مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

جانبٌ أساسيٌ من التقوى يتجه نحو الانتهاء عما نهانا الله عنه، والحفاظ على حدود الله -سبحانه وتعالى- وجانبٌ آخر من التقوى يتجه نحو القيام بما أمرنا الله به -سبحانه وتعالى- ففي النهاية هناك أمر وهناك نهي من ربنا الله -سبحانه وتعالى- ربنا العظيم، ملك السماوات والأرض، الذي هو رقيبٌ علينا ويحاسبنا ويجازينا ومصيرنا إليه، ونحن كمسلمين نؤمن بوعد الله ووعيده في الدنيا والآخرة، ونؤمن أيضاً بالمستقبل الأبدي والدائم في الآخرة في ظل خيرٍ لا انقطاع له، أو شرٍ لا نهاية له، يحدد هذا أو ذاك عمل الإنسان في هذه الحياة، ومدى استقامته على أساس هدي الله وتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-.

 

في هذه المرحلة نحن كأمةٍ مسلمة، وكشعبٍ يمنيٍ مسلم نواجه الكثير من التحديات، وهي مرحلة مهمة من أهم المراحل التي تعيش فيها الأمة في مواجهة أخطار وتهديدات كبيرة، وعلينا مسؤولية تجاه ذلك، نحن نتصدى للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني ضمن التحالف الذي يقود هذ العدوان علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، ونحن في العام الخامس نتصدى لهذا العدوان، منذ بداية هذا العدوان وهو يرتكب أبشع الجرائم، ويحاربنا في كل المجالات: يحاربنا عسكرياً، وأمنياً، وسياسياً، واقتصادياً، وإعلامياً… وفي كل مجال هناك ميدان لهذه المعركة، وهناك تحرك للعدو في هذا الميدان، ينبغي أن نتصدى له، هذه مسؤولية علينا أمام الله -سبحانه وتعالى- انتماؤنا الإيماني يفرض علينا التحرك للتصدي لهذا العدوان الإجرامي الظالم، الذي هو بما يمارسه من جرائم، وبما يهدف إليه من السيطرة علينا، والاستعباد لنا، عدوانٌ ظالمٌ وغاشمٌ، ومن أكبر المنكرات التي يجب النهي عنها، والمحاربة لها، والتصدي لها، والعمل ضدها.والجهاد في سبيل الله هو في واقع الحال وسيلة- كما كررنا كثيراً- لحماية الأمة، ودفع الشر عنها، ودفع الطغيان عنها، ودفع الظلم عنها، ودفع الفساد عنها، للدفع: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: من الآية251]، منذ بداية هذا العدوان تحرك الأحرار، والشرفاء، والغيورون، والمؤمنون في هذه البلد، من أبنائه رجالاً ونساءً في كل المجالات للتصدي لهذا العدوان، وقدَّم شعبنا يومياً قوافل الشهداء، ولا يزال يقدِّم، وثمرة هذا الصمود، وهذه التضحية، وهذا التحلي بالمسؤولية، وهذه الانطلاقة الواعية والجادة: إفشال هذا العدوان من الوصول إلى هدفه، كان يهدف من أول لحظة أن يسيطر بشكلٍ تام على هذا البلد، وأن يستعبدنا جميعاً كشعبٍ يمنيٍ مسلم، وهو في واقع الحال يستبيحنا، يستبيح دماءنا، يستبيح الأعراض، يستبيح الممتلكات… يستبيح كل شيء، ثم نكون قد خسرنا- ولأجيال- حريتنا، وكرامتنا، واستقلالنا، وقيمنا، ومبادءنا، وديننا، ولذلك من المنظور المسؤول، بكل ما تقتضيه الحكمة والمسؤولية والإيمان، وما يدل عليه هدى الله -سبحانه وتعالى- وما هو واضحٌ في الواقع: أكبر واجب، أعظم مسؤولية، أهم ما يميِّز الخبيث من الطيب، أرقى ما يجلِّي واقع الناس ضمن سنة الله -سبحانه وتعالى- في الاختبار لعباده هو: التحمل للمسؤولية في التصدي لهذا العدوان في كل مجالٍ من المجالات:

 

في المجال العسكري: الاستمرار في رفد الجبهات، والنفير إليها.

على المستوى الاقتصادي: الاهتمام بمحاربة العدو في هذا المجال، والعمل على التحرك في المجال الاقتصادي لنكون شعباً منتجاً، ولنقلل من اعتمادنا على الاستيراد الخارجي، ولنشجع المنتج المحلي، ولنعزز نشاطنا الاقتصادي بشكلٍ مدروس، وعلى نحوٍ واعٍ.

 

التحرك في المستوى السياسي: لتماسك الجبهة الداخلية، ولإيصال مظلوميتنا إلى العالم، وقد وصلت إلى كثيرٍ من أبناء العالم، وهناك تأثير إيجابي ملموس ومتزايد في العزلة لقوى التحالف في عدوانها علينا وفي كشف حقيقة أهدافها الشيطانية ومآربها الظالمة.

 

ثم على مستوى العناية بتماسك الجبهة الداخلية، والتصدي- على الجبهة الإعلامية- لأنكر الأصوات، لأبواق العدوان، للذين يتحركون للتضليل، وللتثبيط، وللتخذيل، {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: من الآية19]، صوت الحمير: الصوت الذي يثبط، الذي يخذل، الذي يشجع الناس على التنصل عن المسؤولية، الذي يحاول إلهاء الناس بافتعال قضايا وعناوين هامشية، أو لا تستحق أن تكون هي في الصدارة على حساب القضايا الكبيرة، في مقابل التهميش للقضايا الكبيرة والرئيسية، أنكر الأصوات في مضمونه الهدَّام الذي يثير الفرقة بين أبناء شعبنا، ويلهيهم عن قضاياهم المهمة والرئيسية، ويشوش ذهنيات البعض من ضعاف الوعي وناقصي الوعي، أنكر الأصوات صوت الحمير، الحمير الذين لا يحملون الوعي، ولا يتحلون بالمسؤولية، الذين مثَّل الله لهم هذا المثل في كتابه الكريم؛ لأنهم لم يتحملوا المسؤولية كما ينبغي بمقتضى الوعي، بمقتضى الإيمان، بمقتضى الهدى، فكانوا كما قال الله عنهم: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: الآية5].

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة والعشرون.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر