من المهم جداً أن نعود لكي نتأمل في تاريخ أعلامنا وعظمائنا وهداتنا من نجوم العترة وأعلام الأمة، نتأمل في تاريخهم كيف كان اهتمامهم بالمسؤولية، كيف كانوا على مستوى عالٍ من الصبر، والثبات، والبذل، والعطاء، والهِمَّة العالية، وما قدَّموه في سبيل الله سبحانه وتعالى وفي سبيل المستضعفين من عباده، وما واجهوه من طغيان في اتجاه آخر وتخاذلٍ في اتجاه ثانٍ هذا يزيدنا عزماً إلى عزمنا، وهمةً إلى همتنا، وصبراً إلى صبرنا، واستعداداً للبذل والعطاء إلى ما هو موجود، فلهذه الذكريات ولهذه المناسبات أهميتها الكبرى ومردودها المهم على المستوى النفسي وعلى المستوى الثقافي والفكري وعلى المستوى العملي.
فما يربطنا بأعلام الهدى: أنبياء الله أولاً، ومن بعد أنبياء الله خط الهدى من أعلام الهدى، خط الهداية الممتد عبر الأجيال لكل زمن ولكل جيل ولكل أمة وحتى نهاية التكليف وانقضاء الحياة، ما يربطنا بهم هو الشيء الكثير والمهم جداً ليست فقط مجرد ذكريات فرح أو حزن، ليس فقط الحديث عن مولدهم أو الحديث عن استشهاد أي منهم، ما يربطنا بهم هو أعظم الروابط بعد ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى بل هو جزء من ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى، يربطنا بهم الاقتداء والاتباع والاهتداء والتمسك، هم لنا القدوة والقادة، وهم لنا الرموز، هم لنا النور الذي نستضئ به في ظلمات الجهل والباطل والطغيان، هم صلة مع الله سبحانه وتعالى ومع هديه؛ ولذلك يجب أن نحرص أن نتعرف على تاريخهم المشرق فكل واحد منهم يمثل مدرسة متكاملة نتعلم منها أبلغ الدروس والعبر، وخصوصاً ونحن في مواجهة مباشرة مع قوى الشر والعدوان ونخوض أكبر معركة على مستوى الدنيا بكلها.
فعند كل حدث يمكن أن نستفيد منهم من خلال ذكرياتهم: ذكريات الهداية، مواقف العزة والشرف، والأخلاق والسلوكيات والأقوال والحكم التي نستفيد منها فيما يزيدنا وعياً ويقينا، فيما يزيدنا بصيرة، فيما نزداد فيه ثباتاً وعزماً وقوة إرادة؛ فالارتباط بهم ارتباط بالدين صلة مع الله سبحانه وتعالى .