على مستوى الظلم في الأموال والحقوق، هو أيضاً من أسوأ أنواع الظلم، ومن الظلم المنتشر بين الناس لدرجة عجيبة، حتى داخل الأسرة الواحدة، من أقبح وأشنع أنواع الظلم داخل الأسر هو: ظلم النساء والأيتام، عندما يظلم الإنسان النساء عنده، أو يظلم اليتامى، من أبرز مظاهر الظلم في الأموال والحقوق هو الظلم في الإرث، وأكل إرث النساء، وهذا من الظواهر المنتشرة والخطيرة جدًّا؛ لأن الإنسان عندما يأكل إرث قريبته، حتى لو تظاهرت بالمسامحة له مجاملةً، لا ينفعه ذلك، هو وزرٌ يتقلده، وإثمٌ وظلمٌ يرتكبه، يحاسب عليه يوم القيامة، ولا ينفعه معه أي عمل صالح، إذا لم يتخلص منه في الدنيا فأعماله كلها باطلة، أعماله كلها محبطة: صلاته محبطة، صيامه محبط... حبطت أعماله كلها في الدنيا؛ لأنه مع هذا الظلم- الذي هو ظلم خطير جدًّا- خرج عن إطار التقوى، وعن دائرة المتقين، والله -جلَّ شأنه- يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: من الآية27]، وللأسف تنتشر هذه المظالم بشكل كبير في أوساط المجتمعات، ولربما القليل من يحاول أن يخلِّص نفسه من هذا النوع من الظلم والإثم والعياذ بالله.
ينبغي على الإنسان إذا أكل أو لديه إرث قريبته أن يحرص على التخلص، ألَّا يستمر في هذا الظلم وفي هذا الوزر، يمكن للإنسان إذا كانت قريبته بنفسها: أخته، أو قريبته أياً كانت، أمه... أي شكل من أشكال القرابة التي فيها إرث، ورغبت هي أن يبقى إرثها عنده، فأن يسوق إليها حصتها من الغلول (غلول الإرث)، من الثمار، من النتائج المادية التي سيحصل عليها ويحصلها، ويكون عمله كشريك، بحسب العرف المعتاد عليه في الشراكة بين المجتمعات، وبطريقة صحيحة لا يكون فيها غبن، ولا يكون فيها ظلم، هذا هو- بالحد الأدنى- الذي يمكن أن يعمله الإنسان، أو أن يسلمها بالكامل ويخلص رقبته (ذمته) من ذلك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة: 1441هـ 09-05- 2020م.
الظلم الاجتماعي آثاره ومخاطره.