تحت شعار “الوحدة ومتطلبات بناء الحضارة الاسلامية الحديثة”، إنعقدت الدورة الـ 31 للمؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في طهران بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومشاركة نحو 500 شخص من علماء دين ومفكرين اسلاميين من 70 دولة.
وفي كلمة له بمستهل إفتتاح الدورة الـ 31 للمؤتمر، أكد الرئيس الايراني أن سوريا ستحرر من الارهاب عاجلا أو آجلا والعراق سيكون متطورا واليمن سوف ينجو من براثن المحتلين، مشددا على أنه لولا صمود الشعب والجيش السوري وحزب الله الحر ومساعدة إيران وبعض الدول الصديقة لكانت حلب ما تزال تحت رحمة الارهاب.
وأضاف روحاني “إنّ العراقيين والسوريين واللبنانيين وكل من يحارب الارهاب فرحون اليوم بانتصارهم على مؤامرة الارهاب”، مشدداً على أنه “ليس بين السنّة والشيعة أي خلاف فكلاهما واجه الاستعمار في المنطقة وكلاهما تعلم من القرآن المودة والأخوة”، مضيفاً “إنه لو لم تكن فتوى المرجعية والوحدة بين السنة والشيعة والكرد في العراق لكان الارهاب موجودا حتى الآن ولما تحررت الموصل”.
وتابع الرئيس الايراني ” ليس الهدف أن نعزل أي طرف أو مذهب بل أن تجلس كل المذاهب إلى طاولة واحدة”، مؤكدا أن مسؤولية وسائل الاعلام التبليغ الحقيقي للاسلام .
وأضاف روحاني ” يجب أن نعمل لإزالة الوجه القبيح الذي رُسم عن الاسلام وهذا يضع حملا ثقيلا على عاتقنا، وعلينا أن نسعى الى بلسمة جراح الحقد الذي خلقه الاستكبار بالدم بين الشعوب”، لافتاً الى أن أميركا هي من أسست القاعدة في افغانستان ونشرتهم في المنطقة، مؤكدا أن اميركا والصهاينة هم من أسسوا الارهاب وأرسلوهم لقتل الشعوب.
وشدّد روحاني على عداء شعوب المنطقة للكيان الصهيوني، لافتاً الى أن شعوب المنطقة لن تسمح ابدا بنسيان العداء الصهيوني، مستنكراً عقد بعض دول المنطقة علاقات “كريهة” مع كيان الاحتلال.
الشيخ قاسم
بدوره، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن فلسطين ستبقى رأس الاهتمامات.
وشدد الشيخ قاسم على أن محور المقاومة هو الذي هزم دولة التكفير وأن هذه الأفكار الخاطئة لا يمكن لها أن تستمر، مشيراً الى أنه مهما تقوّى الاستبداد السعودي والاحتلال الصهيوني بالارهابيين لن يستطيعوا أن يغيروا المعادلة.
وأكد الشيخ قاسم أنه من الضروري مواجهة التحديات في جبهة واحدة ومحور واحد، مضيفاً بالقول” هذا ما يعطينا القوة، واليوم يوجد محور المقاومة ترعاه وتقوده ايران”.
وتابع الشيخ قاسم بالقول” يواجهون مشروع المقاومة لأنه أوجد نموذجا اسلاميا يستطيع أن يشكل قطبا يجذب اليه العالم ليعيشوا عظمة الاسلام”.
المفتي حسون
من جهته أكد المفتي العام للجمهورية العربية السورية أحمد بدر الدين حسون خلال كلمته أنَّ سورية والعراق انتصرتا على الارهاب والمعركة الفكرية والثقافية والروحية ستبدأ بعد هذا الانتصار العسكري، لافتاً إلى أنَّ سورية انتصرت بشعبها وجيشها وقيادتها وهي اليوم تمد يدها لاحتضان جميع أبنائها عبر المصالحات في كل المناطق.
وأشار المفتي حسون إلى أنَّ الارهاب يستهدف جميع المسلمين دون استثناء ولم يميز بين المسلمين لا في سورية ولا في مصر ولا في أي مكان، فكما استهدف الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي ومعه عشرات طلاب العلم بتفجير إرهابي في جامع الإيمان بدمشق، استهدف مئات المصلين بهجوم ارهابي في مسجد الروضة بالعريش شمال سيناء.
ولفت المفتي حسون إلى أنّ دمشق هي عمود الإسلام.. ولقاؤنا اليوم لإعادة الوحدة الإيمانية إلى القلوب وقال..”بقلب مليء بالحب لكم في مؤتمركم هذا.. إنّ الفكر الذي أُطلق منذ سنوات في التقريب أثبت اليوم أنه هو الصراط المستقيم وإننا محتاجون جميعاً إلى هذا الفكر بعد أن رأينا ذلك الفكر الذي احتضنه أعداء الإسلام، فاليوم مسؤوليتكم مستمرة ولا تنتهي بانصرافكم من المؤتمر”.
وشدد على أنّ قضية فلسطين والقدس ستبقى البوصلة لجميع المسلمين مضيفاً “إنّ كل ما يحدث في البلاد العربية باليمن والبحرين هو من أجل أن ننسى فلسطين”.
وأشار المفتي حسون إلى وقوف ايران إلى جانب سورية حين أراد البعض في البلدان الاسلامية عام 2013 من الولايات المتحدة الامريكية أن تقصف سورية.
كما تخلل الافتتاح عدة كلمات للأمين العام لمجمع التقريب العالمي بين المذاهب الاسلامية الشيخ محسن الآراكي، مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، وزير الإرشاد والحج الأفغاني فيض محمد عثماني، وكلمة النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي الشيخ همام حمودي.