تقرير خاص/ تسنيم- ياسر الخيرو- عشية ليلة عقد جلسة محاكمة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم، والتي قد تشهد النطق بالحكم ضده، تظاهر عشرات الآلاف من أبناء الشعب البحريني، رفضا للمساس بمعتقداتهم اولا، وبوطنهم ثانيا، إذ يعد أبناء الشعب البحريني أن السلطات لا تستهدف شخص الشيخ قاسم، بل إنها محاكة للشعب ومساس بمعتقداته، فالشعب الذي فجر اسطوانات الغاز وانتهج المواجهة المسلحة مع النظام البحريني سبيلا لنيل الحرية خلال عقد التسعينيات، انصاع لأمر الشيخ قاسم، والتزم الحراك السلمي منذ قيام ثورة فبراير 2011، ولم يصعد إلا سلميا، بينما انتهج النظام البحريني منهج القمع وطلب التعزيزات العسكرية من السعودية والامارات لسفك المزيد من الدماء، والتنمر على الشعب المسالم.
وقد اعلنت جمعية الوفاق البحرينية مشاركة قرابة 150 الف مواطن بحريني في مسيرات ليلة أمس وفي 48 منطقة مختلفة.
وحسب آخر احصائية نشرها الجهاز المركزي البحريني للمعلومات، فإن عدد سكان البحرين البحرينيين، بلغ 630744 نسمة في عام 2014، وفي العام ذاته والذي شهد اقامة النظام البحريني انتخابات نيابية، اعلن النظام البحريني عن وجود 350 الف ناخب مسجل في البلاد.
ورغم تصعيد النظام ضد المتظاهرين واستخدامه رصاص الشوزن والغازات المسيلة للدموع والاعتقالات والاحكام القضائية المسيسة، شهدت شوارع البحرين ليلة أمس تظاهر 150 الف مواطن بحريني، أي قرابة 25% من عدد أبناء الشعب، وحوالي 40% من عدد المسموح لهم بالتصويت في الانتخابات، في مؤشر خطير على تصاعد الغضب الشعبي، واحتمال حصول انفجار في الازمة البحرينية.
وأفادت مصادر في المعارضة البحرينية أن المتظاهرين السلميين جابوا الشوارع حاملين صور الشيخ قاسم ولافتات تحذر من المساس به، فيما رد النظام بعنف شديد واستخدم “مرتزقة النظام” الرصاص الإنشطاري وقنابل الغاز ما أدى لإصابة متظاهرين، وعلى رغم ذلك واصلت التظاهرات في الخروج في العديد من المناطق وسط حضور لافت.
وردد المتظاهرون شعارات مناوئة لرأس نظام آل خليفة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، محملين إياه مسؤولية الانتهاكات التي تمارسها الحكومة بحق السكان الأصليين.
اسرائيل خليفية
ويعتمد النظام البحريني بصورة عامة على المرتزقة في قمع أبناء الشعب، حيث بلغ عدد الاجانب في البحرين أكثر من عدد السكان الأصليين، وعادة ما تنتقي الحكومة البحرينية الاجانب الذين تستقلبهم على أراضي البحرين وفق معايير خاصة اهمها الولاء للسلطة، كما تمنح السلطات في البحرين الجنسية البحرينية لأعداد كبيرة من الاجانب سعيا منها لتغيير ديموغرافية البلاد وضمان ولاء “شعب مستورد” على حساب “السكان الأصليين”، ويرى مراقبو الشأن البحريني والخبراء أن “استيراد شعب” الى البحرين وطرد السكان الأصليين وسلبهم الجناسي ومحاكمته بسبب عقائدهم الدينية، يؤسس لقيام “اسرائيل” ثانية في المنطقة ، اسرائيل خليفية قد لا تختلف كثيرا عن حليفتها اسرائيل الصهيونية.
مقارنة بسيطة
وفي وقت سابق أثرنا موضوع “صحة المقارنة بين الكيان الصهيوني في فلسطين والكيان الخليفي في البحرين” وتوجهنا بالسؤال الى الشيخ عبد الله الدقاق، ممثل الرمز البحريني البارز، آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، الذي رد مؤكدا: “هناك مشتركات كثيرة بين نظام آل خليفة في البحرين والكيان الصهيوني”.
وقال: “أولا نظام البحرين والكيان الصهيوني هما الوحيدان اللذان يبعدان الإنسان عن وطنه، وكنا نذهب في التسعينيات الى البحرين ويخرجونا منها ويمنعونا من الدخول، صدام حسين كان لا يمنع، يدخل العراقي ويعدمه ولكن لا يمنعه من الرجوع الى العراق، ولكن نظام آل خليفة يمنع المواطنين، كنا ممنوعين لسبعة سنوات في إيران من الرجوع الى البحرين، انا رجعت الى البحرين واخرجوني”.
وأضاف: “المشترك الثاني بين نظام آل خليفة والكيان الصهيوني هو اسقاط الجنسية، الصهيوني يهدم الدار ولكن لا يلغي الجنسية، اما النظام الخليفي يلغي الجنسية وهذا بحسب اللغة الحقوقية اعدام معنوي للشخص، وهناك روابط وعلاقات قوية بين نظام آل خليفة والكيان الصهيوني، وسفيرة البحرين في الولايات المتحدة هدة النونو، هذه سفيرة يهودية وهناك علاقات كبيرة بين وزير الخارجية البحريني والملك ولي العهد وبين الصهاينة”.