{وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} توليهم وإصرارهم على الاستمرار فيما هم عليه من شرك وكفر وطغيان، وحرب ضد الإسلام، ومعاندة لدين الله، وخروج على منهج الله، فالله لهم بالمرصاد، لن يعجزوا الله ولن يفلتوا من عقابه.

{وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} هذه العبارة:{وَبَشِّرِ} بشر{الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} هي على سبيل التهكم بهم؛ لأنهم بأعمالهم الإجرامية بشركهم وكفرهم يأملون أن يحققوا لأنفسهم مصالح، مصالح في واقع الحياة ومكاسب في واقع الحياة، لكن المكسب الذي ينتظرهم وسيتحقق من وراء ما هم عليه من شرك وكفر وطغيان وإجرام وحرب ضد الإسلام هو عذاب الله، عذاب الله سبحانه وتعالى، والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، في الدنيا والآخرة.

ثم كان هناك استثناء فيما يتعلق بإسقاط العهد والصلح أو الهدنة في حالة معينة مع بعض المشركين الذين لهم كانت لهم مدة محددة وهدنة محددة بزمن محدد، وبشرط الوفاء بما تضمنته التزامات الهدنة.

{إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} في هذه الحالة وعلى أساس أن يكونوا هم من جانبهم ملتزمين بما تضمنته معاهدات الهدنة، {لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا} مما تضمنته الهدنة من شروط واتفاقيات.

 {وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا} لم يعينوا أي طرف من الأطراف المعادية لكم بأي عون، ولم يقفوا إلى جانبه بأي شيء، في هذه الحالة قال: {فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ}؛ لأن الله يريد لعباده المؤمنين أن يكونوا أوفياء في التزاماتهم؛ لأن هذا من التقوى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.

دروس من هدي القرآن الكريم

من دروس سورة التو بة .

ألقاها السيد :

عبد الملك بدر الدين الحوثي

الدرس الأول / بتاريخ/ 5/ رمضان/1434هـ .