مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – السعودية– 5 ذو القعدة1440هـ
أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية ان تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدفع العديد من المسلمين إلى مقاطعة الحج.
وتطرقت الصحيفة في مقال للكاتب أحمد طويح، إلى “العدوان السعودي على اليمن وما خلَّفه من ضحايا، بالإضافة إلى اعتقال عشرات من الدعاة السعوديين المعروفين، فضلاً عن المضايقات التي قد يتعرض لها بعض الحجاج بسبب مواقفهم السياسية”.
وقال الكاتب إن “ابن سلمان حاول أن يقدم صورة أكثر إيجابية عن السعودية، وإخفاء سياساته الداخلية والخارجية المتهورة والعدوانية، لكن ذلك لم يكن كافياً لإسكات المعارضين، الذين ما زالوا يتحدثون عن انتهاك حقوق الإنسان في السعودية”.
وأضاف ان “ارتفاع أعداد القتلى المدنيين من جراء الغارات التي يشنها الطيران السعودي على اليمن وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جثته على يد عناصر تابعين لابن سلمان بمبنى القنصلية السعودية في إسطنبول والنهج العدواني للرياض تجاه إيران، كلها أمور جعلت عديداً من المسلمين يعيدون النظر في أداء فريضة الحج”.
الكاتب تطرق إلى دعوة المفتي العام بليبيا الصادق الغرياني في نيسان/أبريل الماضي جميع المسلمين إلى مقاطعة الحج، كما قال إن “أي شخص يذهب للحج مرة ثانية إنما يرتكب خطيئة لأن ذهابه يدعم الاقتصاد السعودي، وهي أموال ستذهب لشراء الأسلحة وتأجيج الصراعات في اليمن وسوريا وليبيا وتونس والسودان والجزائر”، على حد قول الغرياني.
وذكر ان “الغرياني ليس أول عالم مسلم بارز يؤيد فرض حظر على الحج، إذ دعا الشيخ يوسف القرضاوي إلى إطعام المحتاجين بدلاً من الحج، وقال في تغريدة له: “هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه. الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكّوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقيّ الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم”.
وأشار الكاتب إلى أن “نفوذ السعودية ليس مرتبطاً فقط بقدراتها السياسية والعسكرية، بل يرتبط أيضاً بكونها تضم مكة والمدينة، أقدس المدن الإسلامية، ومن هنا فإن نفوذ السعودية يمتد إلى ما هو أبعد من جيرانها العرب، ليصل إلى عموم العالم الإسلامي”.
ويتوافد سنوياً قرابة 2.3 مليون مسلم من جميع الطوائف على مكة خلال موسم الحج، فضلاً عن كثيرين غيرهم ممن يتوافدون على السعودية على مدار العام لأداء العمرة.
وختم مقاله قائلاً: “تعد السعودية كبرى الدول المصدّرة للنفط، وترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، ومع ذلك تمتعت على مدى عقود بدعم ثابت من الدول المجاورة. لكن الفظائع التي ارتكبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أثارت ضجة عالمية وإدانات مستمرة، مع دعوات متزايدة إلى حظر تصدير السلاح للسعودية”.
المصدر: موقع العهد