يقول السيد حسين رضوان الله عليه في (محاضرة أمر الولاية):
فاجتماعنا في هذا اليوم وإحياؤنا لهذه المناسبة هو تجسيد واقتداء واتباع لاجتماع تاريخي قبل ألف وأربعمائة عام، اجتماع في حضرت الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) نعمل من خلال اجتماعاتنا هذه أن يبقى صدى صوت رسول الله ويبقى بلاغه قائماً عبر الأجيال، يبقى ذلك البلاغ الذي أداه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من فوق أقتاب الإبل والمؤمنون يسمعونه في حالة كهذه، تحت حرارة الشمس في غدير خم، في تلك البقعة التي قُدم فيها بلاغ له أهميته الكبيرة في الإسلام، حتى أن الله قال للرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم):
(وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) (المائدة:67).
فاجتماعنا وحرصنا على أن يبقى صوت الرسول وبلاغه وكلماته النيرة التي حملت إلى أمته مضموناً مهماً وقاعدة هامة وأساساً هاماً في الدين يترتب عليه مصير هذه الأمة، وهو موضوع الولاية.
إذاً مناسبة الغدير بثقافتها تجاه مسألة الولاية، هذه المناسبة التي تدفعنا إلى الاتجاه الصحيح، ثقافة القرآن الكريم أن نتولى الله، أن نتولى رسوله، أن نتولى الذين آمنوا هذا الاتجاه الصحيح الذي ينسجم مع انتمائنا للإسلام، ينسجم مع القرآن الكريم، ينسجم مع هويتنا الأساسية الذي فيه الخير لنا، فيه العزة لنا، فيه الكرامة لنا، فيه السعادة لنا، فيه عزتنا وقوتنا وخيرنا في الدنيا والآخرة:(وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(المائدة: الآية 56).
من كتيب (البعد السياسي والثقافي لحديث الولاية) للأستاذ يحيى قاسم ابوعواضه