مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
ليلة الهجرة

أخذ النبي ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› يتهيأ لهذه الرحلة الخطيرة ويخطط لها وهو يعلم أن هذه الليلة هي الليلة التي يريدون قتله فيها، ورغم ذلك كان متأسفًا ومتحسرًا على قومه لعدم إسلامهم لكي لا تنالهم عقوبة الله وسخطه بسبب إقدامهم وتجرؤهم على محاولة قتل نبي الله.

كانت مكة في حالة ترقب واستنفار والكون يلتهب وملائكة الله في دهشة مما يحدث، قرر رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› أن يكون خروجه أولاً إلى جنوب مكة عكس طريق المدينة وحتى يهدأ الوضع كما علمه الله.

ولبث ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› مع علي يوصيه ويأمره بالصبر وأداء الأمانات التي كانت عند رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم›.

 أعدت قريش أربعين مقاتلًا من صناديدها مع كل واحدٍ منهم سيفه البتار، وصدرت التعليمات فذهبوا إلى بيت رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› متخفين في ظلام الليل الدامس لتنفيذ تلك الجريمة البشعة ألا وهي قتل رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› أشرف وأكرم مخلوق في هذا الكون.

يا لها من جريمة ما أبشعها! إنها جريمة بكل المقاييس، إنه أسلوب اليهود مع أنبياء الله! وصلوا إلى منزل الرسول المصطفى ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› في جنح الظلام وأحاطوا به وطوقوه من كل الاتجاهات مستلين سيوفهم في تأهب واستعداد ينتظرون إلى أن ينتصف الليل وتنام الأعين وتحين ساعة الصفر لتنفيذ الجريمة.

الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› يتهيأ للخروج في أجواءٍ من الطمأنينة؛ لأنه واثق بالله وبوعده؛ لأن الله لا يتخلى عن أوليائه فقد جعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم ونجَّى موسى ومن معه وجعل البحر طريقًا لهم وأهلك فرعون وجنده.

ثم بعد ذلك يصلى الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› هو وعلي ‹عليه السلام› العشائين ونام علي على فراش النبي بكل استبسال وشجاعة وخرج ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› من الدار بعد العشاء الآخرة وهو يقرأ {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِـرُونَ}[يس:9] وأخذ بيده قبضة من التراب فرماها على رؤوسهم فما شعر القوم به حتى تجاوزهم، ومضى إلى غار ثور أسفل مكة.

ما أعظم قدرة الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس:82] إن الله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه أبدًا.

فلما أرخى الليل سدوله وانقطع الأثر أقبل القوم يقتربون من الدار قليلًا قليلًا وأخذوا يرمون عليًّا ‹عليه السلام› بالحجارة معتقدين أنه رسول الله ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› حتى إذا قرب الفجر ودقت ساعة الصفر هجموا على الدار وكانت دور مكة لا أبواب لها يتقدمهم خالد بن الوليد فوثب عليهم علي ‹عليه السلام› وثبة الأسد الضـرغام، وأخذ السيف من يد خالد، وشد عليهم به فهربوا إلى خارج الدار فأبصروه، فإذا هو علي، فقالوا: إنا لا نريدك، أين صاحبك؟ فخيب الله أملهم وجعل كيدهم في تضليل.

لكنهم لم يكتفوا بما فعلوا فنادى مناديهم إن محمدًا قد خرج من داره ولا يكون خروجه إلا إلى يثرب فالحقوا به لا يفوتنكم الرجل، ابحثوا عنه في كل مكان.

فانطلق إلى حيث أمره ربه إلى غار ثور فدخل الغار فأرسل الله جنديًّا بسيطًا من جنوده إنه العنكبوت (الحشرة الضعيفة) أمرها الله أن تنسج على باب الغار، وأمر الله حمامتين فباضتا في باب الغار {وَللهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[الفتح:4] وصلت مجموعة من فرسان المشركين إلى باب الغار، فشاهدوا نسيح العنكبوت وبيض الحمام فقال بعضهم إن عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد.

كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة:40].


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر