فلسطين المحتلة
خرَجَ عشراتُ الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، أمس، في احتجاجات الجمعة الثانية من مسيرات العودة الكبرى، على نقاط التماس ما بين قطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل وراء الحدود الفاصلة، وذلك ضمن التصعيد الشعبي الفلسطيني لرفض الصفقات المشبوهة التي تستهدفُ تصفيةَ القضية الفلسطينية، وتأكيداً على حق الفلسطينيين في العودة إلى كامل أراضيهم المحتلة.
وأفادت وزارةُ الصحة الفلسطينية، أن 8 فلسطينيين استشهدوا، فيما أُصيب أكثرُ من 1000 آخرين، جراء قمع قوات الاحتلال الصهيوني للمحتجين، في جريمة أخرى للاحتلال تأتي بعد أسبوع من جريمة قمع المحتجين في مسيرة العودة التي انطلقت بذكرى يوم الأرض الجمعة الفائتة في قطاع غزة والتي بلغ عدد الشهداء فيها 23، فيما تجاوز عدد المصابين 1400 فلسطيني.
وتمكَّنَ عشراتُ المحتجين الفلسطينيين من اجتياز السياج الحدودي شرق قطاع غزة واشتبكوا مع جنود الاحتلال، خلال احتجاجات أمس التي خرجت تحت شعار “جمعة الكوشوك” أي الإطارات المطاطية المستخدمة للسيارات، والتي أحرق الفلسطينيون عدداً كبيراً منها على الحدود الشرقية للقطاع؛ من أجل حجب الرؤية عن قناصي الاحتلال، ومنعهم من استهداف المحتجين.
وحاولت قوات العدو الصهيوني إخمادَ تلك الحرائق التي اشتعلت بكثافة على حدود القطاع، حيث استخدمت مروحيات وإطفائيات عملاقة.
وأحرق المحتجون الفلسطينيون صوراً للملك السعودي سلمان وولي العهد محمد بن سلمان؛ رداً على تصريحات الأخير، التي أكد فيها قبل أيام، أن لليهود “حقاً في إقامة دولتهم على أراضيهم”، وأنه لا مشكلةَ لديه مع التواجد الإسرائيلي، في إعْلَان واضح وفاضح للتطبيع السعودي الكامل مع الكيان الصهيوني والتعاون معه لتصفية القضية الفلسطينية.
وشارك في الاحتجاجات قياداتٌ من قوى المقاومة الفلسطينية، من بينهم القائد العام لحركة حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي صرّح من وسط مسيرة العودة قائلاً “إننا نسير على نهج الشهيد ياسر عرفات”.
وأضاف السنوار في حديثٍ لقناة الميادين: “لن نتخلى عن المشروع الوطني، ونحن خرجنا اليوم وسنخرج على مدار الأيام المقبلة وسنفاجئ شعبنا ولينتظروا زحفنا القريب”.
وقال إنه “إذا انفجر الوضعُ في غزة فسوف ينفجر في وجه الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفاً “نحن نخرج اليوم لنقول للعالم أجمع إن غزة حرة”.
وكان جيشُ الاحتلال هدّد، الخميس الفائت، بتنفيذِ عمليات استهداف داخل قطاع غزة؛ وذلك “للحيلولة دون تحول الاحتجاجات إلى مظاهرات أسبوعية”.
وقال الناطقُ باسم جيش الاحتلال إن “الجيش مستعد للرد بقوة إذا ما جرت أعمال استفزازية على السياج الأمني”، واتهم حركة حماس بمحاولة تنفيذ هجمات تحت غطاء مسيرة العودة.
ورداً على تلك ذلك قال الناطقُ الرسميُّ باسم حركة المقاومة الإسْلَامية حماس، حازم قاسم: إن تهديدات الاحتلال لن تُرْهِبَ الشعبَ الفلسطيني الذي خرج لممارسة حقه في النضال ضد مُخَطّطات التصفية واستمرار الحصار.
وأضاف قاسم أن الشعبَ الفلسطيني المناضلَ كله عزيمة وإصرارٌ على مواصلة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، حتى تحقيق أهدافها، وأن الفلسطينيين لن يسمحوا بمرور أي مخطّط لتصفية القضية الفلسطينية.
بالتزامن مع ذلك، اندلعت مواجهاتٌ بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من مناطق الضفة المحتلة، ضمن فعاليات ومظاهرات فلسطينية أقيمت تضامناً مع المحتجين في الجمعة الثانية من مسيرات العودة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعترضت مسيرة حاشدة خرجت في البلدة القديمة بالخليل، تضامناً مع غزة، حيث انطلقت المسيرة صوب نقاط التماس في قلب المدينة، وشارك فيها ممثلون عن قوى المقاومة الفلسطينية.
واندلعت مواجهاتٌ بين شبان فلسطينيون وجنود الاحتلال في قرية المغير شرق رام الله، كما اندلعت مواجهات أخرى بين الجانبين في بلدة المزرعة الغربية بقضاء رام الله، حيث قام الشبان بإحراق عشرات الإطارات المطاطية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة واستهدفتهم قوات الاحتلال، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوفهم.
ورشق العشراتُ من الشبان الفلسطينيين جنودَ الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحراقة على مدخل مدينة رام الله والبيرة الشمالي، حيث تمركزت قوات الاحتلال.
كما اندلعت مواجهاتٌ عنيفةٌ على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال، حيث شارك العشراتُ من الشبان في مسيرة رافضة لممارسات الاحتلال ومتضامنة مع مسيرة العودة الكبرى، فقمعتهم قوات الاحتلال واعتقلت عدد منهم.