عندما عجزت قريش عن مقارعة القرآن وثني الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› عن نهجه لجأت إلى تعذيب من أسلم من العبيد والموالي والضعفاء كـ (بلال وخبَّاب وصهيب) الذين كسروا حجار الأصنام حين كسرت قريش على صدورهم الحجارة في حر الشمس الشديد، وألهبوا نارًا تأكل جبابرة قريش حين ألهبت ظهورهم السياط الظالمة لأيام وأيام ونرى (سمية) وزوجها (ياسر) وابنهما (عمار) يضربون أروع مثالٍ للأسرة المؤمنة.
أبو جهل يقول لعمار: تراجع يا بن سمية وإلا قتلت أمك وأباك أمام عينيك. ولم يرد عليه عمار بشيء.
أبو جهل مشيرًا إلى غلمانه: اضربوهم بالسياط. فيضـربونهم حتى أغمي عليهم، وبينما أبو جهل يعذبهم مرّ رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› مواسيًا لهم وموصلًا رسالة إلهية عاجلة بموعدهم الجميل ألا وهو الجنة حين قال: «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة».
وبعد أيام من التعذيب يفقد أبو جهل عقله ويضع سنان رمحه على نارٍ حتى صار كالجمرة ليتقدم نحو سمية (أم عمار) وهو لا يدري أن خطواته تلك هي الفاصل بينها وبين الجنة فيطعن ظهرها لتفيض روحها الطاهرة محلقة إلى مكان الموعد منتظرة لزوجها ياسر، وهي أول شهيدة في سبيل الله، وبعد لحظات حتى التحق بها زوجها ياسر.