أعلنت إيران يوم الأربعاء على لسان سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي، في فيينا أنها تقوم بـ “الأعمال التحضيرية” الخاصة بإعادة إطلاق برنامجها النووي في حال انهار اتفاق العام 2015 الذي أبرمته مع القوى العظمى، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الشهر الماضي.
ونقلت مصادر إعلامية إيرانية ودولية عن رضا نجفي، قوله إن طهران بدأت “أعمالا تحضيرية في حال لسوء الحظ سقط الاتفاق النووي، بحيث تتمكن إيران من إعادة إطلاق أنشطتها من دون القيود المتعلقة بالاتفاق”.
وأضاف السفير أن بلاده أبلغت الوكالة عزمها على استئناف إنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يستخدم لتخصيب اليورانيوم.
وأوضح نجفي أن إيران “تحضرّ فقط بنى تحتية جديدة” مشيرا إلى أن هذا القرار المتعلق بأجهزة الطرد المركزي “لا يدخل في الاتفاق” ولم يُذكر في الرسالة الى الوكالة.
ودعا السفير الإيراني الموقعين على الاتفاق خصوصا الأوروبيين للتوصل “بسرعة جدا” إلى حل لـ”تعويض” الآثار الاقتصادية الناتجة عن الانسحاب الأمريكي ، مشددا على أن إيران “لن تقبل بمواصلة احترام التزاماتها” مذكرا في الوقت نفسه" بأننا لا نفعل شيئا اليوم ينتهك الاتفاق”.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت الثلاثاء أنها “تلقت رسالة من إيران في الرابع يونيو تبلغ فيها الوكالة وجود برنامج زمني موقت لبدء انتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم”، الذي لا يخالف بحدّ ذاته الاتفاق.
وأعلن نائب الرئيس الإيراني علي أكبر صالحي الثلاثاء أن إيران تعتزم زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وحذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الاثنين أن “من واجب” بلاده “الاستعداد بسرعة” لزيادة قدرتها على انتاج اليورانيوم المخصب.
ويتيح تخصيب اليورانيوم انتاج الوقود لتشغيل المحطات النووية لإنتاج الكهرباء، كما يمكن استخدامه لأغراض مدنية اخرى كالمجال الطبي.
وتشدد إيران على ان برنامجها النووي لأغراض سلمية ومدنية بحتة في حين تتهمها الولايات المتحدة واسرائيل بالسعي الى حيازة السلاح الذري.
وتلقى اتفاق العام 2015 ضربة قوية بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثامن من مايو انسحاب بلاده من الاتفاق الذي أبرم بعد سنوات من المفاوضات.
ويقول مراقبون إن إعلان إيران عن خطتها التي تهدف الى زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم يضع الأوروبيين في موقف محرج. إذ اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أنه “لا يزال من الخطورة بمكان السير الى جانب الخطوط الحمراء”، رغم أن مبادرة إيران “لتعزيز عملية تخصيب اليورانيوم تبقى في إطار اتفاق فيينا بشكل كامل”.
ويسعى الأوروبيون لإنقاذ الاتفاق النووي إلا أن شركاتهم ستجد نفسها معرضة للعقوبات الأمريكية، إذا واصلت تعاملها التجاري مع إيران.
المصدر : وكالات