مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير – 26 ربيع أول 1446هـ
السلامُ على من عَبَّد للقدس طريقاً بدمِه.. والسلامُ على من هزمَ الاستكبارَ أكثرَ من ثلاثين سنة.. السلامُ والنصرُ للقدس من مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.. السلامُ والمواساةُ لغزةَ من خضيبِ شيبتِه الطَّهور.. السلامُ على مَن أشعلَ استشهادُه جَذوةَ الهجومِ على اليهود.. السلامُ على من شمَّر ارتقاؤُه للتحرير سواعدَ الغضبى والفاقدين المستوحشين.
أبا هادي.. وأبا المقاومةِ والجهادِ والانتصار: نشهد إنك قد بلّغتَ الحجّـة وأديتَ الأمانة وجاهدتَ في اللهِ حق الجهاد.. سيفُك في قبضاتِنا وصدقُك في سواعدِنا وصبرُك في عروقِنا..
والله سبحانَه الذي أيَّدكَ وثبَّتكَ ووفَّقكَ وسدَّدَكَ لا زلنا معكَ ولا تزال معنا.. فيا سيدَنا: الويلُ كُـلُّ الويلِ لعدوِّك وعدوِّنا..
يا سماحةَ السيدِ والقائدِ والوالدِ والشقيق.. يا سماحةَ الأخِ العظيمِ الكريمِ العزيزِ الحبيب.. يا سماحةَ الحسنِ والحسينِ والنصرِ والصمودِ والمقاومة.. لن يخيبَ ظنُّكَ في مَن خذلَهم العالمُ ونَصَرْتَهم لوحدِك، ولن يخيب أملُك في مَن خانَهم الإخوةُ والأقارب والجيرانُ وكنتَ لهم وحدَكَ نِعْمَ الأبُ ونعم الأخُ ونعم الابنُ ونعم الناصرُ ونعم المساند..
لن يخيبَ ظَنُّك يا أبا هادي في يمنِك المجاهد.. لن يخيبَ ظنُّك في أنصار الله أنصار النبي أنصار غزة، وأنصار لُبْنانِك.. أبا هادي سيدَ نصرِنا وزوالِهم، سيدَ بندقيتِنا واقتلاعهم، سيدَ ثباتِنا واندحارهم: قسماً بدمك الطاهرِ وقُدُماً بعزمِك الخالد.. نقولُ وقد آلَمَنَا فراقُكَ وبشَّرنَا استشهادك:
إنا لله وإنا إليه منتصرون.
إنا لله وإنا إليه ثابتون مرابطون.
إنا لله وإنا لغزةَ مساندون.
إنا لله وإنا إلى القدس سائرون عائدون محرّرون.
نحن على ثقة من ذلك، فيما يضج العالمُ بسيناريوهاتِ ما بعد استشهاد سماحةِ السيدِ نصر الله، عن مستقبلِ حزبِ الله ومصيرِ لبنانَ وغزةَ والقدسِ وفلسطينَ ووَحدةِ الساحات.. ولقد أعطى صاحبُ الوعدِ الصادقِ كُـلَّ ذلك دمَه.. وحتمًا أن روحَه الطاهرةَ تُقرِّبُنا أكثرَ من تحقيقِ وعدِ الآخرة.. ألم تكن كُـلُّ خُطاه تَتَابعُ للصلاةِ في ثالثِ الحرمين؛ إنه باقٍ يتحدَّثُ إلى مليارِ مسلمٍ بلهجةِ رسول، ويشُدُّ رحالُ أحرار أمتِنا إليها بالبندقية “في مسيرتِنا شهداء، وفي قادتِنا شهداء، نستطيع أن نستمرَّ بفيضهم، بأرواحهم المعطاءَة، بوصاياهم، بابتساماتهم، بأصواتهم التي ما زالت تتردّد في آذاننا” هي الشهادةُ في قاموسِ المؤمنين ميلادٌ جديد.. ولكم دوَّت صرخَتُه في وجوهِ أعدائنا “هذا الطريقُ سنُكمِلُه ولو استشهدنا جميعاً.. سنُكمل المسيرةَ ولن نتخلى عن خيارِ المقاومةِ الإسلامية”.
وحدَهم العظماءُ يتقنون هذا النوعَ من الرحيل، ويستقبلونه بلا تردّد وبتصميمٍ تام، مطمئنين إلى نتائجِه، وها هم حَمَلةُ الراياتِ أبا هادي بعدَك يملؤون الميادين.. “نحن رجالُ أبي عبدِالله الحسين، فليس لأحدٍ أن يتصوَّرَ أننا سنتسلَّلُ في وسطِ الليلِ ونُخلي الميدان”
هيهات منا الذلة.. نجيعُ دمِك الزكي يا أبا هادي سيصنعُ حركةَ التغييرِ الكبرى في العالم.
صحيفة المسيرة