عندما نأتي إلى ما يتعلق بالعدوان على بلدنا، وهو عدوان واضح وإجرامي وحشي، وجرائمه واضحة ومعروفة في كل مدينة وفي كل محافظة، وابتداؤه بالعدوان أمر واضح، يعني: الموقف من أصله واضح، عدوان غاشم وإجرامي علينا كشعبٍ يمني، تحرك البعض للتصدي لهذا العدوان ونهضوا بمسؤوليتهم، وكلٌ بقدر ما يمتلك من دافع إيماني وإنساني وقيمي وأخلاقي، كان تفاعله بهذا المقدار: بمقدار إيمانه أو بمقدار إنسانيته في الحد الأدنى، البعض كان موقفهم مختلفاً، موقف الخيانة، والميل إلى العدو، والوقوف في صف العدو، والتأييد للعدو في كل جرائمه وفي عدوانه بشكلٍ عام، البعض كان موقفهم موقفاً متردداً ومتذبذباً، والبعض جمدوا، وتنصلوا عن المسؤولية، وتجاهلوا ما يحدث، وكأنهم غير معنيين، وهذا هو يحدث في كل زمن، وفي كل عصر، وفي كل بلد يواجه مثل هذا الاعتداء، وحصل مثل هذا في عصر الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- البعض تحركوا مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ونهضوا بالمسؤولية، وتوكلوا على الله، وجاهدوا، وقدموا التضحيات من الشهداء والجرحى، وبذلوا المال والنفس، وأثنى عليهم القرآن بهذا عظيم الثناء، البعض الآخر وقفوا موقفاً آخر، وشككوا في موقف الرسول والذين معه من المؤمنين، وانتقدوهم، وجمدوا، وثبطوا، وخذلوا، وكانت مواقفهم سلبية ومتخاذلة، البعض كانوا كعدو واضحين في عدائهم، وتحركوا بكل ما يستطيعون بعدوانية شديدة، وبكل ما يستطيعونه من موقف وعمل ضد الإسلام وأهله.
البلدان التي تشهد حالةً من العدوان عليها والسعي لاحتلالها، هي تعيش نفس الشيء، نفس الحال، البعض ينهض بمسؤولياته، يدفعه وازعه الإيماني والديني الصادق، والبعض وازعه الإنساني، حريته كرامته تدفعه لاتخاذ موقف، فطرته يعني، والفطرة تلتقي مع الدين، البعض لا، يتخذ موقفاً إما متخاذلاً، وإما موقفاً لصالح العدو، وتأتي في نهاية المطاف عملية استهداف الذين يقفون الموقف الصحيح كوسيلة لضرب الموقف نفسه، للتأثير على الموقف نفسه؛ لأن الإنسان قد يتخذ منهم موقفاً سلبياً، لكن نتيجة اتخاذه موقفاً سلبياً من هؤلاء الذين هم في الموقف الصحيح، هو بالتالي يتأثر في الموقف من أصله، لا يقف ذلك الموقف الذي هم فيه، ويتحرك ضمن أولويات واهتمامات وأفكار ثانية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة الحادية والعشرون
{ولا تقف ما ليس لك به علم}
شعار المؤمن لمواجهة الشائعات والتضليل
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية والعشرون مايو 29, 2019م