استشهد أمس السبت، الأكاديمي الفلسطيني الباحثُ في علوم الطاقة، فادي البطش، جرّاء عملية اغتيال نفّذها مسلحون مجهولون في العاصمة الماليزية كوالالمبور، واتهمت عائلةُ الشهيد “الموساد الإسرائيلي” بالوقوف وراء العملية، فيما ابتهجت وسائلُ الاعلام الصهيونية بالخبر.
الشرطة الماليزية أفادت بأن الشهيد كان في طريقه إلى مسجد مجاور لأداء صلاة الفجر، عندما أطلق عليه النار مهاجمان يستقلان دراجة نارية حوالي الساعة السادسة صباحاً في منطقة جالان غومباك.
وأشارت الشرطة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام ماليزية، إلى أن المهاجمين استهدفا البطشَ بحوالي 10 طلقات نارية، أصابته 4 منها، ما أدّى إلى استشهد على الفور، موضّحةً أن التحقيقات ما تزال مستمرة في القضية.
أمَّا عائلة البطش، فقد اتهمت في بيان لها جهاز المخابرات التابع للكيان الصهيوني “الموساد” بالوقوف وراء اغتيال الدكتور فادي، حيث قال القيادي في حركة “الجهاد الإسْلَامي” في فلسطين، خالد البطش: “نحن كعائلة نتّهم جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة الاغتيال”، مطالباً السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل أن يتمكّنوا من الفرار.
وأشارت العائلة إلى أن الدكتور فادي كان من المقرر أن يغادر ماليزيا اليوم الأحد إلى تركيا ليترأس مؤتمراً علمياً دولياً في الطاقة.
كما دعت العائلة السلطات الماليزية وسفارة فلسطين ومصر، لتسهيل إعَادَة الجثمان مع زوجته وأطفاله إلى مسقط رأسه في بلدة جباليا بفلسطين.
ونعت حركة المقاومة الإسْلَامية “حماس” الشهيد البطش، في بيان لها أمس، قالت فيه: إن الدكتور كان من أبناء الحركة و”فارساً من فرسانها” وعالماً من علماء فلسطين، ومجاهداً حافظاً لكتاب الله، موضحةً أن الشهيد تميز بتفوقه وإبداعه العلمي، وبالعمل من أجل القضية الفلسطينية.
كيان الاحتلال التزم الصمتَ إزاء اتهامات عائلة البطش، فيما ظهر الاحتفاء بوضوح على وسائل الإعلام العبرية، حيث علّقت صحيفة “يسرائيل هيوم” الصهيونية على اغتيال البطش في ماليزيا، قائلة إنه “انتمى لحركة حماس وعمل على تطوير طائرات بدون طيار خَاصَّــة تملكها الحركة، وكان مختصًا في الطاقة البديلة، وهو أحد مسؤولي الحركة”.
وللشهيد البطش مسيرة علمية حافلة، حيث حصل على العديد من الجوائز العلمية الرفيعة، ومنها جائزة منحة “خزانة” الماليزية عام 2016، والتي تعد الأرفع من ناحية الجودة، وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية “إلكترونيات القوى” من جامعة “مالايا” الماليزية، وتحقيقه جملة من الإنجازات العلمية.
وخلال رحلته الدراسية نشر الشهيدُ 18 بحثاً محكماً في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية، وشارك في مؤتمر دولي في اليابان، وشارك بأبحاث علمية محكمة في مؤتمرات دولية عُقدت في كُلٍّ من بريطانيا، فنلندا، إسبانيا، السعودية، علاوةً على المشاركة في مؤتمرات محلية في ماليزيا.