أولًا: ثباتنا على موقفنا المبدئي والإيماني في التمسك بقضايا الأمة الكبرى، وعلى رأسها مظلومية الشعب الفلسطيني، وحقه في الحرية واستعادة المقدسات والأرض.
ثانيًا: وقوفنا إلى جانب المقاومة وأحرار الأمة في مناهضة الهيمنة الأمريكية، والتصدي للعدو الإسرائيلي، بما يمثِّله من خطورةٍ على الأمة بكلها، وعلى الأمن والسلام والاستقرار في العالم. كما نؤكِّد تضامننا مع كل المظلومين، ومن ضمنهم الشعب البحريني العزيز.
ثالثًا: نؤكِّد صمودنا وثباتنا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا العزيز، ومهما كان حجم الطغيان، ومهما ارتكب العدو من الجرائم، فلن يرغمنا على الاستسلام أبدًا؛ لأننا ننتمي إلى الإسلام في أصالته، التي رمزها وعنوانها سبط رسول الله الحسين بن علي -عليهما السلام-.
وأنا في هذا المقام أدعو أبطال الجيش والأمن، وأحرار القبائل، وشباب الأمة إلى النفير والتحرك الجاد إلى الجبهات: في الساحل الغربي، وفي الحدود، وفي سائر الجبهات، إنَّ صمودنا اليوم هو تعبيرٌ عن إيماننا، وتجسيدٌ لمبادئنا.
إنَّ مشكلة تحالف العدوان معنا هي مشكلة تعود إلى تمسكنا بهذا المبدأ، وبهذه القيم، وسيرنا في هذا الطريق: طريق الحرية والعزة والكرامة، ما يريدونه منَّا هو الاستسلام لهم، والخنوع لهم، والخضوع لهم؛ كي يهيمنوا علينا، ويستعبدونا من دون الله، كي نكون في هذه الحياة شعبًا لا قرار له، ولا حرية له، ولا كرامة له.
ونحن اليوم نقول؛ وفي هذا الحضور الذي نعبِّر فيه عن هذا الانتماء، وعن هذا الولاء للإسلام، ولرموزه العظماء، وللإمام الحسين -عليه السلام- نقول لقوى العدوان: مهما كان طغيانكم، ومهما طال حصاركم، مهما فعلتم بنا، ومهما ارتكبتم بحقنا من الجرائم، فإننا- بإذن الله تعالى وبمعونته- ثابتون وصامدون، لن نتراجع أبدًا، ولن نستسلم نهائيًا. ونحن قائلون من أعماق قلوبنا، وبأعلى أصواتنا: (هَيهَات مِنَّا الذِّلَة).
إنَّ (هَيهَات مِنَّا الذِّلَّة) هي بالنسبة لنا مبدأ، وهي بالنسبة لنا قيم، وهي بالنسبة لنا أخلاق، وهي بالنسبة لنا موقف، رددها أبطالنا في الجبهات، وشهداؤنا في اللحظات الأخيرة قبل اللحاق بالرفيق الأعلى، ورددها جرحانا، ويرددها أبناء شعبنا بكل عزمٍ، وبكل ثباتٍ، وبكل صمود.
ونحن معنيون اليوم ببذل كل جهد على كل المستويات، وفي كل المسارات، وبالاعتماد على الله -سبحانه وتعالى- لتماسكنا وصمودنا، حتى يأذن الله بالنصر. والتوجه على هذا الأساس، وفي هذا الطريق؛ كانت نتيجته- دائمًا وأبدًا- هي النصر من الله -سبحانه وتعالى- الذي وعد بالنصر فقال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: من الآية40]، وقال: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: من الآية47]، هي العزة التي وعد الله بها فقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: من الآية8].
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا بتوفيقه للتمسك بهذا الإسلام، والاقتداء بسبط رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ثباتنا على الحق، وفي أن يكون الحق على الدوام هو خيارنا، وهو مستمسكنا، وهو طريقنا، وهو دربنا، لا نحيد عنه ولا نميل.
أشكر لكم هذا الحضور المبارك والمشرِّف، وأسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يرحم- في هذا اليوم- شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين 1440هـ.