده حتى تنتهي أزمته بالكامل".
كلام الأعرجي والجربا يأتي عقب فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الفياض، التي اعتبرته "على صلة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان"، وقالت: "سنواصل محاسبة من يمنع العراقيين من الاحتجاج السلمي وتحقيق العدالة واجتثاث الفساد"، على حد تعبيرها.
وعلّق القيادي في حركة النجباء هاشم الموسوي في حينها قائلاً إن "استهداف الفياض مشروع أميركي فاشل بعد عجزهم عن حل الحشد والتآمر عليه".
وكان الفياض قال أمس في كلمة ألقاها خلال المهرجان التأبيني الكبير الذي أقيم في محافظة البصرة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد "قادة النصر"، إن الرد على اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، "هو بإخراج القوات الأجنبية"، لافتاً إلى أن "قرار البرلمان العراقي كان هو الرد الأول ولن نتنازل عنه أبداً".
واغتيل سليماني والمهندس، في 3 يناير، في غارة أميركية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد.
المصدر : وكالات