مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
 الشعار جاء من واقع الشعور بالمسؤولية ومن منطلق وعيه بطبيعة التحرك الأمريكي الإسرائيلي

يقول السيد عبد الملك بدر الدين  الحوثي:
"انطلق هذا الموقف (هتاف الحرية والإباء) وانطلق معه المشروع القرآني العظيم والمهم من واقع الشعور بالمسؤولية أمام الله، وفي واقعٍ سيئٍ ومريرٍ ومخزٍ ومُهِين تعيشه أمتنا الإسلامية في المنطقة العربية والعالم عمومًا! في وضعيةٍ خضع فيها المسلمون لهيمنةٍ مطلقةٍ لأمريكا ومع أمريكا إسرائيل! وهذه الهيمنة التي لها نتائجها السلبية جداً في واقع المسلمين، هذه الهيمنة التي من أُولَى نتائجها مسخ هوية الأمة، وطمس معالم دينها، والتأثير على أخلاقها، من نتائج هذه الهيمنة وهذه السيطرة وهذا الاستهداف أن تفقد الأمة استقلالها، وأن تخسر كرامتها، وأن تخسر هويتها أيضًا، استهداف كبير وشامل، وهيمنة مذلة ومهينة، واستحكام وتحكم وتدخل غير مسبوق في شؤون هذه الأمة، إضعاف وإذلال وإهانة وقهر واستعباد، واقع لا يمكن القبول به إذا كنا لا زلنا نحمل حسّنا الإنساني، قيمنا الفطرية التي فطرنا الله عليها، إذا كان لا يزال فينا إحساسٌ بالكرامة الإنسانية، وإحساسٌ بالعز والإباء في مثل هذا الحال مع هذه القيم الفطرية لا يمكن أن يقبل الإنسان أن يعيش في واقع هذه الحياة ذليلًا مهانًا، لا حرمة له، ولا كرامة له، ولا قيمة له، هذا هو الواقع العربي أمام التحدي الأمريكي والإسرائيلي.
في ظل الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي لهذه الأمة في كل شعوبها، وفي كل مناطقها وبلدانها وأقطارها تتحرك أمريكا وإسرائيل ولا تتحاشى أبداً من فعل أي شيءٍ بهذه الأمة، مهما كان ظالمًا، مهما كان طغيانًا، مهما كان بشعًا، مهما كان سيئًا، مهما كان مهينًا، لأن العداء الأمريكي والإسرائيلي لهذه الأمة عداء شديد، وعداء حقيقي، وبالتالي: يتحركون من تلك الحالة العدائية في موقفٍ عدائي ولكن تحركاً شاملًا، وتحركًا يستهدف الأمة في كل مقومات بنائها، وفي كل عوامل قوتها، استهداف في القيم، في الأخلاق، واستهداف أيضاً للإنسان، وللأرض، وللثروة، وللمقدرات، استهداف شامل لا يستثني شيئاً ولا ينحصر في اتجاه معين أو ينطلق من زاويةٍ معينة فحسب، "لا"، استهداف يشمل كل شيء، واستهداف كبير وخطير.
 والأخطر من ذلك كله أنهم يستفيدون بالدرجة الأولى من الواقع الداخلي للأمة، الواقع المهيأ لصالح أعدائها، الواقع المطمع الذي جعلهم يطمعون بشكلٍ كبير في أن مؤامراتهم ومخططاتهم ومكائدهم على هذه الأمة يمكن أن تنجح في ظل الحالة السائدة في واقع الأمة، من ضعف الوعي إلى حدٍ كبير، انعدام الشعور بالمسئولية إلى حدٍ كبير. 
ولذلك تحرك هذا المشروع القرآني العظيم بشعاره وبما فيه من مواقف، وفيما فيه من تبصير وتوعية من خلال القرآن الكريم، ونشرٍ للثقافة القرآنية التي تضيء الطريق للأمة، والتي تصنع الوعي للأمة، والتي يمكن أن نسترشد بها في الصراع مع أعدائنا مهما كان حجم هذا الصراع ومهما كانت إمكانيات الأعداء".
....................................................
 انطلق الشعار من واقع المعاناة
يقول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي:
"لقد انطلق هذا المشروع القرآني من واقعٍ معروف (واقع المعاناة) فهو مشروع أصيل، لم يأت كترف فكري، أو عمل هامشي، أو خطوة ليس هناك حاجة إليها "لا"، انطلق في مرحلةٍ الأمة بحاجة إلى موقف، لا بد للناس من موقف، البديل عن الموقف ما هو؟ حالة اللاموقف، التي تعني الاستسلام، تعني الصمت، تعني الخضوع، تعني أن نترك المجال لصالح الأعداء ليعملوا هم كل ما يشاؤون ويريدون، يعني إفراغ الساحة من أي مشروعٍ يناهض مؤامراتهم ومكائدهم وهذا بالضبط هو ما يريدونه. 
هم أرادوا لنا كأمةٍ مسلمة أن يكون واقعنا هكذا، واقعاً فارغاً من أي مشروع يناهضهم ويناهض مكائدهم، أرادوا لساحتنا العربية، لساحتنا الإسلامية أن تكون ساحةً يسودها الصمت، والاستسلام، والخضوع، وأرادوا لنا كأمةٍ مسلمة - وهي أمة كبيرة جداً، مئات الملايين من المسلمين - أن نكون قطيعًا كالحيوانات، يقتلون منا، ويستعبدون، ويأسرون، ويسفكون الدماء، ويمررون المؤامرات تلو المؤامرات، ويفعلون بنا ما يشاؤون ويريدون وهم مطمئنون كل الاطمئنان أنهم لن يُقَابَلوا بموقف، وأن حالة الصمت والاستسلام والسكوت والتدجين لصالحهم ستبقى هي الحالة القائمة في واقع الأمة، والمسيطرة على الأمة، والمتغلبة في واقع الأمة. 
ولهذا كان هذا المشروع القرآني مهمًا، وضروريًا بحكم الواقع، بحكم الظروف، بحكم الأخطار، بحكم التحديات، وضروريًا من منطلق القيم والمبادئ التي ننتمي إليها كمسلمين، أن ديننا لا يسمح لنا - حتى لو رضينا لأنفسنا - أن نعيش حالة الذل، وحالة القهر، وحالة الهوان، وحالة الاستسلام، وفتحنا المجال لأعدائنا! وقلنا لهم تفضلوا، فافعلوا بنا ما شئتم! اقتلوا من شئتم! وأْسِروا من شئتم! واهتكوا الأعراض! ودمروا البلدان! وانهبوا الثروات والمقدرات كل هذا لكم! لن يعفينا ذلك من المسؤولية أمام الله، سنُحاسب ونُسأل لأن موقفًا كهذا ـ موقف قائم على أساس الاستسلام والخنوع والخضوع لصالح أعداء الإنسانية والبشرية ـ موقف كهذا هو موقف لا ينسجم بأي حالٍ من الأحوال مع مبادئ الإسلام وقيمه، مع توجيهات الله وتعليماته وأوامره المهمة والعظيمة والمقدسة في كتابه الكريم. 
لذلك من واقع الظروف التي تعيشها الأمة، وهي أمة أبناؤها كبشر لهم إحساس، لهم معاناة، لهم واقع مؤسف، يفرض عليهم أن يتحركوا. الحالة الإنسانية، الإحساس بالكرامة، الإنسانية التي هُدِرت والتي استبيحت، الإحساس بالذل والهوان، الإحساس بالاستهداف الممنهج والشامل يفرض علينا من واقع حسنا الإنساني أن لا نقبل بذلك، وأن لا نصمت تجاه ذلك، وأن لا نخضع إزاء ذلك، وكذلك موقفنا الديني، انتماؤنا الديني، قيمنا الدينية، أخلاقنا الدينية، وفي مقدمتها العزة. 
من أهم الأخلاق في الإسلام والقيم الأصيلة والمهمة التي يجب أن تحافظ عليها الأمة هي: (العزة) الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم والمجيد: 
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون :8]، الله سبحانه وتعالى وهو العزيز يريد لعباده أن يكونوا أعزاء، أراد لهم أيضًا أن يعيشوا بكرامة، وكرّم بني آدم وأراد لهم الكرامة، وعاملهم بكرامة، وقدم إليهم حتى دينه بكرامة، وقدم تعليماته وإرشاداته وتوجيهاته لهم بكرامة، وفيما يحقق لهم الكرامة في الدنيا والآخرة. 
.............................................

 انطلق الشعار من منطلق {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}
بالعودة إلى مقابلة السيد حسين - رضوان الله عليه - مع قناة (أبو ظبي) نجد أنه أوجز الحديث عن هذا المشـروع ودوافعه وعن الخطوة العملية المتمثلة في الشعار والمقاطعة بقوله: 
"يا أخي نحن معروفون من سنتين ونصف عملنا يتمثل في تذكير الناس بكتاب الله أمام الهجمة الرهيبة من أمريكا وإسـرائيل ضد الإسلام والمسلمين. المسلمون عليهم مسؤولية كبيرة أمام الله، الله يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:60] ويقول في آيات كثيرة كلها تحث المسلمين على أن يكون لديهم تأهب لمواجهة أعدائه وأعدائهم. 
الإنسان إذا كان لديه معرفة بالبينات والهدى فعليه مسؤولية كبيرة، الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ}[البقرة:159] نحن أعتقد أن لدينا معرفة - بفضل الله - بالبينات والهدى فمن واجبنا نحو الله - ونحن يجب ألَّا نخاف إلا الله - أن نبين للناس، فنحن بيَّنَّا للناس أن هذه المرحلة التي نحن فيها ونقولها الآن للجميع ولكل من يسمع قناتكم العزيزة: أن المسلمين اليوم هم في مواجهة مرحلة خطيرة جدًا حسب ما أعتقد، مرحلة مؤاخذة إلهية، مرحلة تسليط إلهي؛ إذا لم يعودوا إليه ويعودوا إلى كتابه بشكل جاد سيُسلّط عليهم أعداءهم. هذه القضية نذكّر الناس بها؛ فنحن ننطلق من هذه المسؤولية الإلهية في القرآن بالتبيين للناس، هذا هو الشـيء الذي أخذه الله على من لديهم معرفة{وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}[آل عمران:187] كثير من العلماء، حتى هنا عندنا في اليمن يودّون أنَّ بإمكانهم أنْ يبيّنوا، لكن هناك من يضغط عليهم، هناك من يجبرهم على ألَّا يتفوّهوا بكلمة على أساس القرآن والتبيين الكامل والتبيين الصحيح للقرآن الكريم.
فنحن يا أخي هذا هو عملنا من البداية: تذكير الناس بالقرآن ومن منطلق قول الله تعالى لرسوله - صلوات الله عليه وعلى آله -: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}[الغاشية:21] نحن نذكر فَمَنْ قَبِلَ فلا بأس، والذي لا يقبل لا نجبره على ذلك، لا نفرض عليه أنْ يقبل توجُّهَنا، لا نكفّره، ولا نفسّقه.
 والتذكير ليس معناه مجرد أن تذكر أن هناك عدوًّا فقط، بل يجب أن تكون هناك رؤية تقدم للناس، رؤية عملية ليتحركوا فيها. 
على هذا الأساس كان أمامنا قضيتان: رفع شعار 
{ الله أكبر - الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود -النصر للإسلام }
 والقضية الثانية: مقاطعة البضائع الأمريكية والإسـرائيلية، والحث عليها كواجب؛ لأن أموالنا هذه التي نستهلك البضائع الأمريكية بدفعها تعتبر إعانة لهم على الإسلام  وعلى أبناء الإسلام. هذا الذي نعمله نتحرك على هذا الأساس".
........................................

 الشعار انطلق من منطلق {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}
يقول السيد حسين رضوان الله عليه في محاضرة (اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا):
"ونحن نقول: مهما كانت الوعود، مهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت، أليس كذلك؟ وإذا ما صمتنا، شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله الذي قال لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ}[الصف: من الآية14] أفلا نكون من أنصار الله ولو بكلمة؟! سننصر دين الله، وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود، في مواجهة اليهود فأمام من ننصره؟! إذا سكتنا في أوضاع كهذه فمتى سنتكلم؟ متى سنتكلم إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت؟ سنتكلم، ويجب أن نكرر دائما شعار: الله أكبر - الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود - النصر للإسلام في كل جمعة وفي كل اجتماع.
ويقول في الدرس الثاني والعشـرين من دروس رمضان:
"الإنسان الذي هو يعتبر مجاهدًا يجب أن يبذل جهده في سبيل الله، ويعرف ماذا ينبغي أن يعمل،  وأعتقد فعلًا أن رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلًا، بل قد يكون هذا الجهاد أشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقَّى لهم ونقتلهم فعلًا، أنا أعتقد هذا: أن أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم، على مدى سنتين لم يستطيعوا أن يقولوا: إرهابيين نهائـيًّا، لم يستطيعوا أن يوقفوه بأي طريقة أبدًا، ولا استطاعوا أن يلصقوا به شيئًا يعتبر ذريعة، وفي نفس الوقت يعرفون أنه يضـربهم ضـربات نفسيَّة ومعنويَّة رهيبة".


.........................................................
 الصرخة انطلقت من منطلق البراءة من أعداء الله 
يقول السيد حسين رضوان الله عليه في (الشعار سلاح وموقف):
"طيِّب، فيفهم الإنسان بأنه عندما يعارض عملاً من هذا النوع فإنه يصد عن سبيل الله، والذي يقول: إن هذا الشعار لا يصح في المسجد! نقول له: عملك أنت  هو الذي هو صدٌ عن سبيل الله هو الذي لا يجوز في المسجد، الذين رفعوا الشعار أنت تعلم أن هذا الشعار ضد أمريكا وإسرائيل، وأقل ما فيه أنه إعلان براءة من هؤلاء الأعداء، وعمل صالح. العمل السيئ هو أن تنطلق أنت في المسجد تصد عن هذا العمل. كيف تبيح لنفسك أن تعارض مسلماً في موقفه ضد يهود؟! أمام عمله وهو يرفع شعار ضد اليهود ضد الأمريكيين والإسرائيليين وتعتبر أنه لا يجوز لمسلم أن يعارض يهوداً.
فما الذي يجوز والذي لا يجوز من هذا؟ الذي يصد عن سبيل الله من داخل المسجد هو الذي لا يجوز له، وهو الذي يرتكب قبيحاً ويرتكب جريمة؛ لأنك أنت ما دخلك في هذا على أقل تقدير؟ إذا أنت لست منطلقاً في هذا الموضوع فاسكت لا تحاول أن تثبط آخرين، لا تحاول أن تعارض آخرين، لا يجوز لك هذا، لا يجوز لك حتى لو عندك بأنه (ليس له فائدة).
قال الله سبحانه وتعالى عن ضرورة البراءة من أعداء الله: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة4].
ويقول سبحانه وتعالى:{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المجادلة22].
وفي حديث خطير ومهم يقول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((لو أن عبداً قام ليله، وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله عِلْقاً عِلْقاً  وعَبَدَ الله بين الرُّكن والمقام حتى يكون آخرُ ذلك أن يُذبَح بين الركن والمقام مظلوماً لَمَا صَعِدَ إلى الله من عمله وزن ذرة، حتى يُظهِرَ المحبة لأولياء الله والعداوة لأعداء الله))".
.......................................................

ما تدل عليه وتحمله مفردات الشعار
يقول السيد حسين في (الدرس السادس) من دروس رمضان عند قول الله تعالى:
"{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} مسألة ذكر اسمه ليس فقط مجرد أن أحداً يقول: الله أكبر، وإنما: الله أكبر بفاعلية فعلاً.
ولهذا انظر الفارق أليس المصلون يقولون: الله أكبر؟ عندما يقول الشباب:(الله أكبر...) هل يوجد زيادة على ما يقولونه هم: الله أكبر؟ فلماذا ينطلقون بقوة عليهم ويمسكونهم ويسجنونهم؟!.
هذه مواقف تنطلق من إعطاء النفس حيوية على أساس إعطاء ماذا؟ ذكر الله حيوية، (الله أكبر) هذه معناها هام جداً جداً يعني إذا كنت فعلاً اعرف معنى اسم الله الذي أذكره به فهو يعطيني انطلاقة هامة: لا أخشى غيره، فعندما أقول: (الله أكبر) هو أكبر من أمريكا وأكبر من إسرائيل أكبر من أي طرف آخر، إذاً فأنطلق لأرفع شعاراً ضدهم وأقول: الموت لهم (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) أليست هذه من قيمة ذكر الله بمعناه الحقيقي؟ أي إعطاء اسمه فاعلية، والتعامل معها بإيجابية بحيوية، وإلا فهناك كثير من الناس من يقولون: ?آمنا? هكذا مجرد الكلام {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ}[الزخرف: من الآية87] مجرد الكلام لا يكفي لوحده، لا بد أن يكون بالشكل الذي يعطي فاعلية يعطي أثراً منسجماً مع مضمون الاسم الإلهي: (الله أكبر) التي هي من أبرز الكلام في المسجد يدعى بها إلى الصلاة. (الله أكبر الله أكبر) في أول الأذان، وتفتتح بها الصلاة، وتتكرر داخل الصلاة، مضمون هذا الاسم يجب أن يكون بالشكل الذي إذا أنت ترفعه وتعمل على رفعه فيجب أن يكون بالشكل الذي يترك مضمونه أثراً لديك يتمثل في مواقف تنطلق فيها وإلا فسيبقى مجرد كلام مثل كلمة المشركين: (الله) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ}[الزخرف: من الآية87] لكن هل انطلقوا على مضمون هذه ليوحدوه ويتركوا الآلهة الأخرى؟ لا".


معاني مفردات الشعار
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تحدث عن ثقافة الشعار في خطابه في تأبين الشهيد القائد السيد حسين - رضوان الله عليه - بقوله: 
"الشعار حقق نتائج كبيرة على مستوى تقديم الثقافة الصحيحة لمواجهة غزو فكري وسياسـي وثقافي للأمة، لو نأتي حتى إلى مفردات هذا الشعار وراء كل مفردةٍ ثقافة تواجه ثقافة من الضلال والبغي التي يتحرك من خلالها أعداء الإسلام للسيطرة على الأمة".
(الله أكبر)
لقد بدأ هذا الشعار بعبارة التكبير، التكبير لله، (الله أكبر)، بدأ هذا الشعار بهذه العبارة ليقدمها ثقافة، ليرسخها إيمانًا واعيًا واثـقًا في مرحلة حرصت فيها أمريكا وإسـرائيل ومن مع أمريكا وإسـرائيل من قوى النفاق والعمالة على أن يرسخوا في قلوب الناس، في قلوب ومشاعر وواقع هذه الأمة أن أمريكا أكبر من كل شـيء، وأنه يجب أن يرهبها الناس فوق كل شـيء، وأن يخافها الناس فوق كل شـيء، وأن يستسلم لها الناس ويرون فيها الأكبر الذي يجب أن يخضعوا له، والأكبر الذي يجب أن يستسلموا له، والأكبر الذي يجب أن يطيعوه، والأكبر الذي يرى الناس نفوسهم في مواجهته أنهم الأصغر والأهون والأضعف والأعجز وبالتالي المستسلم.
لكن عبارة: (الله أكبر) في هذا الموقع في إطار هذا الموقف رسخت قناعة رسخت إيمانًا وعقيدةً ومبدءًا وفكرًا وثقافةً أن الله العظيم ملك السموات والأرض رب العالمين هو الأكبر،  وأن أولئك الطغاة المستكبرين هم لا شـيء أمام جبروت الله وقدرة الله وكبرياء الله. 
هو الأكبر فلنثق به، هو الأكبر فلنتوكل عليه، هو الأكبر فلنعتمد عليه، هو الأكبر فلنستنصـر به ولنسـر في الطريق التي وعدنا فيها بالنصـر، هو الأكبر الذي يجب أن نخشاه فلا نقصـر، هو الأكبر الذي يجب أن نخاف منه فلا نهمل ولا نتراجع ولا نضعف، هو الأكبر الذي يجب أن نعتز به في مواجهة كل الطغاة والمستكبرين. 
هو الأكبر الذي يجب أن نطمئن وأن نشعر بالثقة والأمل عندما نتوكل عليه ونسير في طريقه ونعتمد عليه، هو الأكبر الذي يجب أن تمتلئ قلوبنا خشية منه، إجلالًا له، تعظيمًا له، إكبارًا له حتى يصغر كل ما سواه في أعيننا، هو الأكبر. 
هذه الثقافة المهمة جدًّا التي قدمها هذا الشعار في مواجهة كل أصوات السوء، أصوات الباطل، أصوات ودعوات وكتابات وأقوال وفتاوى المرجفين والعملاء والمتخاذلين والمنافقين الذين يريدون أن يرسخوا في نفوس الأمة أن أمريكا هي الأكبر وبالتالي هي التي يجب أن تُخاف وأن تُعبد من دون الله سبحانه وتعالى، فيكون أمرها هو النافذ وكلمتها هي العليا وتوجيهاتها هي المطاعة وسياساتها هي المعتمدة.

.........................................
الموت لأمريكا الموت لإسـرائيل
في الشعار نفسه جاءت الفقرة الثانية والثالثة لتقول: (الموت لأمريكا الموت لإسـرائيل) في مرحلة أرادت منا أمريكا وعملاؤها المنافقون وأولياؤها المرجفون هي وإسـرائيل أن نقدس أمريكا، أن نخضع لأمريكا، أن نترك لأمريكا المجال لتفعل بنا ما تشاء وتريد، لتقتل وتميت دون أن يكون لنا موقف، دون أن نقول شيئًا ودون أن نعمل شيئًا.
في مرحلة أرادت فيها أمريكا وإسـرائيل وأولياء أمريكا وإسـرائيل وعملاء أمريكا وإسـرائيل لهذه الأمة الموت، الموت في كل المجالات، الموت قتلًا، والموت خضوعًا واستسلامًا، والموت عجزًا وانهيارًا وذلًّا، الموت بكل أشكاله المعنوية والحقيقية.
جاء هذا الشعار ليعلِّمنا كيف نكون تجاه هذا العدو الذي لا يجوز لأحد أن يواليه ولا أن يكون عميلًا له، هذا العدو الذي يجب أن نتخذه عدوًّا، هذا العدو الذي يميت الأمة، يقتل الأمة، يميت ثقافة الأمة، عزة الأمة، مجد الأمة، يستهدف الأمة بكل أشكال الاستهداف أمريكا وإسـرائيل أن نتخذهم أعداء، وأن نقول: الموت لهم، وأن ننادي بعدائنا وأن نظهر سخطنا تجاه ما يعملون، أن نعبر عن عزتنا، عن إبائنا، عن إحساسنا، عن مشاعرنا، عن وجودنا، عن حضورنا، عن أنَّا أمة تعادي من عاداها، وتقف بوجه من يستهدفها، ولسنا أمة مستباحة تترك المجال للآخرين ليفعلوا بها ما يشاؤون ويريدون ولا يكون لها موقف ولا صوت ولا حركة وكأنها ميتة.

...........................
 اللعنة على اليهود
جاءت عبارة: (اللعنة على اليهود) في مرحلة يحرص اليهود وكل عملائهم في الدنيا أن يقدموا اليهود الذين هم المفسدون في الأرض، الذين يسعون فيها فسادًا وهم منبع الشـر والفساد والطغيان والإجرام والتآمر في كل العالم، يريدون أن يقدموهم في كل العالم على أنهم هم الأخيار وأنهم الأبرار وأنهم دعاة الحرية وأنهم من سينقذ العالم، وأنهم ملائكة البشـر.
جاءت عبارة: (اللعنة على اليهود) لتكون موقفًا، ولتقدم رؤية عن أولئك أنهم ملعونون، لا هم أخيار ولا هم أبرار، بل هم منبع الشـر، هم منبع التآمر في كل الدنيا، منبع الفساد في كل الأرض، منبع الطغيان والإجرام، منبع المكر والكيد بالبشـرية، منبع الضـر والطغيان هم، هم ملعونون وليسوا لا بأخيار ولا بأبرار ولا بحضاريين ولا بديمقراطيين وكل العبارات التي تحاول أن تجملهم على بشاعتهم وأن تقدمهم للعالم ليسودوا العالم، ليسودوا العالم، ليقودوا العالم، ليهيمنوا على العالم، باعتبار أنهم هم الأكبر والأكثر كفاءة لقيادة العالم.
جاءت عبارة: (اللعنة على اليهود) لتحكي موقفًا يعبر عن حقيقة ما هم عليه، أنهم أشـرار، أن الله قد لعنهم لما هم عليه من شـر، لما هم عليه من طغيان، لما هم عليه من فساد، لما هم عليه من إجرام، لما يمثلونه على البشـرية من خطر وشـر ومكر وكيد وإجرام وكل مظاهر الشـر وكل مظاهر الطغيان.
..........................................
(النصـر للإسلام)
ثم ختم هذا الشعار بعبارة هي: (النصـر للإسلام) لتؤكد حقيقة الوعد الإلهي الصادق بالنصـر لهذا الإسلام بقيمه المثلى، هذا الإسلام بمبادئه الحقة، هذا الإسلام بأخلاقه العظيمة، هذا الإسلام بمشـروعه العادل في الحياة، هذا الإسلام الذي كرم الإنسان والذي أراد للإنسان أشـرف دور يقوم به في السماوات والأرض، وأعظم مسؤولية، هذا الإسلام، لكن الإسلام الذي قدمه القرآن وتحرك على أساسه محمد -صلوات الله عليه وعلى آله - وليس الإسلام الزائف، النصر للإسلام لأن الأعداء يريدون له أن يشوه، يريدون أن يرسخوا على مستوى الذهنية العالمية في كل الدنيا أنه دين شـر ومنبع إرهاب وفساد، أنه دين انحطاط، أنه دين لا قيم له ولا شـرف له ولا ضمير له، أنه دين هزيمة، دين يكون المنتمون إليه هم الأذل والأحط والأعجز في كل الدنيا.
جاءت هذه العبارة لتقدم الحقيقة الناصعة أنه الدين الذي سينتصـر، هو الدين الذي ستحتاج إليه البشـرية، هو الدين الذي لا خلاص للبشـرية لا من ظلم وطغيان وفساد أولئك الأشـرار اليهود ومن يدور في فلكهم إلا بهذا الإسلام، بمشـروعه العادل، بمبادئه المثلى والعظيمة، بأخلاقه، بسلوكياته بكل تفاصيله، بروحيته".

ـــــــــــــــــ ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين- 1439هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر