مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير – 18 صفر 1445هـ
وسط التهديدات “الإسرائيلية” بالعودة لسياسة الاغتيالات، وفي ظل أزمات العمق الصهيوني المتعددة، يخرج قادة محور المقاومة في لقاء هام جمع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري.
هذا الاجتماع الذي ضم قادة محور المقاومة، ناقش الوضع في الضفة المحتلة، وتصاعد المقاومة، وكذلك التهديدات “الإسرائيلية” الأخيرة، لم يخلُ من التأكيد على الموقف الثابت والراسخ لكلّ قوى محور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني واحتلاله وغطرسته وأهمية التنسيق والتواصل اليومي والدائم بين حركات المقاومة، خصوصًا في فلسطين ولبنان لمتابعة كلّ المستجدات السياسية والأمنية والعسكرية واتخاذ القرار المناسب.
جاء الاجتماع في وقت هدد فيه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في جلسة لحكومة الاحتلال، بملاحقة قادة المقاومة في “غزة والضفة وفي كل مكان آخر”، ليشكل الاجتماع أهمية كبرى لها ما بعدها.
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تنامي وتيرة عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وتغوّلاً غير مسبوق من حكومة نتنياهو العنصرية الفاشية وحربها المتواصلة ضد الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية.
رسالة واضحة للعدو
حسن عبدو المحلل السياسي والمختص في شؤون الشرق الأوسط، أكد أن اللقاء الذي جمع القادة حسن نصر الله وزياد النخالة وصالح العاروري، رسالة واضحة للاحتلال أن محور المقاومة يعمل بالتنسيق المشترك، ولا معنى للتهديدات التي أطلقها الاحتلال “الإسرائيلي”.
واعتبر عبدو أن اللقاء الثلاثي رسالة أن التحدي لا يرد إلا بالتحدي، وأن الصورة التي تصدرها الإعلام وتجمع القادة الثلاثة تأكيد على استمرار التحدي والمقاومة في الضفة المحتلة وكافة محور المقاومة جاهز لمواجهة الاحتلال وفي حال نفذت أجهزة أمن “إسرائيل” أي عملية اغتيال فإن محور المقاومة جاهز للرد على الاحتلال.
وأكد عبدو، أن محور المقاومة جاهز للدفاع من خلال الدعم وتقديم الخبرات دائماً، لكن الاعتداء على المسجد الأقصى واغتيال شخصية كالعاروري، يمكن أن يفتح جبهات واسعة، ويجعلها شاملة من ناحية جغرافية المواجهة.
وعن المواجهة الشاملة، شدد عبدو على أن المواجهة الشاملة أصعب سيناريو يمكن أن تواجهه “إسرائيل”، فهي غير جاهزة لها، وقد عبر عن ذلك أكثر من مسؤول، وعندما ناقشت “إسرائيل” السيناريوهات، وقالت أنها غير قادرة على مواجهة أي مواجهة شاملة على كافة الجبهات، وهو مأزق كبير لجيش الاحتلال نتيجتها ستكون هزيمة كبيرة للاحتلال، ولا يوجد استراتيجية للخروج، ولن تحقق أي نصر فيها.
وأشار عبدو إلى أنه في حال ارتكب الاحتلال أي حماقة فإن “إسرائيل” سترتكب أكبر خطأ في تاريخها، وستدفع ثمن كبير.
حرب شاملة الأركان
وقد وافقه في الرأي الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، الذي أكد على أن الاجتماع يأتي في ظل التهديدات “الاسرائيلية” بالمساس بالعاروري والنخالة وحزب الله في وقت سابق، وهو الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك تشاور وتنسيق على أعلى مستوى، للرد على الاحتلال وأن يكون هناك فعل للمقاومة في حال أي عدوان على أي بقعة.
كما رأى الدجني، أن للجم الاحتلال في حال أي عدوان، وتحريك الوسطاء الذين يرون أي حرب شاملة في المنطقة بحق المقاومة والشعب الفلسطيني، قد تؤسس لإفشال أي حراك دبلوماسي وصفقة الولايات المتحدة.
ونوه إلى أن المؤشرات عالية بالحرب الشاملة مع حزب الله ، وسيساند الحزب الفصائل في قطاع غزة، في حال ارتكب الاحتلال أي حماقة في غزة، وفي كل مكان هناك تداعيات مهمة في إطار الصراع مع العدو، فهي تشكل كي وعي، وهو يتضح من خلال هجرة عكسية من “اسرائيل” للخارج بسبب اجراءات الاحتلال.
ونوه الدجني إلى أن الحرب المقبلة ستكون هجمة شرسة، خاصةً مع دخول كل الجبهات في المعركة، لبنان وحزب الله وغزة والضفة وكذلك الأراضي المحتلة عام 48، خاصةً في حال كان هناك تنسيق عالي المستوى.
وبين أن “إسرائيل” تلوح بالحرب لتحريك الوسطاء خاصةً في ظل أزمات العمق الصهيوني التي يعاني منها، وأن أي حرب مقبلة ستؤدي لمعركة استنزاف.
فلسطين اليوم