مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم هم يتجهون إلى مجتمعنا بنفسه الذي لا يزال من أَهَــمّ ما فيه بقايا آثار الإسْـلَام وحركة الإسْـلَام قدر جيد من التماسك الأسري وهذا الترابط الأسري والتقديس للأسرة والارتباط الأسري، يتجهون إلى هذا المجتمع لتفكيكه كما فككوا بقية المجتمعات ويستمرون في تفكيكها، توجه لتفكيك هذه الأسرة والاستهداف لها تحت عناوين يحرصون أَوَّلًا على إثارة التباينات في داخل الأسر، إثارة التباينات، التباينات ما بين الرجل والمرأة، قدموا المرأة عالَمًا لوحدها والرجل عالَمًا لوحده، ثم يأتون للمرأة بتحريكها باتِّجَـاه أن تتحَـرّك للحصول على حقوقها وأن تكون شريكًا في هذه الحياة بنمط آخر بطريقة أُخْــرَى من باب التباين والتنازع والتنافس والاختلاف والتصارع بينما هي شريك طبيعي في واقع الحياة، واقع الحياة قائم ما بين الرجل والمرأة على الارتباط التلقائي والمباشر وسنتحدث عن هذه النقطة عندما نأتي إلى ما قدمه الإسْـلَامُ وما يقدمه الإسْـلَامُ، هم لا يريدون أن يتحَـرّكَ الجميعُ ككيان واحد وتوجه واحد حياته مرتبطة (بعضُكم من بعض) كما يعبِّرُ القُــرْآنُ الكريم.. لا.. بدون أن يأتوا باتِّجَـاهات لإثارة تباينات ثم يتحَـرّك كُـلّ صنف لوحده، الرجال لوحدهم والنساء لوحدهن ويبدأون بالتصارع والتنافس وكل يطالب بحقوقه وكل ينازع الطرف الآخر وكل طرف يحرض ضد الطرف الآخر، المرأة تُحرَّض ضد الرجل والرجل يحرَّض من هناك ضد المرأة ويشتغلون على هذا النحو مع بقية الفئات.

 

مُؤَخَّـرًا ألحقوا أَيْـضًا عنوانَ الشباب لوحدهم، ومن العجيب جِـدًّا حتى عندما يأتي حوارٌ سياسيٌّ مَثَـلًا يقول لك يأتي تمثيل للمكونات، المكونات السياسيّة في المجتمع مَثَـلًا، هذا حصل حتى عندنا في اليمن طَبْعًا يأتي من يمثل المكونات السياسيّة في المجتمع، بعد ذلك يقولون يأتي تمثيل للنساء خارج التمثيل للمكونات بينما كُـلّ مكون فيه رجال ونساء وكبار وصغار وشباب لكن أرادوا أن يكونَ هناك تصنيفٌ سياسيّ خارج التصنيف الذي يأتي إلى المكون كمكون من بناء المجتمع بكل فئاته من رجال ونساء وكبار وصغار وشباب وشيوخ.. لا..

 

أرادوا تصنيفًا آخر تصنيفًا للشباب وكأنهم فئةٌ لوحدها وللنساء وكأنهن فئة لوحدها ثم يأتي تصنيفٌ سياسيّ، سياسة للشباب لوحدهم وسياسة للنساء لوحدهن، بقي من يعني الشيبات والجهال (الأطفال) الصغار، يعني أسلوب غريب جِـدًّا في تفكيك المجتمع تحت كُـلّ العناوين وتحت كُـلّ الأوصاف لتفكيك الأسرة. تخيّلوا أسرة يأتون إلى الكبير فيها كبير الأسرة ليقولوا له أنت لوحدك تفضل نفتح لك مسار سياسيّ ويأتون للمرأة ليقولون أنتِ هناك يفتح لك مسار سياسيّ آخر، يأتون إلى الشاب ليقولوا له أنت تعال هنا مسار سياسيّ آخر، ويأتون في الأخير إلى الطفل فيقولون تعال أنت هناك مسار، تفكيك عجيب وبعثرة عجيبة.

 

نقول لهم يا جماعة كُـلّ مكون فيه شباب فيه مرأة فيه رجال فكيف تأتي بتصنيف سياسيّ للمرأة خارج المكون الذي فيه مرأة ورجل وشاب وشابة وكبير وصغير؟!

 

يقول لك إلا ضروري الشباب يمثلون والمرأة تمثل وضروري الطفل هناك يكون له في الأخير من يمثله، بعثرة وتفكيك وتمزيق للنسيج الاجتماعي ويرسمون هم هذه العناوين ومسارات ترتبط بها تذهب بالناس هناك بعيد جِـدًّا عن بعضهم البعض، القُــرْآن يأتي بعبارة جميلة جِـدًّا (بعضكم من بعض) أنتم كيان واحد أصل واحد، لكن هم يأتون لإثارة هذه التباينات ويبنون عليها هكذا تباينات سياسيّة تباينات في مسارات الحياة هذا عنوان يشتغلون عليه بشكل كبير، إثارة المرأة ضد الرجل وَالرجل ضد المرأة والشاب ضد الكبار والشيوخ وهكذا وضد الكهول ويتحَـرّكون بالإنْسَان في كُـلّ اتِّجَـاه.

 

ثانياً: التركيز بشكل كبير جِـدًّا على الإفساد للمرأة والضرب لنفسيتها وفكرتها والتحويل لها إلى عنصر لإفساد الآخرين، وهذا واضح، ما يركز عليه الغرب حَـاليًّا ما تركز عليه منظماته في طليعة برامج عملها التي تتحَـرّك دائما تحت عنوان التنمية البشرية ما تركز عليه في برامجها الثقافية والتعليمية تتجه نحو هذا الجانب التركيز على إفساد المرأة.

 

أولاً: يحاولون إبعادها عن الالتزام بالضوابط الشرعية التي هي لحمايتها، فيأتون ليشجعوا على الاختلاط على العلاقات الفوضوية بين الرجال والنساء التي لا تبقى مضبوطة بالضوابط الشرعية يخرجون المرأة من محيطها المحصن محيطها الأسري المحمي بتشريعات إلهيه وتصبح امرأة منفتحة على علاقة بالجميع من دون أي ضوابط وتدخل في ارتباطات هنا وهناك وتنفتح في حياتها على علاقات لا ضوابط لها وعلى ارتباطات ليس فيها أي حواجز. هذه النقطة يركزون عليها بشكل كبير وينفّــذون من خلالها إلى إفساد المرأة ثم إلى استغلالها كوسيلة إلى إفساد الآخرين وهذا واضح. أدنى تأمل ترى ذلك الإنْسَان بوضوح في برامجهم العملية كيف يحاولون أن يخرجوا المرأة من محيطها المحصن لاحظوا القُــرْآن الكريم جعل هناك تنظيم لعلاقة المرأة في محيطها الأسري كيف علاقتها مع زوجها مع الآخرين مستوى التستر الانضباط الحشمة إلى أخره.

 

 أحاط المرأة بتشريعات تحميها تصونها تحافظ عليها تحافظ على عفتها على كرامتها على شرفها على نزاهتها يشجعون السفور والابتذال والجريمة الأَخْــلَاقية هذا شيء واضح جِـدًّا، وتأتي منظمات تشتغل في بعض المجتمعات حتى في التمهيد لانتشار مرض الإيدز ويشجعون على ارتكاب الجريمة ويعدون الناس بأن يقدمون لهم المساعدات في مكافحة هذا الوباء؛ لأَنَّهم يدركون أن انتشار الجريمة الأَخْــلَاقية والفساد الأَخْــلَاقي آفات اجتماعية وآفات صحية وآفات كارثية على أي بلد تنتشر فيه هذه الأمراض الخطيرة جِـدًّا والأوبئة السيئة للغاية فهم يتجهون إلى إفساد المرأة وإلى تحويلها إلى عنصر إفساد في المجتمع وهم يشوهون في نظرها التشريعات الإلهية التي تحميها وتحافظ عليها وتساعدها على أداء دورها المهم في هذه الحياة يشوهونها في نظرها ويصورنها بأنها تشريعات تعبر عن تخلف وانحطاط ويصورون في نظرها الحشمة والعفة والطهارة والصيانة الأَخْــلَاقية والسلامة الأَخْــلَاقية يصورون كُـلّ هذا بأنه تخلف ويصورون الابتذال والسفور والفوضى في العلاقات والارتباطات المنفسخة التي لا يضبطها ضابط يصورون هذا بالتقدم والتطور والحضارة ويقدمون له العناوين البراقة، متى كان الابتذال متى كانت الفاحشة متى كانت الجريمة حضارة متى كانت تقدما متى كانت عَامِـلًا إيْجَـابيا في صلاح أي مجتمع أَو لبناء أي مجتمع بناءً صحيحا لكن هذا هو شغل الشيطان وشغل أوليائه يعملون على هذا النحو ويحرصون على تحويل المرأة إلى امرأة تتجه هذا الاتِّجَـاه في واقع الحياة وهم يرخصونها بذلك هم يسيئون إليها بذلك هم يستهدفونها بذلك هم يحرصون على التحكم في تفكيرها في توجهها ويرسمون لها أنشطه في هذه الحياة ذات دور سلبي وتخريبي وهدام عليها وعلى المجتمع من حولها وُصُــوْلًا إلى السيطرة عليها كما السيطرة على بقية أبناء المجتمع.

 

في واقع الحال بأدنى تأمل كيف هي اهتماماتهم فيما يمثل حماية حقيقية للمرأة في عالمنا الإسْـلَامي تجد أنهم هم من يستهدفون المرأة في فلسطين من يدعمون إسرائيل التي هي جزء منهم جزء من المجتمع الغربي في تفكيره في نزعته الاستعمارية في تسلطه على الأُمَّـة في عدائه للمسلمين يدعمون إسرائيل لقتل المرأة الفلسطينية لسجن المرأة الفلسطينية لاستباحة المرأة الفلسطينية لمضايقة المرأة الفلسطينية لظلم المرأة الفلسطينية هل قدموا ما يحمي المرأة في فلسطين من الخطر الإسرائيلي؟ أم أن المرأة في فلسطين قد قتلت بسلاحهم وسجنت بفعل حمايتهم السياسيّة للكيان الصهيوني ودعمهم المفتوح له، المرأة عندنا في اليمن ألم تقتل بالقنابل الأمريكية والقنابل البريطانية والأسلحة الفرنسية وأسلحة من دول أوروبية متعددة، ألم تقتل عندنا وتستشهد المئات من النساء بالسلاح الأمريكي والغربي، الأطفال كذلك متى وفوروا حماية، لو كانوا حريصين فعلًا ولديهم مصداقية تجاه عنوان حقوق المرأة لكان الموقف آخر، لما سمحوا بهذا القتل الذريع والوحشي والإجرامي والاستهداف غير الإنْسَاني الاستهداف الوحشي بكل ما تعنيه الكلمة للمرأة والكبير والصغير في بلدنا فلا هم في سياستهم ولا ثقافتهم ولا في ممارساتهم ولا في توجهاتهم يبالون بالمرأة في عالمنا الإسْـلَامي بل هم يسعون لاستهدافها، أما عندما نأتي إلى الإسْـلَام وما يقدمه الإسْـلَام فالإسْـلَام منذ أتى الإسْـلَام من أول ما ركز عليه الاهتمام بالمرأة وبطريقة ومنهجية إلهية عظيمة تتطابق مع الفطرة ومع التكوين الاجتماعي والبشري الذي كون الله به المجتمع البشري.

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة 1440هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر