مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير –12 صفر 1443هــ
حلّت الذكرى الاولى لتوقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين النظام الحاكم في البحرين وكيان العدو الاسرائيلي، بمزيد من الاندفاع الذي يواصله هذا النظام للارتماء في حضن العدو، فقد وصل قبل فترة وجيزة الى الكيان الغاصب أول “سفير بحريني” هو خالد يوسف الجلاهمة في خطوة تطبيعية جديدة.
لكن تبقى التساؤلات البديهية عن الجدوى من هذا الارتماء المتواصل والخطوات المتسارعة البحرينية(كما الاماراتية)-الامارات والبحرين وقعتا معا ما عُرف باتفاقية أبراهام لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني في ايلول/سبتمبر 2020 وذلك برعاية أميركية- لتأكيد هذا التطبيع المخزي مع العدو؟ وما هي الخلفيات والدوافع الحقيقة لذلك؟ هل هناك من يدفع نظام البحرين لفعل ذلك أم أنه محض اجتهاد من رأس النظام الحاكم وحاشيته؟ ولماذا يصرّ النظام البحريني(وأيضا النظام الاماراتي)، على الانفصام عن الآراء الوطنية والاسلامية في البحرين والأمة بشكل عام الرافضة للتطبيع مع كيان العدو الاسرائيلي القائم على دماء وحقوق الشعب الفلسطيني؟
الحقيقة ان انصياع نظام البحرين للأوامر الخارجية سواء الاميركية والبريطانية او حتى السعودية هو مسألة واضحة، باعتباره نظام تابع لا يملك قراره السيادي بشكل كامل، فهذا النظام يحتاج الى الحماية الأجنبية والإقليمية كي يستمر في البقاء، والدعم الخارجي له يتنوع بين الحماية السياسية والعسكرية والأمنية التي تقدمها بشكل كبير الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا، وأيضا تلعب السعودية دورا في حماية هذا النظام عسكريا بمواجهة شعبه وقد تجلى ذلك بشكل واضح عند دخول القوات السعودية (تحت ستار ما يسمى درع الجزيرة) لقمع الثورة البحرينية عام 2011، كما تقدم الرياض الدعم المالي لنظام المنامة.
لذلك فهذا النظام يجد نفسه مضطرا لارسال سفيره الى كيان العدو وتقديم كل فروض الطاعة للصهاينة لانه يعتبر ان ذلك سيقدم له الحماية امام كل الانتهاكات التي يرتكبها بحق شعبه، كما يعتقد ان بذلك سيرضى عنه الاميركيين والبريطانيين، بالاضافة الى انه بسقطاته هذه يمهد لغيره من أنظمة الاقليم وبالتحديد السعودية الطريق لذهابها نحو التطبيع مع العدو متى شاءت، كما ان هذا النظام ومن قبله نظام الامارات وكل من يطبع مع الكيان الصهيوني يقدمون للعدو خدمات مجانية في الزمن الصعب لـ”إسرائيل” التي تعاني في محيط أغلبه يؤيد خط المقاومة ويرفض بقاء هذه الغدة السرطانية في قلب المنطقة.
وبالسياق، أكد ممثل حركة “حق” البحرينية المعارضة في الخارج عبد العني الخنجر في حديث خاص لموقع قناة المنار على “الموقف الثابت لحركة الحق وقوى المعارضة البحرانية والشعب البحراني في نصرة القضية الفلسطينية”، وعبّر عن اعتقاده أن “هناك مشروع صهيوني أمني يجري تنفيذه في البحرين ويهدف إلى القضاء على المعارضة ومصادرة الأهداف الشعبية والتخريب الثقافي وشن حرب الأفكار والهوية”.
هذا وبمناسبة مرور سنة على توقيع اتفاقية التطبيع والخيانة بين النظام الحاكم في البحرين وكيان العدو الاسرائيلي في 15 سبتمبر/ايلول، أقام شباب البحرين جملة من الفعاليات السياسية والإعلامية والميدانية في داخل وخارج البلاد، تحت شعار (بحرينيون ضد التطبيع)، حيث نظمت الوقفات والمسيرات الاحتجاجية في العديد من المناطق البحرينية لا سيما في كرباباد والسهلة الشمالية والبلاد القديم وسترة، ورفعت خلالها لافتات وشعارات منددة بممارسات السلطة والتطبيع مع الصهاينة، كذلك ألقيت في الفعاليات العديد من الكلمات المنددة بتطبيع العلاقات بين النظام الحاكم في المنامة والعدو الاسرائيلي، ونشطت الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على ثبات الشعب البحريني في مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.
من جهته، أكد الرمز الديني والوطني للبحرينيين آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ان “شعب البحرينِ يحكمُ على التطبيعِ بأنّه مسبّةٌ وخيانةٌ لا يمكن أن يسكتَ عليها ونحن مع أمّتنا في حقّها”.
يبقى ان كل ما تفعله بعض الأنظمة المتخاذلة والمتواطئة مع أعداء الأمة لن يسكت الأصوات الحرة والمحقة ولن يتمكن من توهين العزائم العالية والإرادات الصلبة والتي ظهر بعض بأسها في التصميم الفولاذي للأسرى الذين حطموا القيود في معتقل “جلبوع” وانتزعوا الحرية رغما عن أنف العدو.
المصدر: موقع المنار