أحمد يحيى الديلمي
منذ أن وضعت الحرب أوزارها في لبنان، بدأ الكيان الصهيوني يُفكر في الخطوة التالية لاستهداف دول المنطقة، وكما قال دبلوماسي أمريكي فإن بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة أقنع نتنياهو بضرورة التوصل إلى إيقاف إطلاق النار في لبنان تمهيداً للمرحلة الثانية الممثلة باستهداف سوريا الشقيقة، وقال بالحرف الواحد ” أفراد الجماعات أصبحوا جاهزين للقيام بالدور المطلوب منهم”، وهو يعني بذلك جبهة النصرة وتحرير الشام وما يُسمى بالجيش الوطني وكل الجماعات الإرهابية، وأهم شيء ادواعش الجبهتين الأولى والثانية المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي وأمريكا وبريطانيا وتركيا باعتبارها منظمات إرهابية وبقدرة قادر تحولت في نظر من أصدروا هذا الوصف إلى معارضة سورية، لا أدري كيف تكون المعارضة القادمة من كل بقاع الأرض ؟! والمكونة من شُذاذ الأفاق الذين لا هدف لهم ولا غاية إلا خدمة الكيان الصهيوني وترجمة الخطط الأمريكية.
مما تقدم تتأكد حقيقة هامة، وهي أن أمريكا أم الإرهاب وهي التي صنعت هذه الجماعات وحولتها إلى قنابل موقوتة تتعاطى معها متى وجدت أن هناك فائدة من استخدامها وإن كان على حساب سمعة الإسلام وتشويه صورته أمام العالم، والمسلمون بغباء فاحش يتعاملون مع هذه الجماعات وفي أحيان كثيرة يمدونها بالمال والسلاح عندما يحتاجون إليها، كما تصنع حالياً قطر التي لا تزال متحمسة لإسقاط النظام السوري، ولم يُدرك المسؤولون في قطر بعد أن سقوط النظام السوري يعني مقدمة لسقوط كل هذه الأنظمة الهشة خاصة إذا ما تمت الصفقات الحالية بين دولة الكيان الصهيوني وهذه الجماعات، فلقد صدرت تصريحات متعاقبة من مسؤولين في تل أبيب يتحدثون عن الاستعداد لتزويد هذه الجماعات بالأسلحة والمال لكي تُنفذ ما طلبت منها أمريكا، والمتمثل في تغيير النظام في سوريا كمقدمة لتغيير النظام في الشرق الأوسط بعد أن فشل الكيان الصهيوني في ترجمة الفكرة من خلال زعمه بالقضاء على حزب الله الذي أثبتت الأيام أنها مجرد هرطقات لا أساس لها ولا وجود إلا في أذهان الصهاينة، أما حزب الله فهو باقٍ وسيُلقن الصهاينة دروساً أخرى في أي مرحلة يتجدد فيها الاعتداء من قبلهم .
وهذا يعني أن على العرب والمسلمين أن يشحذوا الهمم ويُدركوا أن الدور سيأتي عليهم إذا ما تمكنت هذه الجماعات المارقة – إذا ما سمح الله – من التمركز في أي مساحة بالقُطر السوري الشقيق، ويكفينا في اليمن فخراً أن القيادة تُجدد الموقف المبدئي الثابت تجاه نصرة الشعب الفلسطيني الجريح، وهو موقف يتعاظم مع مرور الأيام، فبعد أن هدأت تل أبيب ووسط الأرض المحتلة لفترة أسبوع جاءت الصواريخ والمسيرات اليمنية منفردة أو بالاشتراك مع المقاومة العراقية لتُعيد الصهاينة إلى الملاجئ وتهز الأمن والاستقرار في كل الأراضي المحتلة، ومثل هذا الموقف يجب أن يتكرر من كل الدول العربية وإن بأقل الإيمان ممثلاً في الخروج والمظاهرات والمسيرات المنددة بالعدو الصهيوني كاستجابة لتلك الصرخة التي أطلقتها فتاة في فلسطين المحتلة وهي تناشد العرب والمسلمين بأن يبادروا إلى نصرة فلسطين، فهل يعي الجميع مثل هذه الصرخات والدعوات؟! وهل يمكن أن تجتمع كلمة العرب والمسلمين ويلقنوا هذا العدو الصهيوني ومن ورائه أمريكا وبريطانيا درساً لا ينساه ويعيدوا الحق إلى أهله؟! .
أما الشعب والجيش السوري فلن يتركوا الأمن لمثل هذه الجماعات المجسدة للإرادة الأمريكية والصهيونية وسيعيدوا كل شيء إلى ما كان عليه إن شاء الله ويستعيد النظام السوري إرادته وهيبته والسيطرة على كل شبر من الأرض السورية الحبيبة، وليس ذلك على الله ببعيد، وهذا الشعب السوري البطل سبق أن واجه دول العالم كاملة في ذلك الامتحان الصعب الذي تصدى له بإسناد ودعم من شهيد الأمة المقدس الشهيد السيد حسن نصر الله، وكان فعلاً نعم السند والدعم، واليوم يستعيد الجيش السوري نفس المقومات ويدحض هذه الجماعات الإرهابية المارقة التي تُخدم أمريكا والكيان الصهيوني، والمهم أن نُدرك أن العدو واحد وإن اختلفت الأدوات، والله من وراء القصد …