مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – لبنان – 25 ذو القعدة 1442هــ
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر تجديد الخطاب الاعلامي وإدارة المواجهة الاثنين “نعوّل على هذا المؤتمر وعلى نقاشاته ونتائجه في معركتنا الاعلامية التي هي جزء جوهري من المعركة الكبرى والمواجهة الشاملة”، وتابع “نشكر القائمين على هذا المؤتمر وبذلوا الجهد حتى اكتملت عناصره وللمشاركين فيه”.
ورأى السيد نصر الله ان “أهمية الاعلام والخطاب الاعلامي واضحة جدا ولا تحتاج الى ان نوضح ذلك للاعلاميين، كما ان أهمية تطوير وتجديد الخطاب الاعلامي ايضا من الواضحات والآن بالتحديد سواء من حيث المبدأ وهذه سُنة الحياة كي لا يكون هناك اي جمود، وايضا سواء من حيث أدوات المواجهة”، وتابع “كما نطور أدوات المواجهة العسكرية والامنية والسياسية يجب ان تتطور المواجهة الاعلامية لانها جزء أصيل في المعركة”، واضاف “يجب ان نطور الخطاب لمواكبة التطور في الساحات الاخرى لان الاعلام هو الذي يبين ما يجري في الميادين الاخرى السياسية والعسكرية والامنية”.
وقال السيد نصر الله “الحاجة ملحة ايضا لتطوير الخطاب الاعلامي نتيجة ما مرّ على ساحتنا من عواصف شديدة الاثر ومن أهدافها ان تضييع فلسطين التي كادت ان تنسى لولا صمود المقاومة وهذا المحور بمواجهة الفتنة الكبرى”، واضاف “يجب التجديد ايضا بسبب صمود محور المقاومة وانتصاره خلال الـ10 سنوات في مختلف الجبهات”، وتابع “عندما نقول صمود محور المقاومة نشير الى انه قدم كم هائل من الشهداء والجرحى والتضحيات ومعارك الوجود”، ولفت الى انه “من جملة الدواعي لتجديد الخطاب الاعلامي هو انتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة سيف وما فرضته من معادلات جديدة”، وأكد ان “المعركة مستمرة بل هي في تصاعد وامام مخاطر ومعادلات جديدة”.
وأوضح السيد نصر الله ان “الخطاب الاعلامي الذي نريد ان نطوره يجب ان نعرف بمواجهة من؟ فهنا لا نتكلم عن الامور الداخلية او القطرية بل عن المشروع الاسرائيلي الصهيوني الاميركية والهيمنة في المنطقة وايضا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر”، وأكد ان “الهيمنة الاميركي في المنطقة هي الاساس والاخطر لانها هي مشكلة بحد ذاتها وقائمة على سلب الخيرات ومنع شعوبنا من تقرير مصيرها”، وشدد على ان “هذه الهيمنة هي التي تحمي اسرائيل ولا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الاميركية في منطقتنا لانها هي التي حولت الجيوش الى هياكل ميتة وهذه الهيمنة هي التي تقدم كل عناصر البقاء للكيان الغاصب”.
وقال السيد نصر الله “اعلام المقاومة يتميز بنقل الخبر بصدق ويجب ان يستمر لان هذا الامر راكم مصداقية حقيقية”، وتابع “العدو والمستوطنون يصدقون اعلام المقاومة اكثر مما يصدقون قادتهم واعلامهم”، واضاف “الصدق بالوعد ما ميز المقاومة لانها منذ انطلاقتها كانت صادقة وواقعية في كل وعودها ضمن امكاناتها وظروفها، المقاومة عندما وعدت بالتحرير حققته في العام 2000 وعندما وعدت بعد ترك الاسرى في سجون خاضت الحروب لتحريرهم، والمقاومة الفلسطينية وعدت بتحرير الاسرى الذي بقوا على رأس اولوياتها والمقاومة في غزة بدأت معركتها بالدفاع عن القدس لتصنع معادلة جديدة”، واشار الى “صدق المقاومة فيما ترتبه من آمال فالمقاومة لا تعد بالاحلام فهي عندما تتحدث عن معادلات الحماية فهي تصنعها وتثبتها”، وأشار الى انه “عندما نتحدث في محور المقاومة عن تحرير فلسطين وإزالة العدو الاسرائيلي نحن لا نتحدث عن أحلام وخيالات وآمال كاذبة وعندما نقول القدس أقرب نحن هي أقرب ومعركة سيف القدس جعلت القدس أقرب من أي وقت مضى”، وأكد “نحن لا نبالغ في نقل الوقائع والاحداث وبتوصيف الانتصارات والآمال البعيدة”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “اعلام المقاومة يتميز بتأييد شعبي كبير وهو تأييد متنوع وليس من لون واحد سواء من حيث الفكر والعقيدة والقومية والاعراق وتجمعها القدس ومقدسات فلسطين ومظلومية الشعب الفلسطيني وهذه تجعل كل هذه القاعدة تجتمع على الحق بمواجهة الظلم”، وتابع “هذه القاعدة الشعبية تتفاعل بشتى الطرق مع وسائل الاعلام المقاومة ويعبر عن نفسه بمختلف الطرق وصولا للتعبير عن الجهوزية للتضيحة والشهادة وعلى مواصلة الطريق رغم فقدان الاولاد والممتلكات”.
واكد السيد نصرالله ان “إعلام المقاومة أسهم في صنع الانتصار عبر استناده إلى الوقائع والحقائق والدراسات والأبحاث”، وأشار الى ان “من عناصر قوة خطابنا الإعلامي أنه مستند إلى إدراك لنقاط ضعف العدو”، ولفت الى ان “المقاومة في فلسطين وعدت بالدفاع عن القدس وصدقت في وعدها”، و ذكر ان “إعلام المقاومة اليوم لا ينشد قصائد شعر على الاطلال بل قصائد انتصارات”، وشدد على “ضرورة التكامل والتعاون الاعلامي بين وسائل اعلام محور المقاومة والاستفادة من الايجابيات والخبرات كما هو الحال في الميدان العسكري”، ودعا “للاستفادة بالتحديد من شبكات التواصل الاجتماعي وتحويل التهديد المعادي الى فرصة، وبعض الدراسات تحدثت ان العالم تفاعل مع الشعب الفلسطيني خلال معركة سيف القدس بسبب شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأوضح السيد نصر الله “بعض الاعلام الخليجي بات ينظر لأحقية العدو بفلسطين وللتركيز على قوته وايضا العمل على تشويه صورة المقاومين، بإلصاق بعض التهم بهم وتسميتهم بتسميات غير حقيقية، بالقول ان المقاومين أذناب او انهم يتبعون ايران وايضا يركزون على آلام الناس والصعوبات التي تواجهمم مع العلم ان هؤلاء الناس يؤكدون باعتقادهم بالنصر”، وتابع “العدو الذي عجز عن صنع صورة النصر تأتي وسائل اعلام عربية معادية لتصنع له هذه الصورة بدماء الاطفال في قطاع غزة”، وأكد “نحن يجب ان تكون ثقتنا عالية بالله وبأنفسنا وبأخواننا ومقاومينا وان حركات المقاومة تتمتع بالاخلاص وبالوفاء وهذا لا يمنع ان فيها من يرتكب الاخطاء والذنوب وهذا ما يجب ان نعمل على معالجتها”، وأضاف “أنتم في هذا المؤتمر مدعوون لتطوير الخطاب بما يتناسب مع ما يجري في المنطقة وبما يتناسب مع امكاناتنا ومع التحديات والفرص المتاحة والعمل على تحويل التهديدات الى فرص ونحن بحاجة الى مراجعة أدبياتنا والمصطلحات اي مراجعة المضمون والشكل، بالاستناد الى الثوابت وان نبني على الكم الكبير من الانجازات في محور المقاومة ومنها الانجاز الاعلامي”.
وقال السيد نصر الله “أنا أطلب شخصيا جهدكم الخاص لتكريس المعادلة الاقليمية الجديدة لحماية المدينة المقدسة”، وتابع “المقاومة في غزة ارادت ان تضع غزة بمقابل القدس، نحن نريد ان نضع المنطقة كلها بمقابل القدس وهذا ليس كلاما للاستهلاك الاعلامي وانما هذا كلام جدي”، واكد انه “عندما يعلم الصهاينة ان تهديد المدينة المقدسة سيؤدي الى حرب كبرى سيعيدون النظر وسيطلق هذا معادلة ردع ونحن نعمل على تشبيك عناصر القوة لهذه المعادلة”.
وعن الأزمات الداخلية والمعيشية، قال السيد نصر الله “المطلوب ممن يتآمر في هذه المنطقة ان ينشغل كل شعب ولد بمشاكله الداخلية من الخبز الى الغاز وراتبه وحليب الاطفال وغيرها من الامور كي لا يبقى اي فكر للمتابعة والتخطيط بما يعني الامة وبالتحديد فلسطين هذا بالاضافة الى الحروب الداخلية وتمزيق الامة وغيرها من الفتن، العقوبات الاقتصادية على دول وشعوب محور المقاومة هو ان نصل الى نقطة لا مكان فيها لفلسطين”، وتابع “هم ينجحون نسبيا وهذا ما يجب ان نواجهه”، وراى “يجب ان نعمل على مسارين، الاول الخط الاساسي بمواجهة الاعداء وان لا نهمله والثاني ان نعمل لمعاجلة ازماتنا الداخلية بأقصى جهد”، وأكد ان “هذا العمل على المسارين متعب ولكن يجب ان لا نترك قضيتنا الاساسية وان لا نغرق في مشاكلنا الداخلية مع العمل لمعالجتها”، ولفت الى ان “ازمة الحكومة في لبنان هي نتاج ازمة النظام في هذا البلد وايضا يوجد فساد مستشري وسرقات واحتكارات بلا حدود”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “البعض يأخذ البلد الى حيث يريد العدو ولا داعي للمشاكل والنزاعات على محطات البنزين وغيرها، ولكن هذه الازمات لها وجها آخر هي القرار الاميركي الذي يمنع اي دعم خارجي للبنان”، وتابع “ألا يستحي حلفاء أميركا من ذلك؟ أليست اميركا التي تمنع الدول من مساعدة لبنان بهدف تحقيق مصالح اميركا واسرائيل سواء من مشروع التوطين او سرقة الغاز والنفط”، وتابع “أليست الادارة الاميركية التي تهدد بالعقوبات على اللبنانيين وتمنعهم من الاستعانة بأي صديق من الشرق سواء الصين او غيرها ولدينا فرص حقيقة لانقاذ لبنان وهذا لا يحتاج الى كثير من النظريات لان البعض يخاف من اميركا وان تضعهم على لائحة العقوبات”.
وسأل السيد نصر الله “ألا يستحق انقاذ البلد ان يوضع البعض على لوائح عقوبات اميركا؟”، ولفت الى ان “هذه الامور يجب ان لا تغيب عن البال في الازمات الداخلية”، واشار الى ان “اميركا سبق ان اتبعت هذه الاساليب في غزة وسوريا وقد فرضت اميركات قانون قيصر لمنع الاستثمار في سوريا للضغط عليها”، وتابع “نفس المنطق يمارس ضد العراق وايران واليمن”، واوضح ان “اميركا تهدف لاثارة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة عليها، لذلك الشريك الاساسي في ما يعيشه الشعب اللبناني من أزمات هي الادارة الاميركية”، وأكد ان “اميركا ليست صادقة بالحديث عن محاربة الفساد لان الفاسدين هم حلفائها فلماذا اليوم تريد محاربة الفساد؟”، ودعا “الشعب اللبناني ان يتحلى بالصبر والعمل الجاد ويجب البحث عن الحلول الناجحة وهذا يحصل من خلال ارادة شجاعة وقادرة على التضحية”.
وحول الملف الحكومي، قال السيد نصر الله “عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ويفترض ان تعقد لقاءات حاسمة خلال هذه الايام”.
وعن التسريبات التي حصلت في تحقيق انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله “من المؤسف ان يعرف المدعى عليهم في قضية انفجار المرفأ من الاعلام بذلك”، واعتبر ان “هذا شكل من اشكال التوظيف السياسي الذي نعود ونرفضه”، وتابع “لن اعلق الان حتى تصل الاخبارات القضائية المطلوبة لنعرف هل ما تم تسريبه صحيح ام لا”، وأكد “ما نسعى اليه هو العدالة والحقيقة وحتى الساعة العدالة بعيدة والحقيقة ما زالت مخفية”، واضاف “سبق ان طالبنا المحقق العدلي لنشر التحقيق التقني لنعرف سبب هذه الجريمة وما الذي تسبب بهذا الانفجار الكبير ولنعرف هل يوجد وحدة معايير وهل يوجد اي استهداف سياسي”.
المصدر: موقع المنار