متابعات ..
كشفت صحيفةُ “يديعوت أحرونوت” العبرية الثلاثاء أن كلاً من السعوديّة والإمارات تضطلعان بدور في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بمحاولة اظهار انجاز تسوية وسلام السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي،
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها ترجمته وكالة “صفا” أن مبعوث ترمب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات وبعثته قدموا بالفعل إلى السعودية والإمارات والسلطة الفلسطينية ما يَظهر في أوراق عملهم على أنه “إعادة تعريف لأراضي الضفة الغربية”.
وبينت أنه كجزء من الصفقة الكبرى مع “العالم العربي”، فقد أثارت إدارة ترمب فكرة نقل الأراضي من المنطقة المساه “ج” إلى المنطقة “ب”.
ولفتت “يديعوت” إلى أن غرينبلات وفريقه لا يتحدثون عن تغيير التعريف في مناطق واسعة، لكن في مناطق صغيرة.
ونبهت إلى أن الهدف من ذلك هو تحقيق “شيء رمزي” يشير للعالم العربي-كما وصفته الصحيفة العبرية- مفاده أن “إسرائيل مستعدة لإحراز تقدم نحو حل الدولتين ليس فقط من خلال الكلمات، وأنه ليس لديها نية لضم جميع الأراضي المحتلة”.
إلا أن الصحيفة الإسرائيلية أكدت أنه من الصعب على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحقيق الحد الأدنى من الوعودات الأخيرة التي قطعتها الولايات المتحدة تجاه العرب بقيادة السعودية، وذلك بسبب الائتلاف الحاكم في “إسرائيل”.
وأشارت إلى “الجولة السرية والحساسة” التي كان من المقرر أن يجريها غرينبلات يوم الخميس الماضي بمنطقة شمال الضفة الغربية، وذلك بناء على طلبه.
وذكرت “يديعوت” أن إدارة ترمب كانت قد صنفت مسبقًا شمال الضفة كمنطقة محتملة لإحدى الخطوات الإسرائيلية التي من شأنها أن تنقل رسالة للعالم العربي مفادها أن “إسرائيل ملتزمة بحل الدولتين”.
وتشمل هذه الخطوة نقل الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة إلى سيادة “جزئية- مدنية فلسطينية”، وبتعبير أكثر شهرة “تعني هذه الخطوة نقل الأراضي من المنطقة “ج” إلى المنطقة “ب”.
ويرى الأمريكيون-بحسب “يديعوت”- أن هذه الخطوة بمثابة مهمة ممكنة للحكومة الإسرائيلية وكجزء من “صفقة كبيرة” مع العالم العربي، على حد وصفها.
وأوضحت أن غرينبلات طلب من منسق الشؤون الحكومية الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية الجنرال يوآف مردخاي مرافقته في هذه الجولة.
ولفتت إلى أن مردخاي لم يكن ليرافقه في هذه الجولة دون الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان الذي كان يعرف تمامًا ما كان يقوم به غرينبلات.
واعتبرت “يديعوت” أن “إنكار مكتب نتنياهو ما أثاره الأمريكيون حول إمكانية نقل الأراضي من المنطقة “ج” إلى “ب” في شمال الضفة هو أمر بعيد عن الحقيقة”.
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية سربت مساء الأربعاء الماضي الخطة الأمريكية هذه، ما دفع غرينبلات إلى إلغاء جولته في شمال الضفة.
وفي اليوم التالي اجتمع غرينبلات مع المبعوث الخاص مع نتنياهو، حيث تشير الترجيحات إلى أنهما ناقشا الأفكار حول الدور الذي ستلعبه “إسرائيل” في الصفقة التي تتشكل في الشرق الأوسط.
“تبييضُ المنازل الفلسطينية”
وأوضحت الصحيفة العبرية إلى أنه “إلى جانب نقل أراض في شمال الضفة من “ج” إلى “ب”، فقد أثار الأمريكيون فكرة أخرى سبق أن نوقشت في وزارة الجيش في الوقت الذي تولى ليبرمان منصبه، كجزء من سياسة “العصا والجزرة” التي قادها- والتي تقضي بـ”تبييض” بناء الفلسطينيين الذي تدعى إسرائيل أنه “غير الشرعي” والذي امتد من المنطقة “ب” إلى المنطقة “ج” لمنع حدوث انفجار على الأرض.
ويشمل هذا نحو 20 ألف مبنى في مئات المواقع المختلفة، حيث صدرت بالفعل أوامر هدم إسرائيلية ضد 13 ألف مبنى منهم نفذ منهم 3500 أمر.
وبينت أن “هذه الفكرة التي أوعز بها الجيش لليبرمان اعتمدت من قبل الأمريكيين الذين عملوا على تطويرها أكثر حيث تقوم إسرائيل بتبييض البناء الفلسطيني غير القانوني، وتُعلن أيضًا أن أراضي المنطقة ج يتم نقلها إلى المنطقة ب، وأنها ليست منطقة كبيرة، وستكون كافية في هذه المرحلة”.
وكشفت أن فكرة “تبييض المنازل” قدمت إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) عشية وصول ترمب، كلَفتة اسرائيلية تجاه رئيس لا يمكن التنبؤ به، مشيرة إلى أن وزراء الحكومة الإسرائيلية شوّهوا النية الأمريكية.
ونبهت “يديعوت” إلى أنه على الرغم من ذلك فإنه نتنياهو مع ائتلافه الحكومي الحالي سيجد صعوبة في تحقيق الحد الأدنى من الذي وعدت به الولايات المتحدة العرب.
التنسيق الأمني للعلن
وكشفت الصحيفة أيضا أن “ما يطلبه الأمريكيون من الفلسطينيين يبدو مستحيلًا في الوقت الراهن والذي يتمثل في إخراج التنسيق الأمني مع إسرائيل إلى العلن”.
كما تطالب إدارة ترمب السلطة الفلسطينية بالتوقف عن صرف الأموال إلى الأسرى الفلسطينية في السجون الإسرائيلية.
ولفتت إلى ما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” قبل أيام بطلب إدارة ترمب من السعودية القيام بتحركات أولية للتطبيع مع “إسرائيل” مثل فتح خطوط هاتفية مباشرة بين البلدين تسمح للإسرائيليين بالقيام بأعمال تجارية في السعودية والسماح للطائرات الاسرائيلية بالتحليق فوق السعودية في طريقها الى الشرق الأقصى.
وبينت أنه “الآن يجب على كل جانب أن يبرز أوراقه على الطاولة، فغرينبلات يقيم في المنطقة للتأكيد بعدم وجود نية لأحد للخروج من هذه الصفقة”.
وأوضحت أن الأمريكان يخططون في المرحلة المقبلة عقد قمة في واشنطن تليها مفاوضات متزامنة بين “إسرائيل” والعالم السني بقيادة السعودية، وبين “إسرائيل” والفلسطينيين.
وأشارت “يديعوت” إلى أن رجال ترمب المقربون منه يضغطون عليه لعقد “قمة واشنطن” خلال شهر في محاولة لتحقيق انجاز على الساحة الدولية.
وختمت “إذا قبل الرئيس ترمب هذا المقترح، فإن إسرائيل قد تجد نفسها تحت ضغوط شديدة، سيضطلع بها صديق نتنياهو العظيم في البيت الأبيض”، في إشارة إلى ترمب.
*وكالة صفا