يوثّق كتاب “غضب ونار” لمؤلّفه مايكل وولف لحقيقة أن تهويد القدس كان أول هدف على قائمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ ما قبل انتخابه وخلال الفترة الانتقالية بينه وبين سلفه باراك أوباما.
ويقدّم وولف الأدلة على ذلك، وهنا أبرز ما أورده في كتابه عن موضوع القدس وإعلانها عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارة الولايات المتحدة الاميركية إليها:
يقول وولف إن “تفكير ترامب الجديد حول الشرق الأوسط قائم على ما يلي: هناك في الأساس أربعة لاعبين: “إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية وإيران.. إن مصر والسعودية ستعطيان ما تريدان فيما يتعلق بايران، وفي المقابل ستعملان للضغط على الفلسطينيين للتوصل الى اتفاق”.
ويتابع وولف خلال عشاء أقيم في فترة الانتقال الرئاسي، أعلن ستيف بانون (شغل سابقًا منصب كبير مستشاري الرئيس الاميركي للشؤون الاستراتيجية) نية الإدارة الجديدة المباشرة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
“منذ اليوم الأول سنعمل على نقل السفارة إلى القدس، نتانياهو منخرط وكذلك شيلدون”، قال بانون في إشارة الى الملياردير الإسرائيلي شيلدون اديلسون الذي قال بعد شهر واحد: “من المحتمل أن يكون ترامب الرئيس الافضل بالنسبة لـ”إسرائيل”.
وفيما يتعلق بخطة “السلام” في الشرق الأوسط، قال بانون أيضًا: “نحن نعرف أين نتجه في هذا … دعوا الأردن تأخذ الضفة الغربية، واسمحوا لمصر أن تأخذ غزة أو أن يتعاملوا معها، أو أن يغرقوا وهم يحاولون”.
سأل روجر آيلز(أحد مؤسسي “فوكس نيوز”، القناة الإخبارية المفضلة لدى المحافظين الأميركيين) بانون: “أين دونالد من هذا كله؟”
فأجاب: “إنه على متن الطائرة تماما”.
يضيف وولف: “ترامب يسير وفقًا لبرنامج، أولى مهامه تتضمن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وحشد الدعم الإسرائيلي لسياساته منذ اليوم الأول”.
صراع الأسرة والمستشار
يُرجع وولف التوتر بين جاريد كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب من جهة، وبانون من جهة أخرى، إلى ما استخلصه كوشنير بأن بانون كان معاديًا للسامية”.
وبالنسبة لترامب، فإن إعطاء “إسرائيل” لكوشنير كان اختبارًا ليهوديته: كان الرئيس يميّزه لكونه يهوديًا، ويكافئه لكونه كذلك”.
ويختم وولف: “ساعدت رئاسة ترامب في إحياء التحالف التاريخي بين معاداة السامية والصهاينة لدفع أجندة اليمين المتطرف المؤيدة لإسرائيل، ففي كانون الاول/ ديسمبر الماضي اعترف ترامب رسميا بالقدس عاصمة “إسرائيل” وأعلن عن خطط لنقل السفارة الامريكية إلى هناك”، وهكذا تحوَّل البيت الأبيض من مقر للرئاسة إلى حلبة للصراع بين اليهود وغير اليهود”.
المصدر : العهد الاخباري