السيد حسين هذا الرجل الذي كان بحقٍّ رجل المرحلة، يعي هذه المرحلة التي يمر بها شعبه، وتمر بها أمته عمومًا، يعيها جيدًا، يعي خطورتها، يعي ما تتطلبه هذه المرحلة، يعي تداعياتها، ويعي ما يجب أن تكون عليه الأمة في مواجهة هذا الواقع، وفي الخروج منه، وفي مواجهة تلك التداعيات، وكان بحق رجل المسؤولية، يعي مسؤوليته ومسؤولية الأمة من حوله، تجاه هذا الواقع المرير، تجاه هذه المرحلة الخطرة، ويحمل روح المسؤولية بما تحتاج إليه من عزم ومن إرادة، ومن صدق، ومن جد، ومن اهتمام، ومن وعي، ومن إيمان، ومن عزيمة.
وكان واسع الأفق، كان عالمي الرؤية، والنظرة والاهتمام، فلم ينحصر أبدًا اهتمامه أو نظرته أو توجهه في محيطه، لا محيطه المذهبي، لا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقرآن الكريم، فكان فعلًا عالميًّا بعالمية القرآن، في رؤيته الواسعة، اهتمامه الواسع، في نظرته الواسعة، وفي أفقه الواسع.
كان يمثل ويجسد الأخلاق والقيم القرآنية في أقواله وأفعاله وممارساته، كان على مستوى عالٍ في إيمانه، وفي وعيه، وفي أخلاقه، وفي سؤدده، وفي قيمه، أدرك الواقع على المستوى العالمي وعلى مستوى واقع الأمة، وأدرك بعمق حجم المأساة التي تعيشها أمته ويعيشها شعبه، وخطورة الوضع، وخطورة المرحلة، شخَّص المشكلة وقدم الحل في زمن لم نسمع فيه من يُقدِّم الحل، ومرحلة غلب عليها حالة اليأس، تغلبت عليها حالة اليأس وغلب فيها الإحباط والحيرة.
من خطاب السيد : عبد الملك بدر الدين الحوثي.
في الذّكْرَى السّنَويّة لِلشَهِيد ذكرى 1434هـ