مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – الجزائر – 18 محرم 1446هـ
أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أن الجزائر تحت قيادة الرئيس، عبد المجيد تبّون، “ملتزمة بالعمل الجماعي الأفريقي للوقاية من النزاعات وتسويتها في القارة لبلوغ التنمية الاقتصادية، تكريساً لمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.
وقال عطاف إن “الشعب الفلسطيني في أمسّ الحاجة، وأكثر من أي وقت، لدعم القارة الأفريقية والشعوب الحرة” وفق تعبيره.
وفي كلمة، قرأها بالنيابة عنه المفتش العام في وزارة الخارجية، عبد الحميد أحمد خوجة، خلال افتتاح أعمال “الملتقى الدولي حول الثورة الجزائرية بأبعادها الأفريقية”، أشار عطاف إلى “وفاء الجزائر لعمقها الأفريقي والذي تجسّد تحديداً من خلال دعمها للقضايا العادلة في القارة والدفاع عنها من دون هوادة، وعلى جميع الصعد والمستويات لتحقيق نهضة شاملة وكاملة ومندمجة تشترك فيها عقول وسواعد كل بنات وأبناء أفريقيا من أجل الارتقاء بالقارة نحو أعلى المراتب لتصبح قطباً من الأقطاب الفاعلة في العالم” وفق ما قال.
وأضاف أن “الوفاء من شيم الجزائر قيادةً وشعباً، ولا سيما تجاه الذين وقفوا مع ثورتها المجيدة وساندوا رسالتها الخالدة”، مشيراً إلى أن “الثورة الجزائرية المجيدة لم تكن لتلقى الصدى العالمي الذي عرفته لو لم تكن ثورة إنسانية أتت بقيم نبيلة ودافعت عن مثل فاضلة مشتركة بين كل الأمم كالحق في الحياة ونبذ العنصرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها”.
ولفت الوزير إلى أن “الحديث عن البعد الأفريقي للثورة الجزائرية وما مثلته من ملحمة خالدة في مناهضة الاستعمار والدفاع عن كرامة الإنسان وقيم الحرية، يجبرنا على الوقوف تضامناً مع الشعب الفلسطيني الأبي والصامد في وجه حرب الإبادة الهمجية التي يشنها ضده الاحتلال الصهيوني الاستيطاني”.
وتابع أن “الشعب الفلسطيني هو أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى دعم قارتنا الأفريقية وكل الشعوب المؤمنة بقيم الحرية والكرامة والعدالة من أجل استرجاع حقوقه المشروعة كاملةً وغير منقوصة وإقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما أكد عطاف أن “الجزائر التي تفتخر بانتمائها الأفريقي ظلت وستبقى متمسكة بالنهج القاري الوحدوي لمواجهة التحديات المتعددة الأبعاد والأشكال التي لا تزال تهدد أمن واستقرار دولنا وشعوبنا وتقوض مساعينا الرامية لتحقيق التنمية المنشودة”.
حركة البناء الوطني: للوحدة خلف المقاومة
وفي سياق متصل، رحّبت حركة البناء الوطني الجزائر، أمس الثلاثاء، بتوقيع القيادات الفلسطينية في “حركة حماس” و”حركة فتح” والفصائل الفلسطينية الأخرى اتفاقية “الوحدة الوطنية”، ودعتها إلى “تحرير القرار الفلسطيني من كل التدخلات، والتوحد صفاً خلف المقاومة الباسلة التي تخط ملحمة أسطورية في غزة المحاصرة”.
واعتبرت الحركة في بيانها، أن “اتفاق الصين خطوة إيجابية لتجاوز الخلافات، والمضي قدماً لدفع مسار المصالحة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والذي تساهم فيه الجزائر بشكل أساسي، ولا سيما بعد نجاحها في لمّ شمل الفرقاء الفلسطينيين على التوقيع على اتفاق “إعلان الجزائر” التاريخي المنعقد في قصر المؤتمرات بالعاصمة في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2022، كما تعبّر عن تقديرها البالغ لجمهورية الصين الشعبية الصديقة لدورها في رعاية الحوار الفلسطيني”.
وأضاف البيان أن هذا الاتفاق الجديد “يستجيب لمتطلبات إنهاء الانقسام ورأب الصدع الفلسطيني لتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية وتوحيدها في مواجهة العدوان الصهيوني، ووقف جرائم الإبادة الجماعية والمستمرة التي ينفذها الاحتلال بدعم الواضح لبعض القوى العالمية، التي لطالما ادعت برعايتها للسلام والأمن الدوليين، وشجعتها طعنة بعض الأنظمة العربية المطبعة للقضية المركزية للأمة”.
واعتبر البيان أنه وبحكم العلاقة الأخوية المميزة التي تربطنا بأشقائنا الفلسطينيين، توصي “حركة البناء الوطني” القوى الفلسطينية الفاعلة بـ”التمسك باستقلالية القرار الفلسطيني، بما يخدم مصلحة فلسطين وحدها وعدم ارتهانها للأجندات الخارجية والتنازل لبعضهم البعض من أجل تحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي في إقامة دولته المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف”.
وقالت الحركة إنه “إذا كانت نخب الأمة العربية والإسلامية وكذلك أحرار العالم، قد توحّدت خلف المقاومة مناصرين لها، لأنها تدافع عن المقدسات نيابة عن الأمة وعن الشرف الفلسطيني وتدفع التضحيات تلو التضحيات لرد عدوان الكيان الغاصب، فحريٌّ بمختلف الفصائل الفلسطينية أن تتوحّد قبل غيرها دفاعاً عن غزة وعن مقاومتها الباسلة” وفق ما أفاد بيان الحركة.
المصدر :وكالات