{يُرْضُونَكم بِأَفْوَاهِهِمْ} هم يستخدمون هذا الأسلوب الإرضاء بالأفواه يستخدمونه أسلوب خداع لمخادعتكم لا أكثر، لا أكثر.
عندما نسمع مثلاً تصريحات الأمريكيين وحتى تصريحات الإسرائيليين ومن يلف لفهم ومن يدور معهم في فلكهم، يتقنون هذا الأسلوب{يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ} يطلقون عبارات لخداع الناس تسمع السفير الأمريكي والمسؤولين الأمريكيين يتحدثون دائماً عن العلاقة الطيبة وعن حرصهم على الاهتمام باليمنيين، وعلى أمن واستقرار اليمن، وهكذا من العبارات التي يهدفون من خلالها إلى خداع الناس إرضاء بالأفواه، أما في الواقع العملي فما يعملونه شيء آخر، مختلف تماماً عما يقولونه، يقولون عبارات فيها شيء من إظهار الود أو العلاقة أو المصلحة أو ما شابه، لكنهم في الواقع العملي يتحركون بكل عداء، حالة من العداء يتحركون فيها في كل المجالات وفي كل الميادين.
{وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} حتى في الوقت الذين يحاولون خداعكم بعبارات يظهرون من خلالها أنهم حريصون على علاقات معكم، أو أن موقفهم تجاهكم موقف متزن أو ما شابه لا..، ما في داخل قلوبهم هو الحقد هو الضغينة هو الكره الشديد، فهم في داخل قلوبهم يحملون كل حالة الحقد والعداء الشديد ثم في الواقع العملي يتحركون بما في داخل قلوبهم وليس بما أطلقوه على أطراف ألسنتهم أحياناً من أجل خداعكم والتضليل عليكم، والبعض من الناس يتأثر وينخدع وتذهب من نفسه حالة الشعور بالعداء نحوهم، يقول: [هم هؤلاء قالوا أنهم يريدون دعم بلادنا أو مصلحة بلادنا أو استقرار بلادنا وأنهم وأنهم..، قالوا وقالوا..]، وما قالوه قالوه عن خداع لكن الله المطلع على ما في قلوبهم العليم بسرائرهم وخفايا نفوسهم قد كشف واقعهم لنا، كشف ما في أعماق قلوبهم وما في خفايا نفوسهم فقال: {وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} هم في واقعهم فاسقون، الحالة التي عليها أكثرهم حالة الفسق الانحراف الفجور الممارسة الفاسدة ممارسة خارجة عن إطار الالتزام، وهم فيما هم عليه من فسق وفجور لا يتحرجون من حالة الخداع ولا من الغدر ولا من المكر ولا من فعل أي شيء أبداً.
دروس من هدي القرآن الكريم
من دروس سورة التو بة .
ألقاها السيد :
عبد الملك بدر الدين الحوثي
الدرس الأول / بتاريخ/ 5/ رمضان / 1434/ هجرية .