مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مسار الأحداث منذ انطلاقة المشروع القرآني، ومنذ بداية التحرك للسيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وإلى اليوم في ساحتنا الإسلامية وفي منطقتنا العربية وفي بلدنا اليمن، مسار الأحداث بكله يقدم في كل يوم- من ذلك اليوم وإلى اليوم- الشواهد تلو الشواهد على صوابية هذا المشروع وهذا التحرك، وعلى أهميته، وعلى ضرورته، وعلى الحاجة إليه، فالسيد حسين -رضوا الله عليه- لم يتحرك من فراغ، والمشروع القرآني الذي قدَّمه للأمة هو مشروعٌ الأمة في أمسِّ الحاجة إليه، يشهد الواقع، وتشهد الأحداث- كما قلنا- وهي يوميةٌ من ذلك اليوم وإلى اليوم، نحن- في عالمنا الإسلامي وفي منطقتنا العربية وفي بلدنا اليمن- نحن أمةٌ مستهدفة شئنا أم أبينا، أقررنا أم أنكرنا، نحن أمةٌ مستهدفة، التاريخ يشهد، على مرِّ التاريخ كم شهدت ساحتنا الإسلامية من غزوٍ أجنبي، ومن استهدافٍ لنا كمسلمين، استهداف من أعداء كثر ذات جهات متعددة، وصفات متعددة، واتجاهات متنوعة، كم في التاريخ: الهجوم والغزو الصليبي، الهجوم من جانب التتار، الهجوم من أقوام آخرين واتجاهات متعددة، وشهدنا على مرِّ التاريخ كثيراً من الأحداث المأساوية في داخل أمتنا، وكان لها آثارها المدمرة في ساحتنا الإسلامية على مرِّ تلك المراحل الزمنية المعروفة في التاريخ، والتي صدرها التاريخ، والتي مثَّلت نكبات بكل ما تعنيه الكلمة على مراحل مهمة من تاريخنا، ونحن في هذا الزمن لا يزال في أوساطنا الكثير ممن عاصروا الحقبة الاستعمارية البريطانية والغربية، سواءً: الفرنسية، أو الإيطالية… أو غيرها. ثم نحن في حقبة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية البارزة والواضحة والحاضرة بشكلٍ كبيرٍ وعدائي في ساحتنا الإسلامية، والتي نعيش مأساتها في كل يوم.

 

فنحن- بلا شك- أمةٌ مستهدفة، والمؤثرات القادمة على ساحتنا وعلى واقعنا المؤثرات هذه مؤثرات موجودة بالفعل، وتأثيراتها في كل مناحي حياتنا واضحة بالفعل، وبالتالي لا التجاهل لكل هذا يجدي، ولا التنصل عن المسؤولية يفيد، ولا أيضاً الانسياق وراء هذه المؤثرات والاستسلام لهذه الأحداث، وأن نتحول إلى ساحة مفتوحة أمام العدو يصنع فينا ما يشاء ويريد، ويفعل بنا ما يريد، ويتحرك بنا وفينا كما يريد، ليس كذلك أمراً صحيحاً ولا مفيداً لنا أبداً.

 

يلزمنا كأمة مستهدفة كمسلمين يلزمنا فهمٌ صحيح ومعرفة واقعية بالأحداث والواقع والتحديات والمخاطر، وعي صحيح عن العدو، ومن هو هذا العدو، وماذا يريد هذا العدو، وكيف هي مؤامرات ومكائد هذا العدو، ويلزمنا رؤية صحيحة للحل، ومشروع عملي وبرنامج عمل نتحرك على أساسه للتصدي لهذه الأخطار والتحديات، وإلا فلا الأخطار سترحمنا ولا العدو سيرحمنا، ولا الله سيرحمنا إن نحن لم نرحم أنفسنا، إن نحن لم نلتفت إلى واقعنا، إن نحن لم نتحمل المسؤولية، إن نحن لم نتحرك كما يريد الله منا أن نتحرك، وكما هي سنن الله -سبحانه وتعالى- مع عباده في واقع هذه الحياة، يلزمنا قراءة واعية عن الأحداث والمخاطر والتحديات، ووعي بتوجهات الأعداء، والتحرك على أساس مشروعٍ صحيح، وهذا ما ركَّز عليه السيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في مشروعه القرآني، وفي نهضته بالمسيرة القرآنية المباركة.

 

مرحلة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبداية الألفية الثالثة تحركت أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلك أمريكا، في هجمة استعمارية دخلت بأمتنا في مرحلة جديدة خطيرة وحساسة ومهمة، وهذه الهجمة هي هجمة شاملة وواسعة، وتتحرك في كل الاتجاهات وفي كل المجالات، وتحت عناوين متعددة، وبأدوات متعددة، وبالتالي فهي هجمة خطيرة؛ لأنها ليست فقط هجمةً عسكرية تتجه على نحوٍ عسكريٍ بحت، فيلزمنا فقط في التصدي لها أن نتحرك عسكرياً. لا، إنما هي هجمةٌ شاملة تتحرك تحت عناوين خطيرة، وتركز بشكلٍ أساسيٍ على اختراق الأمة، وهذه هي أخطر قضية على الأمة: أن العدو يركز بشكل كبير في هجمته هذه على اختراق الأمة من الداخل كمسار رئيسي في مساراته المتعددة لاستهداف هذه الأمة، وهذا الاختراق للأمة من الداخل يهدف فيه العدو إلى أن يوصل الأمة إلى حالة الانهيار الكامل، بما يمكنه من السيطرة التامة عليها إنساناً وأرضاً وثروة، والاستغلال التام لها؛ حتى نصبح نحن كأمة مسلمة ما بعد مرحلة الانهيار عبارة عن مغنم: ثروتنا البشرية ثروة تصبح بيد العدو، يمتلكها العدو، يوظفها العدو ويستغلها كما يشاء ويريد، الثروة المادية في منطقتنا العربية والإسلامية- عموماً- كذلك تتحول إلى ثروة يمتلكها العدو ويستغلها بشكلٍ تام، موقعنا الجغرافي يتحول كذلك إلى موقع يمثل امتيازاً مهماً للعدو (للأمريكي، والإسرائيلي)، ويستغله حتى في السيطرة على ما تبقى من العالم، وفي صراعه مع منافسيه ومناوئيه في الساحة العالمية.

 

وهذه مسألة كارثية بالنسبة لنا كمسلمين، لو اتجهنا إلى أن نمكن العدو للوصول إلى تحقيق هذه الهدف، وأن نتحول بكلنا- كما يشاء لنا عدونا أن نكون- ثروةً له يستغلها كما يشاء ويريد، وأن نفقد كل شيء: الحرية، الكرامة، الاستقلال، المبادئ، القيم، نفقد كل شيءٍ يتصل بالدنيا والآخرة، نضحي بالدين والدنيا، ولصالح عدوٍ يعادينا، يكرهنا، يحتقرنا، يمتهننا، يسعى لاستعبادنا، لا يمتلك مثقال ذرةٍ من الاحترام لنا، ولا من التقدير لنا، أنا أقول: لو قبلنا بذلك لخرجنا حتى عن طورنا الإنساني، ولكنا أشبه بالأنعام والحيوانات التي تجردت من كل ما منح الله الإنسان من مؤهلات، ومن ملكات، ومن مقومات تساعده على أن يكون له حضور في هذه الدنيا كمستخلفٍ لله في الأرض، يعني: لما بقينا كما ينبغي لنا أن نكون كمسلمين، بل حينها لن نبقى كما ينبغي أن نكون كبشر، أن نكون كناس (بني آدم)، لخرجنا عن ذلك.

 

ولذلك فالتوجه الصحيح بحكم الفطرة الإنسانية، بحكم الدين الإسلامي، بحكم القرآن الكريم، بحكم الانتماء الإسلامي للرسالة الإلهية والرسل والأنبياء، أن نتحرك بمقتضى ذلك بما يكفل لنا أن نواجه هذا التحدي وهذا الخطر، وأن نحمي أنفسنا من هذا الاختراق الذي هو اختراق خطير جدًّا، رأينا كيف أثَّر في الكثير من أبناء الأمة، هناك- بالفعل- منعة، وحصانة، ومقاومة، وتحرك مناهض لهذا الخطر ولهذا التهديد، وهناك- في نفس الوقت- جهات أخرى من أبناء الأمة ومكونات: البعض منها أنظمة وحكومات، البعض منها كيانات داخل الشعوب، والبعض منها تيارات وفئات من أبناء الأمة كان لها اتجاهات خاطئة: البعض منها اتجاه نحو ما يريده العدو بشكلٍ مباشر، نحو الاستغلال والخضوع، والتحول كأدوات لصالح العدو يشتغل بها كما أراد أن يشتغل بها، وطمعاً تحت عناوين، البعض من الفئات هذه لا، اتجهت نحو الانسياق لتمكين العدو من خلال الاستسلام والخنوع والتنصل عن المسؤولية والجمود، وأن نترك العدو ليتحرك في هذه الساحة ويشتغل، وفي نفس الوقت يكون هناك موقف سلبي من كلا الاتجاهين ممن يتحرك كما ينبغي، التحرك الطبيعي بحكم الفطرة الإنسانية، والتحرك الصحيح بمقتضى الانتماء الإسلامي للإسلام والقرآن، للرسالة والأنبياء والرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- في المناهضة لهذه الهيمنة، في التصدي لهذا التهديد، في المواجهة لهذه التحديات والأخطار، فالذين تحوَّلوا إلى أدوات تحت عناوين متعددة كـ: التكفيريين مثلاً، وبعض الأنظمة كـ: النظام السعودي والنظام الإماراتي ونحوهما، وبعض الكيانات الأخرى من أبناء الأمة الذين قبلوا ورضوا لأنفسهم أن يتحولوا إلى أدوات بيد الأمريكي، وأن يتحركوا- بناءً على هذا- تحت إشرافه، لتنفيذ أجندته، وفق توجيهاته، أن يعادوا من يريد منهم الأمريكي معاداته، وأن يوالوا من يريد منهم الأمريكي موالاته، وأن يتحركوا تحت العناوين وبنفس ما يريد منهم أن يفعلوا، هؤلاء الذين يتحركون على هذا الأساس باتوا بيد الأمريكي يتحرك بهم لاستهداف من يتحرك بشكلٍ صحيح في أوساط الأمة، ولتنفيذ مؤامراته التدميرية لهذه الأمة، والتي يسعى إلى تقويض كيان هذه الأمة بالكامل، وبالتالي حتى أولئك الذين يتحرك بهم كأدوات- في نهاية المطاف- يصل بهم حتى هم إلى حافة الانهيار، فلا يبقى لهم- فيما بعد- أي مشروع أو مساحة هامشية لصالحهم هم، في نهاية المطاف يمكن أن يدمرهم هم، وأن يحولهم إلى حالة ليس لها أي حضور يعبر عنها، أو يحقق مصلحةً لها، أو ذات وجود بشكل كيان هنا أو كيان هناك. لا، يعيد صياغتها من جديد كما يحلوا له؛ لأنه لا يريد حتى أن تبقى بارزة في داخل هذه الأمة، يريد أن يقوِّض حتى هذه الكيانات من الدول هنا وهناك، بما في ذلك المملكة العربية السعودية… وغيرها.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد1440هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر